تسوق بذكاء

التسوق بذكاء أمر مطلوب ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك الذي ارتبط في أذهان وسلوكيات الناس بمتطلباته المختلفة وخاصة الغذائية منها، وتطور فيما بعد إلى نمط جديد يتمثل في اقتناء الديكورات والإكسسوارات والأدوات المنزلية، وربما أثاث جديد في الأيام الأخيرة منه قبل أن يأتي موسم العيد.
حالياً تتنافس المحلات في الفوز بأكبر عدد من المتسوقين، وأعلى حصة من المشتريات؛ حيث تنشط العروض والتخفيضات، وتتجه العيون إلى البضائع الجديدة التي تتحول إلى موضة يلهث وراءها كثيرون، مما يحولها إلى منجم ذهب بالنسبة للتجار الذين يدفعون بكل ثقلهم في هذا الموسم المرتبط برمضان والعيد، والذي يعد من أعلى المواسم نشاطاً في المبيعات.
تلك المعطيات تحتم على المتسوقين اليوم ضرورة التعامل بذكاء وحكمة من أجل الحصول على طلباتهم بأقل الأسعار، وعدم التعرض للاستغلال، خاصة أولئك الذين يقومون بذلك في عز الموسم ولا يتجهزون له مبكراً قبل أن ترتفع المنافسة ومعها الأسعار، وهو أمر ينطبق أيضاً على متطلبات العيد، التي يجب أن يتم طلبها قبل وقت كافٍ، أما الأمر الأكثر أهمية فهو ضرورة تفعيل الرقابة في الأسواق، والتأكد من صلاحية المنتجات الغذائية التي تدفع إلى الواجهة خلال هذه الأيام ومتابعة أسعارها؛ لأن هناك من يستغل الوضع القائم حالياً.
التسوق بذكاء له الكثير من الأساليب والطرق التي تجنبك الغلاء، ومنها حسن اختيار منفذ البيع والتوقيت والنوعية والكمية، ومراعاة الحاجة الأساسية والكافية من تلك المتطلبات، كما أن الشراء يجب أن يكون للمنتجات التي نحتاج إليها فقط وليس عشوائياً من خلال التجول بين الأرفف والممرات والتقاط أي منتج يحمل عرضاً خاصاً أو سعراً مخفضاً، إلى جانب ضرورة مراعاة وضع ميزانية خاصة للتسوق، وتحديد قائمة مشتريات مسبقة، وعدم التسوق خلال وقت الذروة.
ومن المهم أيضاً توزيع مرات التسوق، وعدم شراء الأغراض بكميات قد تتعرض من خلالها للتلف قبل استخدامها، والتأكد من الأسعار من خلال مراجعة الفاتورة، وعدم تحويل عملية التسوّق إلى ترفيه؛ لأنك ستقوم بشراء كل ما تراه، سواء كنت تحتاج إليه أو لا، إلى جانب تنويع مصادر الشراء والتعامل معها بذكاء.
ما يحدث اليوم في الأسواق يحتم على الجميع ضرورة مراجعة سلوكياتهم الشرائية، واستغلال إمكاناتهم بشكل أفضل، والتسوق وفق مفاهيم حديثة وذكية تعود عليهم بالنفع، وتصحح الكثير من السلبيات والأخطاء المرتبطة بهذه المواسم.

[email protected]