عادي

تعليم المستقبل..التكنولوجيا تهيمن والتطوير مفتاح البقاء

02:13 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: محمد إبراهيم:
التعليم من أكثر القطاعات التي تشغل عقول المجتمعات والحكومات، لاسيما بعد التطورات المتسارعة التي شهدتها ميادين العلم في مختلف دول العالم خلال جائحة كورونا «كوفيد19»، التي أفرزت أنماطاً جديدة للتعليم، وفتحت الآفاق لاستشراف مستقبل التعليم.

ويرى خبراء وقيادات تعليمية ورؤساء جامعات وأكاديميين، أن تعليم المستقبل سيكون فيه هيمنة للتكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن أن التطوير مستمرر من دون توقف، معتبرين إياه مفتاح البقاء لجميع الأنظمة التعليمية.

اليوم في محطة جديدة للقمة العالمية للحكومات 2022، بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نقف على وجهات نظر المتخصصين في رؤى مستقبل التعليم، ومسارات استشرافهم للمستقبل القادم، لاسيما عقب التطورات والمستجدات شهدتها البلدان في ظل جائحة «كورونا».

في وقت أكد محللون أن الإمارات وضعت منهجية لمواكبة مستجدات التعليم والتحول من اقتصاد النفط إلى اقتصاد المعرفة، الذي يستند إلى التنوّع والابتكار وريادة الأعمال، لتصبح المدارس مصانع لإنتاج العباقرة والعلماء والعقول المبدعة.

منافسة عالمية

في وقفة مع وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي، أكد أن التعليم في الإمارات دخل المنافسة العالمية، إذ إن المؤشرات تأخذنا إلى منح 4 مرجعيات دولية متخصصة في رصد التنافسية الأممية، فضلاً عن عضوية الإمارات في نادي العشرين الكبار في قطاع التربية والتعليم، وفقاً لأحدث إصدارات تقارير التنافسية العالمية، معتبراً أن هذا يشكل خطوة مهمة نحو مستقبل التعليم، الذي يستند إلى التنافسية والتميز.

ووفقاً لتصنيفات المرجعيات العالمية، حصلت الإمارات على المرتبة الأولى عالمياً في المؤشرات الخاصة بمعدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي، وفي معدل الإلمام بالقراءة والكتابة، والمرتبة الأولى في انتقال طلبة التعليم العالي إلى داخل الدولة، وفي الطلاب الدوليين، والمرتبة العالمية الأولى للإمارات في معدل إتمام المرحلة الابتدائية، إضافة إلى عدة مراكز متقدمة في مؤشرات أخرى.

خطط التطوير

وأكد أن خطط تطوير التعليم في الإمارات مرت بمراحل عدة، وكل مرحلة كان الاهتمام منصباً فيها على بناء مخرجات تعليمية متميزة، تواكب خطط التنمية في الدولة، وشهدت كل مرحلة نجاحاً وتميزاً وقدرة على تحقيق الأهداف المنشودة.

وأوضح أن المرحلة التي يعايشها النظام التعليمي بالدولة، ترتكز على تعزيز مؤشرات جودة المخرجات التعليمية، من خلال بناء جيل موهوب ومبدع ومبتكر يتمتع بسمات عصرية والمواطنة العالمية، ومتمكن ومسؤول ويمتلك مهارات القرن ال21، وقادر على حل المشكلات والنقد البنّاء والتقييم.

شاملة ومتكاملة

ولفت إلى أن منظومة التعليم بالدولة شاملة ومتكاملة من حيث انسجام مخرجات التعليم العام مع التعليم العالي، والتركيز على التخصصات العلمية المستقبلية والمهمة، مثل علوم الفضاء والطاقة المتجددة وتعزيز منظومة التعلم الذكي، وبما يتناغم مع أهداف مئوية الإمارات 2071، من حيث الرؤى والمستهدفات المستقبلية للوطن.

وأكد أن الإمارات الدولة الأولى في العالم التي شكلت مجلساً متخصصاً تحت اسم «مجلس الثورة الصناعية الرابعة» للاستفادة من الفرص المتاحة والتصدي للتحديات التي تطرحها الثورة الصناعية الرابعة، إذ يتميز البرنامج بمسارات متعددة تلبي الاحتياجات والمتطلبات المستقبلية لسوق العمل، لاسيما وأنه معد لإعداد كوادر متخصصة عالمية المستوى مجهزة بالمعرفة والخبرات، ويعد أول مختبر مفتوح في العالم لاختبار تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقها.

10 اتجاهات

من جانبها ترى الخبيرة التربوية المستشارة علياء الشامسي، أن هناك 10 اتجاهات تحكم مستقبل التعليم، إذ تكمن في تنوع الوقت والمكان، إذ يجد الطلبة فرصاً متنوعة للحصول على معارفهم في أي وقت وكل مكان، فضلاً عن التعلم الذاتي «المشخصن» الذي يرتكز على أدوات تتكيف مع قدرات المتعلمين، إضافة إلى حرية الاختيار، حيث سيكون للطالب القدرة على تغيير عمليات تعلمه وفقاً للأدوات الضرورية، من خلال أجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة، وتقنيات تعتمد على ميولهم.

وأضافت أن التعليم المستقبلي، يأخذ منحنى مهماً نحو التعلم القائم على المشاريع، إذ إن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر، لذلك ينبغي على الطلبة تعلّم استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة، ويكون لديهم إلمام كاف بالتعلم القائم على المشاريع منذ المرحلة الثانوية، فضلاً عن مسار الخبرة الميدانية التي سيتم تأكيدها داخل المقررات، وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلبة لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع الجماعية.

صعوبة التوقع

البروفيسور الدكتور عمار كاكا رئيس جامعة هيريوت وات دبي، يرى أن هناك صعوبة في توقع المشهد التعليمي المستقبلي بدقة، لاسيما مع التغيرات السريعة والمتطورة التي نشهدها حالياً، تكنولوجياً وعالمياًن بشكل عام، ولكن ما نؤكده أن الوصول للمعلومات والمعارف سيكون أكثر سهولة حالياً، ومستقبلاً، من خلال مصادر متنوعة، مع الوضع في الاعتبار أن مهارات الممارسة المهنية ستكون ركيزة أساسية في تعليم المستقبل، إذ إنها تتسم بالمرونة وقابلية التطوير والتغير، على سبيل المثال إذا أردت أن تصبح طبيباً يمكنك التعرف إلى العمليات الجراحية وما تنطوي عليه، ولكن القراءة عنها لن تمكنك أبداً من إجراء عملية جراحية. فيتم تطوير المهارات في الجامعات وبعد ذلك تأتي الممارسة العملية لتمكنك من أدواتك بشكل أكثر فعالية وكفاءة.

التقييم المستقبلي

وقال إن أحد الجوانب المهمة للتعليم المستقبلي تكمن في التقييم ومنح الشهادات التي يتطلبها سوق العمل كإثبات أن الشخص المتقدم لوظيفة معينة لديه المهارات والمعرفة المطلوبة، مؤكداً أن التعليم في المستقبل يتم تطويره في الأنظمة المختلفة ليضم المحتوى أساليب تعليم الطلبة، وستكون الجامعات والمؤسسات التعليمية قادرة على تطبيق التعلم المتمحور حول الطلاب بشكل أكبر.

وحول مؤسسات التعليم أفاد بأن تقديم المحتوى للطالب بشكل استثنائي بأساليب مبتكرة وغير تقليدية، سيصبح أولويتها، فضلاً عن المرونة التي تمكّن المتعلمين من تحصيل العلم وصقل مهاراتهم ومعارفهم، ليصبح التعلم مدى الحياة النهج الشائع، ويتمكن الموظف من الحصول على شهادات صغيرة لمواكبة التغيرات الطارئة على سوق العمل من مصادر مختلفة وبطرق متعددة.

مقترحات للمستقبل

في اقتراحاته للمضي قدماً نحو تعليم المستقبل، قال ينبغي على مؤسسات التعليم التركيز على التعليم المتمحور حول الطلبة، الذي يمكّننا من إنشاء تجارب مختلفة ومبتكرة تثير فضولهم وتشجعهم على تنفيذ أفكارهم، موضحاً أن هذا الأسلوب يساعد الطالب على تحقيق استقلاليته التعليمية من خلال المهارات المكتسبة، لاسيما وأن التعليم المتمحور حول الطلبة يرصد الفروق الفردية لدى كل متعلم ويأخذ في الاعتبار اهتمامات وقدرات ومهارات كل منهم.

وأشار إلى أهمية التعاون الهادف بين الجامعات ومؤسسات التعليم لتكون مصلحة الطالب أولوية وهدفاً يجتمع عليه الجميع، موضحاً أن الاختبارات ستبقى التحدي الحقيقي التي تحتاج إلى أساليب فعالة لتفاديه، إذ ينبغي على الأنظمة التعليمية المختلفة الوصول لطرق تتسم بالشفافية في خضم التعليم عبر الإنترنت، والوصول السهل إلى المعرفة لاسيما مع وجود شركات تعرض خدماتها بسهولة على الطلاب، للقيام بمشاريعهم بمقابل مادي، فنجد الكثير منها الذي يعمل من دون ضوابط وهذا يعوق تقدم التعليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"