لقاء العقبة

01:58 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

كان المشهد في مدينة العقبة الأردنية أمس يحمل دلالات سياسية واضحة على أن العمل العربي المشترك، والتنسيق والتكامل بين الدول العربية الأساسية في مختلف المجالات ينطلق بوتيرة متسارعة لمواكبة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة بما يجنب الأمة العربية تداعياتها السلبية.

أن يلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ومشاركة الأمير تركي بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة السعودي معاً، فهذا بحد ذاته يعتبر تطوراً إيجابياً باتجاه تعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق الخطوات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق مصالح دول وشعوب المنطقة في ظروف إقليمية ودولية تفرض مثل هذا اللقاء وهذا التنسيق، خصوصاً أن تداعيات الحرب الأوكرانية بدأت ترخي بظلالها في مجال الاقتصاد والطاقة والأسواق المالية والأمن الغذائي، وكلها لها انعكاسات على الدول العربية تقتضي مواجهتها من خلال التنسيق المشترك، إضافة إلى أهمية التصدي للإرهاب الذي لا يزال يشكل خطراً على أمن الدول العربية وشعوبها، ومن بينه الإرهاب الحوثي الذي لا ينفك يستهدف المنشآت الاقتصادية والمؤسسات المدنية في المملكة العربية السعودية منتهكاً بذلك كل القوانين الدولية والإنسانية، باعتبار أن ما يمارسه من إرهاب هو«جريمة حرب» بكل المقاييس.

إن لقاء العقبة كان أكثر من مجرد لقاء رباعي، إنه في الواقع يختصر همّاً عربياً جماعياً تجاه ما يجري حولنا وفي العالم، للرد على تساؤلات المواطن العربي: أين نحن مما يجري؟ وهل لنا دور؟ وهل اتخذنا ما يلزم من حيطة لمواجهة المقبل من الأيام وما قد تحمله من تطورات أو مفاجآت؟

هذه أسئلة مشروعة لا بد أنها كانت في ذهن القادة الأربعة، وفي صلب مناقشاتهم، لأن العمل العربي يجب أن يرتقي إلى مستوى الأحداث قبل أن تداهمه ويصبح ضحيتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"