عادي
بالشراكة مع صندوق الوطن ويشمل أنحاء الدولة كافة

«التسامح» تطلق مشروعاً خدمياً يرتكز على التطوع

01:11 صباحا
قراءة 6 دقائق
جانب من الحضور

أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، المفوض العام لإكسبو 2020 دبي، أن ما حققه «إكسبو 2020 دبي» من إنجازات، أمر استثنائي بكل المقاييس، ولم يكن من الممكن أن يتم ذلك بهذا الكمال من دون هذه الكتيبة الضخمة من المتطوعين الذين أثبتوا على أرض الواقع أنهم جميعاً أعضاء في مجموعة محترفة ملتزمة ومتفانية، امتدت أدوارهم في كل مجالات العمل بإكسبو، حيث سخّر كل فرد من المتطوعين قدراته ومهاراته الشخصية والتزامه الكامل من اجل نجاح «إكسبو 2020 دبي»، معبّراً عن عميق تقديره لكل المتطوعين وما قدموه من جهد ومهارة من أجل نجاح هذا الحدث العالمي الكبير.

جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش في «إكسبو 2020 دبي» لتوقيع مذكرة تفاهم بين الوزارة ومكتب «إكسبو 2020 دبي» والتي تتعلق بنقل ملف المتطوعين بإكسبو إلى وزارة التسامح والتعايش باعتباره واحداً من إرث «أكسبو 2020» الذي سيستمر عقب ختام المعرض الدولي الكبير من أجل تفعيل دور متطوعي إكسبو في مختلف الأنشطة المجتمعية على مستوى الدولة.

حضر الحفل ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لإكسبو 2020 دبي، وعفراء الصابري المدير العام في وزارة التسامح والتعايش.

وأضاف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته التي وجهها إلى متطوعي إكسبو: زملائي المتطوعين.. نعم لقد سمعتموني جيداً، فأنا أيضاً متطوع هنا في «إكسبو 2020 دبي»، أقف أمامكم بمشاعر مختلطة مثلكم تماماً، وأنا سعيد لأنني أتممت بنجاح مثلكم هذه المهمة العظيمة، لكنني حزين أيضاً لأقول وداعاً لمثل هذه التجربة المدهشة، وللأشخاص الذين عملت معهم عن كثب، وسعدت كثيراً بمشاعرهم الطيبة واحترامهم والتواصل معهم.

وعبّر عن أمله في أن يعمل كل متطوعي إكسبو2020 خلال الأيام المقبلة على مراجعة هذه الفترة، وأثرها في تنمية قدراتهم، وتعزيز تجربتهم الخاصة في مجال التطوع، مؤكداً أن كل متطوع لابد أن يشعر بالرضا العميق لأنه تذوق لذة مساعدة الآخرين، وأنه كان جزءاً من شيء كبير، وأنه قدم مساهماته الشخصية وفق منظومة عامة لجعل العالم أفضل، معبّراً عن ثقته بأن كل فرد من المشاركين في برنامج التطوع سوف ينظر إلى تجربته كمتطوع في إكسبو 2020 بكل فخر واعتزاز.

وأوضح أن العمل التطوعي وإعلاء قيمة المصلحة العامة، يعد من العلامات المميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحظى حالياً بمكانة بارزة، إقليمياً ودولياً، بفضل ما تقدمه قيادتنا الرشيدة من دعم ومساندة للجميع، وما يقدمه مواطنوها والمقيمون على أرضها من جهود مخلصة لمصلحة الجميع، مؤكداً أن لدى المجتمع الإماراتي إيماناً راسخاً بأن التطوع، وكما قال أحدهم ذات مرة، هو فضيلة أخلاقية تعبّر عن حب الجنس البشري، لأنه يجمع كل البشر معاً من أجل قضية مشتركة، يدعم بعضهم بعضاً لمصلحة الجميع، لذا فإن التطوع سيظل قيمة مهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل إطار حياتنا ومستقبلنا.

وأشار إلى أن إنجازات المتطوعين في «إكسبو 2020 دبي» أثبتت بلا أدني شك، أنهم بالفعل من محبي الإنسانية ورعاتها، لأن التطوع في جوهره إنما هو حب البشرية، وهو الفضيلة الأخلاقية التي ستمكن المجتمع العالمي من الازدهار، كما إنها فضيلة أخلاقية تُمارَس على أفضل نحو بالذكاء والرؤية، معبّراً عن ثقته بأن هذا النجاح الذي تحقق، سيتيح الفرصة أمام الجميع لرؤية المزيد والمزيد من المتطوعين يستثمرون وقتهم ومواردهم لإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجه مجتمعاتنا والعالم.

وقال: «إن نجاح المتطوعين في «إكسبو 2020 دبي» هو الدافع إلى التعامل مع التطوع بوصفه من مشاريع إرث إكسبو، والتي ستستمر بعد اختتام هذا الحدث العالمي الرائع، ويسعدني أن أعلن أن وزارة التسامح والتعايش ستكون مسؤولة عن المضي قدماً في هذا المشروع، وستؤسس الوزارة مشروع خدمة مجتمعية قائماً على التطوع، في جميع أنحاء الدولة، وسيتركز هدف هذا المشروع على تحديد أفضل الطرق لتحسين جودة الحياة داخل المجتمع من خلال مساعدة أفراده، وسيكون الشعار التأسيسي لهذا المشروع الجديد هو «بناء المجتمع بمد يد العون للآخرين»، مؤكداً أن «نجاح هذا المشروع الجديد يتطلب شراكات فعالة مع مختلف المؤسسات في إمارات الدولة كافة، كما يسعدني أن أعلن أن صندوق الوطن سيكون شريكاً رئيسياً للوزارة في هذا المسعى المهم، وستبرز تلك الشراكة الالتزام القوي منا جميعاً، تجاه الخدمة العامة لجميع فئات المجتمع».

ووجّه كلمته إلى المتطوعين قائلا: «بالنسبة إلى الكثير منكم فإن هذه المبادرة الجديدة تمثل الخطوة التالية لتطويركم كمتطوعين، وسيكون لديكم الفرصة لتعلم كيفية تحديد الفرص وإنشاء الاستراتيجيات وحشد أفراد المجتمع والتنظيم وتنفيذ الخطط لتحسين ظروف الحياة من خلال مساعدة الآخرين، وتركز استراتيجيتنا في العمل على تنفيذ كثير من المشروعات المستدامة على استقاء المعلومات وتصميم المشاريع وقيادتها بمعرفة أفراد من المجتمع، ما يؤدي إلى تحسين المجتمع في نهاية المطاف».

واختتم كلمته بالتعبير عن إحساسه بالرضا العميق النابع من مساعدة الآخرين، معرباً عن أمل أن ينضم كل المتطوعين إلى المرحلة المقبلة للمساهمة في تحسين حياة الآخرين في مجتمعاتنا، المحلية وأمتنا والعالم، مثمّناً العمل الرائع الذي قام به متطوعو إكسبو.

وعقب كلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وقعت وزارة التسامح والتعايش، ومثّلتها عفراء الصابري بصفتها مدير عام الوزارة، ومكتب «إكسبو 2020 دبي» ومثّله نجيب محمد العلي بصفته المدير التنفيذي لمكتب المفوض العام، على مذكرة تفاهم تؤكد تعزيز الشراكة والتعاون بينهما، من خلال ضمان استمرارية العمل على مبادرة متطوعي «إكسبو 2020 دبي»، كإحدى مبادرات إرث إكسبو، لتكون تحت مظلة وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع صندوق الوطن، الشريك الاستراتيجي للوزارة، تحت شعار «تطوع من أجل الأخوة الإنسانية»، من أجل تحقيق تعاون مثمر وبنّاء في المجالات الاجتماعية والتطوعية والعمل المُشترك والتعايش السلمي، وسعياً لتطوير ودعم أطر التفاهم من خلال تبادل الخبرات في مجالات التعاون المشترك للمساهمة في تنمية المجتمع.

وتنص المذكرة على نقل قاعدة بيانات متطوعي «إكسبو 2020 دبي»، وكل الموارد والبيانات ذات العلاقة بها، من مكتب إكسبو إلى وزارة التسامح والتعايش، من أجل الاستفادة منها واستثمارها للتطوع في المجالات الإنسانية والاجتماعية والثقافية والرياضية، والتوظيف، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز الهوية الوطنية، والابتكار المجتمعي، وغيرها من المجالات

كما ركزت المذكرة على أهمية عقد اجتماعات دورية للمتابعة، وكذلك ووضع المقترحات والآليات وتقييم النتائج والتوصية حسب الحاجة، وضمت مجالات العمل وفق مذكرة التعاون، بحث آليات نقل محتويات قاعدة بيانات المتطوعين، وتقديم الدعم الفني ونقل المعرفة والخبرات السابقة في إدارة المتطوعين، واللازمة لاستمرارية المبادرة من مكتب إكسبو إلى وزارة التسامح.

وأشارت المذكرة إلى اتفاق الطرفين على أن يستمر العمل على مبادرة متطوعي «إكسبو 2020 دبي» من خلال إطلاق مبادرات موجهة للمؤسسات والفرق التطوعية في الدولة لتفعيل المشاريع والبرامج الخاصة بالتسامح والتعايش، إضافة إلى المبادرات المرتبطة بمجالات عمل صندوق الوطن، بحيث تسخّر هذه الفرق التطوعية، المسجلة رسمياً، خبراتها وقدراتها وشبكة علاقاتها وأعضائها المنتسبين للفريق في خدمة ملف التسامح والتعايش في الدولة، إضافة إلى إطلاق الجوائز والمسابقات التي تأتي ضمن نطاق العمل التطوعي للمتطوعين، والجهات والفرق التطوعية التي تعزز جهود التسامح في الدولة وتخدم مجالات عمل صندوق الوطن.

وركزت المذكرة أيضاً على تفعيل قاعدة البيانات التي يتم استلامها من برنامج «إكسبو 2020» للمتطوعين، بحيث تكون القاعدة التي يتم الانطلاق منها لإطلاق برنامج تطوعي متكامل يخدم أهداف وتطلعات الجميع، باعتبار أن برنامج «إكسبو 2020» سيكون الإرث الناتج عن أكبر فعالية عالمية تستضيفها دولة الإمارات. واستثمار قدرات وخبرات المتطوعين في «إكسبو 2020» الذين يمثلون أكثر من 135 جنسية مختلفة، لإطلاق مبادرات تعزز ممارسات التطوع حسب التنوع الثقافي في الدولة.

من جانبها، عبرت هند باقر مدير عام صندوق الوطن، عن سعادتها بأن يكون الصندوق شريكاً استراتيجياً لوزارة التسامح والتعايش لإطلاق أكبر مشروع خدمة مجتمعية قائم على التطوع في أنحاء الدولة، تحت شعار «بناء المجتمع من خلال مد يد العون للآخرين»، مؤكدة أن المشاركة في هذا المشروع الكبير يمثل انطلاقة جديدة في مسيرة الصندوق نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية، والوصول برسالته السامية إلى كل فئات المجتمع الإماراتي.

وأضافت أن التعاون المشترك مع وزارة التسامح والتعايش يؤكد تطابق الأهداف الاستراتيجية لنا معاً، والتي تقوم على تعزيز القيم المجتمعية الأصيلة للمجتمع الإماراتي، والوصول بخدمات الوزارة والصندوق معاً إلى الجميع، مؤكدة أن تعزيز العمل المجتمعي باستثمار طاقات متطوعي «أكسبو 2020 دبي» ستكون له آثار إيجابية كبيرة نظراً للخبرات الكبيرة التي اكتسبوها في هذا الحدث العالمي الكبير. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"