عادي

حكومة الإمارات تستعد للمستقبل باستخدام التقنيات والبيانات الضخمة

02:58 صباحا
قراءة 5 دقائق
7

إعداد: محمد ياسين

شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطورات متسارعة في شتى المجالات، ولم يأت هذا التطور دون تخطيط ورؤية استباقية، فمنذ إعلان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تأسيس دولة الإمارات وتشكيل أول حكومة بزغ فجر العمل الدؤوب الذي يعتمد على استشراف المستقبل بخطط ورؤى استباقية للنهوض بدولة الاتحاد.

على الرغم من حداثة دولة الإمارات فإن رؤية قيادتها الرشيدة استطاعت توظيف الإمكانيات وتأهيل الكوادر الوطنية للوقوف بثبات على أرض صلبة، فمن حكومة تقليدية تتسلح بالعلم والمعارف وتعمل على تطويرها إلى حكومة تعتمد على التقنيات الحديثة وتصبح إلكترونية، ثم حكومة ذكية تعتمد على توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تطوير الأداء، لتصبح بعد 50 عاماً من التأسيس في مصافّ الدول الأكثر تطوراً، بل وتسبق دولاً أخرى وتتربع على عرش الحكومات الذكية.

ركائز الدولة

يؤكد الدكتور محمد مراد عبدالله، مدير الإدارة العامة للمؤتمرات والندوات الأمنية بشرطة دبي، أنه منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1972 وضعت حكومة الإمارات نصب أعينها النهوض بمتطلباتها الخدمية واحتياجاتها الأساسية في مجالات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والأمنية، وترسيخ ركائز الدولة الحديثة ووضع الأنظمة والقوانين والتشريعات الملائمة لمجتمع الإمارات، آخذة في الاعتبار تعزيز كيان الاتحاد من خلال تطوير البنى التحتية في جميع الإمارات وتوفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين.

ولا شك أن ما تحقق من إنجازات في حقبة المؤسسين المغفور لهم بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهم حكام الإمارات، يعد نموذجاً يحتذى في التجارب الاتحادية على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي.

ومنذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2006 رئاسة مجلس الوزراء، أحدث نقلة نوعية في العمل الحكومي الاتحادي، حيث بدأت المرحلة الثانية والانطلاقة نحو الريادة والتميز وفق مؤشرات أداء ومعايير واضحة ومحددة للإنجازات والتطوير وتحسين الأداء في الوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث تم تحديد منهجيات العمل الحكومي ووضع الرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية وأدوات قياسها، ودخول الدولة في سباق التنافسية نحو تحقيق الريادة على المستوى العالمي من خلال تحقيق أفضل النتائج في المؤشرات الدولية للتنمية.

تحولات جذرية

عن الاستفادة من المنصات الرقمية، أوضح الدكتور محمد مراد أنه مع بداية انعقاد مؤتمرات القمة الحكومية العالمية في الدولة عام 2013 والاستفادة من منصات أفضل الممارسات العالمية وتجارب الدول عقدت الشراكات مع مراكز الأبحاث الفكرية العالمية والخبراء في مجالات التطوير الحكومي؛ لذا شهدت حكومة الإمارات تحولات جذرية في عملها حيث طرحت مبادرات غير مسبوقة في عدة مجالات ومنها تحويل معاملتها من ورقية إلى إلكترونية وأصبحت من ثم حكومة رقمية تعتمد على البيانات الضخمة وتحليل البيانات فى المجالات المختلفة لدعم اتخاذ القرار.

لقد أصبح الاهتمام باستشراف المستقبل والرؤية المستقبلية للدولة محل اهتمام القيادة الرشيدة، حيث عقدت الاجتماعات القيادية والاستشرافية وجلسات عصف الأفكار لوضع تصور استراتيجي للخمسين عاما المقبلة والتي تهدف إلى تحقيق أمن المستقبل المائي والغذائي عبر منظومة متكاملة ومستدامة للأمن المائي والغذائي، تقوم على توظيف علوم الهندسة الحيوية والتكنولوجيا المتقدمة للطاقة المتجددة وتعزيز الأمن الاقتصادي عبر تبني الاقتصاد الرقمي، وتكنولوجيا التعاملات الرقمية في المعاملات المالية والخدمات وتحقيق السبق والريادة في متطلبات الثورة الصناعية الرابعة في الجوانب التكنولوجية والعلمية في عدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والمركبات ذاتية القيادة والطاقة النظيفة. لضمان الاستعداد الاستباقية لمرحلة ما بعد النفط.

الثورة الرابعة

بعد دخول الثورة الصناعية الرابعة، التي تركزت على التحول الكامل للخدمات الرقمية، زاد ارتباط حكومتنا الرشيدة بالمقارنات المعيارية على مستوى الدول والتنافس على المؤشرات العالمية، حيث انتقلت رؤية الحكومة الاستراتيجية ودعم عنصر استشراف المستقبل من القيادة إلى الريادة بكامل قطاعات مؤسساتها وهيئاتها، وإدخال القطاع الخاص والمستثمرين كشريك رئيسي من ضمن منظومة العمل وإدارة بياناتها الضخمة من ضمن الهيكلة الجديدة للعمل الحكومي، والتي تسعى الحكومة تعزيز تركيزها على أربع محاور لأركان الدول الحديثة الرائدة التي تضمنت تطوير منظومة التعليم الحديثة وجاهزية قطاع الصحة والوقاية وتقوية هيكل الاقتصاد والاستثمار والخدمات والتأهيل والاستثمار الأمثل للموارد البشرية.

1300 خدمة رقمية

طورت حكومة دولة الإمارات أدواتها وسخرت التقنيات والبيانات الضخمة لتقديم الخدمات الحكومية، وأصبحت الجهات الحكومية تقدم خدماتها عبر لمسة زر بتطبيق ذكي على الهواتف أو مواقعها الإلكترونية، فعملت الوزارات على تسريع وتيرة استخدام البيانات الضخمة من أجل تقديم كافة خدماتها دون الحاجة إلى زيارتها وأصبح صانع القرار مطلع على مؤشرات الأداء بشكل آنيّ.

تقدم الوزارات والجهات الاتحادية أكثر من 1300 خدمة رقمية شملت قطاعات الأمن والتعليم والصحة والقضاء والخدمات الاجتماعية الاستباقية وغيرها من الخدمات، وفق رؤية القيادة الرشيدة، ولم تتوقف الحكومة عند هذا الحد، بل رسمت خريطة طريق للخمسين عام المقبلة لاستشراف المستقبل وعدم التوقف عند ما تم إنجازه.

وتستمر حكومة الإمارات في تنفيذ رؤية القيادة الرشيدة في رسم مستقبل الحكومة للخمسين عام المقبلة باجتماعات لجان متخصص في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية لوضع محاور خطة مئوية الإمارات؛ والتي تهدف إلى وضع مسار للنهوض بكافة القطاعات والاستثمار في رأس المال البشري ودعم المواهب واستقطاب الكفاءات من أجل تصميم شكل حكومة المستقبل تعتمد على توقع شكل الحكومة خلال الخمسين عام المقبلة.

استشراف المستقبل

قال أحمد آل محمود، مستشار التخطيط الاستراتيجي ورئيس المجموعة الفرعية لاستشراف المستقبل التابعة لمجموعة دبي للجودة، إن مستقبل حكومة دولة الإمارات اليوم هي طموحات رؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع آبائنا المؤسسين حكام الإمارات الأوائل رحمهم الله والمجهودات المستمرة لقياداتنا وحكومتنا الرشيدة، المتمثلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤية قيادتنا وقدواتنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كانت دولة الإمارات نشأت في بداياتها على محبة الوطن والمواطن وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، وانتهجت قيام الحكومة على أصالة عمل المؤسسات والدوائر والهيئات وإنشائها وخلقها لتنفيذ آلية العمل الحكومي ولخلق الخدمات الأساسية لبناء اللبنة الأولى لتكون دولة قائمة على عمل المؤسسات المنظم والأصيل.

البحث العلمي والريادة والتنافسية

تعتمد القيادة الرشيدة البحث العلمي وأفضل النظم التعليمية لتصميم حكومة المستقبل، وذلك لتعزيز ريادتها في الابتكار والإبداع لتحقيق التمييز في سباق الحكومات التي تعتمد على البيانات من خلال مشاريع ومبادرات تعزز من تنافسية الدولة وتحقق روية قادتها في الذهاب إلى المستقبل وعدم انتظاره، وتطورات حكومة دولة الإمارات على مدار الخمسين عام الماضية بشكل كبير، فقدمت للعالم أنموذجاً في التطور والاعتماد على أفضل الممارسات.

المخ والكمبيوتر

من المحتمل ألا نحتاج إلى الانتظار لمدة قرن لكي ندمج أدمغتنا تماماً مع أجهزتنا، لأن الأبحاث في روابط المخ والكمبيوتر أصبحت الآن خارج نطاق الخيال العلمي، وإذا ما أصبح الأمر شائعاً، فإن المزج بين الإنسان والآلة يمكن أن يغير مسار التطور البشري بشكل لا رجعة فيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"