عادي
خلال أعمال الجلسة 9 للبرلمان الدولي للتسامح بمشاركة 60 دولة

غباش: التسامح والسلام سبيل صناعة المستقبل وتحقيق الاستقرار

00:38 صباحا
قراءة 5 دقائق
المشاركون في أعمال الجلسة

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

احتضنت قاعة زايد في مقر المجلس الوطني الاتحادي في أبوظبي، أمس الأحد، أعمال الجلسة التاسعة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام، بحضور صقر غباش رئيس المجلس، وبمشاركة ممثلي 60 برلماناً حول العالم.

وأكد صقر غباش في كلمة له في افتتاح أعمال الجلسة أن التزام المجلس الوطني الاتحادي بالمشاركة الفعالة والبناءة مع البرلمان الدولي للتسامح والسلام يأتي استناداً إلى قناعة راسخة بقيمة التسامح والسلام باعتبارهما سبيلاً لا غنى عنهما لصناعة المستقبل، وتحقيق الاستقرار والتنمية لشعوب العالم.

وقال: «ومن هذا المنطلق شهدت أرض الإمارات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في الرابع من فبراير/شباط عام 2019 بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي والتسامح والسلام بين البشر، وتعزيزه عالمياً، مما جعل الأمم المتحدة تعتمد قراراً بالإجماع باعتبار الرابع من فبراير في كل عام «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية»».

وأضاف: «أود أن أعبر لكم عن سعادتنا باستضافة الجلسة التاسعة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام والذي يمثل بحق صوت البرلمانيين لالتقاء ثقافات العالم وحضاراته، بما يرسخ من الدور الحيوي للبرلمانيين على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة».

وقال: «إن نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر من شأنه أن يسهم في احتواء الكثير من التحديات والأزمات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية التي تحاصر بني الإنسان في الكثير من أقطار العالم».

وأكد التزام الإمارات منذ تأسيسها بإرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتواصل بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات بتحويل قيّم ومبادئ التسامح والسلام فكان الاتفاق الإبراهيمي في سبتمبر/أيلول 2020 الذي فتح فرصة حقيقية لدول الشرق الأوسط بأن تبحث عن مسار بديل لمسار الصراعات والتوترات، حتى ينعم هذا الإقليم بالسلام والاستقرار، مشدداً على ضرورة السعي جدياً لإعادة إحياء عملية السلام؛ بحيث تؤدي إلى حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها.

وقال: «في هذه القاعة، قاعة زايد، وافق مشرعو شعب دولة الإمارات على القوانين، التي تكفل للجميع العدل، والاحترام، والمساواة، وتجريم الكراهية، والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف، ولذلك أرى من الضروري أن يعمل برلمانكم على إصدار تشريع نموذجي استرشادي لبرلمانات العالم في التسامح والتعددية الثقافية، وقبول الآخر، حتى يمكن أن يكون للبرلمانيين دورهم المؤثر في مكافحة التطرف، والتطرف العنيف. كما أتمنى أن يكون لبرلمانكم شراكات ممتدة ومتعاونة مع المؤسسات الثقافية المعنية في العالم بنشر قيّم التسامح، وتعزيز التعايش المشترك».

وأضاف: «إن عالمنا اليوم يمر بمنعطف تاريخي مهم من جراء أزمة دولية قد يمتد تأثيرها إلى عقود قادمة، وجميعنا نتشارك المخاوف من اضطرابات اجتماعية بسبب مستقبل أمن الطاقة، والاستقرار العالمي، والأمن الغذائي، والنمو الاقتصادي، وبرامج الحماية الاجتماعية لمجابهة الغلاء المعيشي، كل ذلك يدفعنا إلى أهمية التمسك بالحوار، وتبادل الرأي، والانفتاح على آراء الآخرين، ونبذ التطرف والحروب، وجميعها أدوات لسياسات التسامح، وستعمل دبلوماسيتنا البرلمانية مع برلمانكم وبرلمانات العالم والمؤسسات الدولية البرلمانية الأخرى، على بذل أقصى طاقاتها لنشر قيّم التسامح والحوار بين شعوب العالم لمجابهة النزاعات التي تهدد السلم والأمن الدوليين».

وقال: «نأمل أن يخرج اجتماعكم بنتائج إيجابية تخدم الأهداف الإنسانية السامية وقيّم التعددية والتسامح والسلام، حتى تنعم شعوب العالم بالاستقرار، والازدهار، والرخاء، والأمن والطمأنينة».

حضر أعمال الجلسة حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، وناعمة عبدالله الشرهان النائب الثاني لرئيس المجلس، وعلي راشد النعيمي عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعدد من أعضاء المجلس.

بعد ذلك ألقى دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، كلمة قال فيها: «يشرفنا أن نكون هنا في المجلس الوطني الاتحادي، وإن اختيار دولة الإمارات لاستضافة أعمال الجلسة التاسعة للبرلمان الدولي للتسامح هو في غاية الأهمية، فدولة الإمارات أرض السلام والتسامح والأخوة، وهذا أساس عملنا واجتماعنا في الاتحاد البرلماني الدولي».

وأكد أن نهج دولة الإمارات في هذا الخصوص ينسجم مع القيم التي يتطلع ويعمل عليها الاتحاد البرلماني الدولي والمجلس العالمي للتسامح والمنظمات المعنية من خلال تعزيز قيم الحوار للتوصل إلى السلام للجميع، فالتسامح قيمة مهمة لحل أية خلاقات واحترام الآخرين، وهو ما يؤمن به الاتحاد البرلماني الدولي منذ تأسيسه قبل 138 عاماً وحصل من خلال هذه الأهداف على جائزة نوبل للسلام مرتين.

وقال: «على الرغم من النزاعات، فإن البرلمانيين في العالم هدفهم تعزيز السلام عبر الأنشطة المختلفة، وإننا كممثلين للشعوب يجب أن نعمل على تفادي ونبذ خطاب الكراهية وندعو إلى احترام الآخر والتعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون الآخرين للوصول إلى عالم أفضل يسوده السلام».

وقال أحمد محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح: «إن العالم يواجه تهديدات خطِرة كالإرهاب والتطرف والتعصب والعنصرية والعنف، مما يهدد مجتمعات العالم أجمع وينشر الحقد والكراهية، ومن واجبنا كمحبين للسلام وممثلي الشعوب العمل على مواجهة تلك المخاطر والتهديدات بشتى السبل والإمكانيات ومواجهة الفكر المغذي لهذه الظواهر».

وأضاف: «إن جهود المجلس العالمي للتسامح، أثمرت عن عقد شراكات مع 80 دولة وبرلمان عالمي، ويعمل المجلس حالياً على بناء شراكات جديدة بين الدول والحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والبرلمانية والقيادات والمرجعيات الدينية من أجل مواجهة التطرف والتعصب والتمييز والكراهية ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، عبر نشر المفاهيم السليمة للديانات وغرس مبادئ التسامح والسلام في مجتمعاتنا».

وقال: «إننا ندين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي الإرهابية على كل من الإمارات والسعودية واليمن، فإننا نثمن عالياً قرار الأمم المتحدة بتصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية وندعو إلى قرارات من أجل حماية الدول التي تعمل على تعزيز التسامح ونشر السلام ليس فقط داخلها؛ بل في محيطها الإقليمي والدولي مثل دولة الإمارات العربية المتحدة».

إطار أشمل من التسامح الديني

ألقيت كلمات خلال الجلسة الافتتاحية لمصطفى نياس رئيس الجمعية الوطنية السنغالية، وإسبيرانكا بياس رئيسة الجمعية الوطنية بموزمبيق، ومستردوين عبده رئيس الجمعية الوطنية في الاتحاد القمري، ومارجيريتا ريستريبو رئيسة البرلمان الدولي للتسامح والسلام.

وقال عبيد خلفان السلامي عضو المجلس الوطني الاتحادي: «نتعامل في دولة الإمارات مع ثقافة التسامح في إطار أشمل من التسامح الديني والمذهبي، ونركز على الإطار العام الذي يشمل احترام الآخر، وقبول التعددية وتكريس التنوع. ونرى أن التعليم له دور حيوي في تنمية هذه القيم النبيلة لدى أفراد المجتمع، وله دور حيوي في مكافحة التطرف والعنف والإرهاب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"