عادي

فرويد.. التنويم المغناطيسي أشبه بالسحر

21:56 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1703

يشير دانييل لاجاش في كتابه «المجمل في التحليل النفسي» إلى أن المرحلة الأولى من اكتشاف فرويد للتحليل النفسي كان يطبق خلالها المنهج التطهيري، وذلك بأن يوضع المريض في حالة التنويم المغناطيسي، ثم يطرح عليه الطبيب أسئلة متعلقة بأصل الأعراض، والغرض منها أن تتيح تفريغاً انفعالياً مصاحباً للتذكر، وبذلك تبين أن الأعراض الهستيرية ترجع إلى اضطرابات انفعالية متعلقة بالماضي.

ولما كان مصير هذه الأحداث المؤدية إلى الاضطراب أن تستبعد من نطاق الشعور، فإنه يمكن بعثها أثناء التنويم المغناطيسي، إلا أن فرويد لم يكن يحب التنويم المغناطيسي، تلك العملية التي لا يوثق بها، والتي تكاد تشبه السحر، بالإضافة إلى أن التطهير لم يكن له أثر علاجي دائم، ثم إنه لم يكن يستطيع أن يطبق التنويم المغناطيسي إلا على فئة قليلة من المرضى. يرى المؤلف أن كل ذلك أدى خلال فترة قصيرة إلى الالتجاء إلى الإيحاء في حالة اليقظة، فكان يضع راحته على جبين المريض، ويؤكد له (أي المريض) أنه يستطيع أن يتذكر الماضي، ويستند فرويد في هذه الخطوة التي اتخذها إلى تعاليم برنهايم من أن الصدمات لا تنسى حقيقة، ولكن هذه الطريقة الفنية كانت شاقة للغاية، فقد كان المعالج يصطدم بمقاومة المريض، وكان يتعين عليه أن يقهر هذه المقاومة، أي أن يقهر الكبت الناشئ من دفاع المريض ضد النزعات، موضع الانتقاد، حتى يتسنى للمريض أن يتذكر الماضي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"