عادي
افتتحت منتدى المرأة في الحكومة

عهود الرومي: تعزيز دور النساء أساس صناعة المستقبل

21:46 مساء
قراءة 4 دقائق
_WF29867

دبي: «الخليج»

أكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، نائب رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن أي حوار حول المستقبل يتطلب التركيز على تمكين المرأة للمشاركة في تحقيق تطلعات الإنسانية، وأن العالم يحتاج إلى تعزيز حضورها في المناصب القيادية على جميع المستويات.

جاء ذلك، خلال افتتاح عهود الرومي منتدى المرأة في الحكومة بكلمة بعنوان «المرأة في الحكومة.. وصناعة المستقبل»، الذي تم تنظيمه، أمس الاثنين، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، بمشاركة 150 من القيادات الحكومية النسائية والمؤثرات في صناعة القرار، من بينهن 17 قيادية نسائية، من رئيسات وزراء ووزيرات وممثلين للمنظمات الدولية، ونحو 30 متحدثاً في 14 جلسة متنوعة.

تعهد لتمكين جيل جديد من القيادات النسائية

وشهد المنتدى إطلاق تعهد لتمكين جيل جديد من القيادات الحكومية النسائية، وجاء في نص التعهد: «أتعهد بتنمية جيل جديد من القيادات الحكومية النسائية في العالم، من خلال تمكين، وتوجيه، وإرشاد عشر شابات خلال مسيرتهن لقيادة العمل الحكومي».

وهدف المنتدى إلى تعزيز الوعي بأهمية دور المرأة في الحكومة وتسليط الضوء على القيادات الحكومية النسائية، وإلهام وتنمية جيل جديد من القيادات الحكومية النسائية حول العالم، وزيادة نسبة مشاركة المرأة وتمثيلها في المستويات القيادية العليا في الحكومة.

وسعى المنتدى لترسيخ 3 توجهات عالمية، تتضمن إطلاق حوار عالمي حول موضوع المرأة في الحكومة، وتشكيل شبكة من القيادات الحكومية النسائية العالمية، وتعزيز الشراكات الهادفة لترسيخ مشاركة المرأة.

وقالت عهود الرومي إن منتدى المرأة في الحكومة، يمثل فرصة مثالية لبدء حوار عالمي حول مستقبل المرأة، وتعزيز دورها في قيادة العمل الحكومي والإدارة الحكومية، ويسلط الضوء على محورية دور القيادات النسائية في تحفيز وإلهام الجيل الجديد من الفتيات والنساء للمشاركة الفاعلة في الارتقاء بالعمل الحكومي، وضرورة رفع نسب تمثيل المرأة في المستويات القيادية في القطاع الحكومي.

تعزيز دور المرأة

وأضافت أن المنتدى يسعى لتسريع وتيرة الحوار العالمي الهادف لزيادة نسب مشاركة النساء في الحكومة، وسد الفجوة بين الجنسين، وتحديد ملامح مستقبل أفضل للعالم، مؤكدة أن الإحصاءات الحالية توضح أن التقدم الحاصل في هذا المشهد «لا يلبي الطموحات»، مشيرة إلى أنه في حال استمرار الوضع على الوتيرة الحالية فسيحتاج العالم لأكثر من 146 سنة لتحقيق التوازن بين الجنسين في الحكومة.

وتطرقت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل إلى أن نسبة تمثيل النساء في البرلمان حول العالم تبلغ 26.1٪ فقط، بينما لا تتعدى نسبة الوزيرات في العالم 22.6٪، في حين تشغل المرأة 31% فقط من المناصب القيادية العليا حول العام، وتشير الإحصاءات أن نسبة النساء في قطاع الخدمة العامة تقارب 50٪ في جميع أنحاء العالم.

وأشارت إلى أنه على الرغم مما تعكسه تلك الأرقام، إلا أن العالم يفخر بتجارب العديد من الدول التي اتخذت خطوات مهمة من أجل دعم حضور المرأة في العمل الحكومي، واستعرضت تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي شهد الحضور النسائي في برلمانها خلال سنوات معدودة، ارتفاعاً ملحوظاً من 22٪، إلى 50٪ من إجمالي عدد الأعضاء، وهي نسبة مرتفعة على المستوى العالمي، بينما تمثّل الوزيرات 27.5٪ من إجمالي عدد وزراء الحكومة، وجمعيهن يتولين حقائب وزارية حيوية معنية بالفضاء، والتكنولوجيا المتقدمة، والتعليم، وتنمية المجتمع، والثقافة، والشباب والتعاون الدولي والمستقبل، وما زلنا نعمل ونطمح للمزيد.»

وقالت عهود الرومي: «لا نستدل على قصص النجاح النسائية الملهمة في دولة الإمارات بالأرقام المرتفعة فقط، إذ أنعم الله علينا بقيادة رشيدة ترى في التغيير والتحديث فرصاً حقيقية للتطور والتقدم والارتقاء بالمجتمعات، حيث وضع الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس تمكين المرأة في الحكومة والمناصب القيادية العليا قبل قرابة نصف قرن، وكذلك سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، إذ تبذل سموها جهوداً حثيثة لرعاية المرأة في الإمارات في جميع المجالات».

دعوة عالمية

وأكدت الرومي، أن التنوع يترك تأثيرات إيجابية في نوعية العمل، وتعزيز مشاركة النساء ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي، مشيرة إلى أن تجربة الإمارات تعد دليلاً ملموساً على أن قيادة المرأة هي أساس لبناء مستقبل أفضل للعالم، وبناء مجتمعات قادرة على التطور.

وقالت: «نحن واثقون بأن مشاركة المرأة في القطاع الحكومي تحقق مكاسب واضحة، وتجعل الحكومة أكثر تمثيلاً للمجتمع، إضافة إلى ما تقدمه المرأة من خبرات ووجهات نظر متنوعة، ومساحة واسعة للتعاون وتقديم حلول جديدة للعالم، مؤكدة أهمية الأثر الإيجابي لقيادة المرأة في رفع كفاءة العمل وتعزيز حياة المجتمع، والإضافة التي تشكلها لمستوى استجابة الحكومة، وقدرتها على تصميم حلول نوعية جديدة».

وأضافت أن قيادة المرأة تسهم في صناعة قرارات أكثر شمولاً وتوازناً، وتمثيلها بشكل أوسع في قيادة العمل الحكومي ينعكس بشكل إيجابي على نتائج عمل الحكومة في القطاعات الحيوية المرتبطة بالمجتمع، مثل الصحة والتعليم والاقتصاد، وغيرها.

وقالت عهود الرومي إن المنتدى لا يناقش أهمية رفع نسب المرأة في التمثيل بالمستويات القيادية ومدى قدرتها على تحقيق النجاح فحسب، بل يشمل أيضاً توسيع الفرص أمام المرأة حول العالم، وتوجيه دعوة عالمية حول التأثير الإيجابي الناتج عن التحاق المزيد من النساء بالخدمة العامة، وبالمناصب القيادية العليا.

وأضافت: «كثيرون تساءلوا حول سبب تنظيم منتدى المرأة في الحكومة، ويكمن الجواب في أننا لا نستطيع إجراء محادثة حول تشكيل مستقبل أفضل للعالم من دون وضع المرأة في مقدمة هذا المستقبل»، معربة عن تطلعها لأن تثمر الجلسات الحوارية للمنتدى في صنع فارق حقيقي في مسيرة تمكين المرأة حول العالم، لتصبح شريكاً حقيقياً فاعلاً في خطط المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"