الشارقة: ليلى سعيد
عقد مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، أمس الأحد عبر تقنية «زوم»، ندوة بعنوان: «تحديات التنشئة الاجتماعية في العصر الرقمي» ألقت الضوء على الناشئة في العصر الرقمي.. الإيجابيات والسلبيات، وتطرقت إلى الإجراءات التربوية والتعليمية للحد من التأثيرات السلبية للتطبيقات التكنولوجية، وركزت على الدور المنوط بمؤسسات التنشئة الاجتماعية في العصر الرقمي.
اتفق المشاركون في الندوة التي أدارها الدكتور خليفة الشعالي، مدير الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية في عجمان، على أهمية الموضوع وضرورته في الفترة الحالية خصوصاً في ظل ندرة الدراسات والبحوث التي توفر المعلومات الدقيقة حول هذه الموضوع، ورغم غزارة التعامل التقني في ظل جائحة كورونا، إلا أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المجتمع ككل.
ورأت ناعمة الشرهان، النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي أنه لا بد من وجود توازن في استخدام التكنولوجيا، ومراعاة الفرز للمحتويات السيئة، وأكدت أهمية دور الأسرة في الحفاظ على القيم. وأن هذا الدور منوط بالأسرة الصغيرة، كما كانت تقوم به الأسرة الممتدة من قبل.
وألقت الشرهان الضوء على تطرق المجلس الوطني الاتحادي لعدة جوانب، تتعلق بتحديات التنشئة الاجتماعية في العصر الرقمي، من خلال مناقشة قوانين وموضوعات مرتبطة بالتعليم والإعلام.
وأشارت د. منى البحر الأكاديمية، ومستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع بإمارة أبوظبي إلى أن قانون وديمة فيه جزئيات كثيرة متعلقة بتحديات التنشئة في العصر الرقمي، وأكدت أن الأهم من البحث عن الحلول، هو التوصل إلى التحديات الحقيقية والوقوف على مفاهيم التنشئة الاجتماعية في ظل الفضاء المفتوح، خاصة أن التنشئة تتعلق باكتساب الطفل الأنساق القيمية والضبط الذاتي، وجميعها تحتاج إلى تدريب وتأهيل، فهي ليست تنشئة غرائزية فقط.
وأشار د. محمد مراد عبدالله مستشار نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، مدير الإدارة العامة للمؤتمرات والندوات الأمنية، إلى أنه في ظل الفضاء المفتوح ازدادت الجرائم الإلكترونية بمعدل 50%، ولا بد من وجود وعي قانوني بمخاطر الاستخدام السلبي للتقنيات.
وأكد د. عادل كيراني استشاري الطب النفسي – مركز إسحاق بن عمران الطبي، بأن أساس التنشئة تعليم الطفل مهارات ومعلومات التعايش مع الحياة الطبيعية، ولكننا أمام تحدٍ مضاف وهو التعايش مع العالم الافتراضي، وما يفرضه من تحديات، وأن لهذا العالم الافتراضي انعكاساته النفسية الكبيرة.
وأكدت د. سعاد المرزوقي الأستاذ المساعد ومساعد العميد لشؤون الطلبة في قسم علم النفس والإرشاد في جامعة الإمارات العربية المتحدة، عدم وجود دراسات اجتماعية أسرية حديثة ترصد الأدوار الحقيقية للآباء والأمهات في ظل التطور المتلاحق للمجتمع، والوقوف على أسباب عجز الكثير من الأسر عن القيام بأدوارهم.
وأشارت المرزوقي إلى المخاطر الصحية للأجهزة الإلكترونية على الناشئة دون سن 12 سنة، وانعكاساتها السلبية على الصحة الذهنية لهذه الأعمار.
ورأى د. سعيد محمد العمودي، الإعلامي بالمكتب الثقافي والإعلامي بحكومة الشارقة أنه على الإعلام القيام بدوره من خلال خلق إعلام تشاركي، وأنه على مؤسسات التنشئة بمختلف تخصصاتها استثمار التقنية في غرس القيم والإيجابيات، وأن المسؤولية مشتركة لمواجهة هذه التحديات، من خلال فرض رقابة تقنية تشارك الأبناء في مختلف المنصات الإلكترونية.
وذكر المستشار فيصل محمد الشمري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية الطفل أن إدارة المخاطر أحد أهم السبل في علاج السلبيات، وأهم محور هو مخاطر التقنيات الرقمية والتي تشمل الإدمان وضياع الوقت والتغيرات السلوكية.
أضاف الشمري أن هناك دراسة نشرت تقول إن ما يزيد على 50% من الأطفال في الإمارات مدمنين على استخدام التقنيات الحديثة.
النتائج
توصل الحضور إلى نتائج منها:
- أن التنشئة الاجتماعية الرقمية مفهوم قيد التشكل، ويتنامى بشكل متسارع.
- هناك قلة في البحوث والدراسات، وبالتالي نقص شديد في قواعد البيانات المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية الرقمية.
- تزايد التنشئة الرقمية الأفقية التي صارت من أهم موجهات سلوك الأفراد في مختلف المراحل السنية، من الطفولة المبكرة وحتى الشيخوخة.
- تناقص التنشئة الرأسية في البيت والأسرة والمجتمع، بسبب اختلال النسق الاجتماعية وطغيان التنشئة الرقمية الأفقية.
- تقلص الأدوار الطبيعية التي كانت تقوم بها الأسرة.
- ضعف التحكم في المضمون الرقمي وصعوبته.
التوصيات
- تحويل التحديات المتعلقة بالفضاء الافتراضي إلى فرص، واستثمارها بشكل ممنهج في التنشئة.
- توجيه مراكز البحوث في الجامعات الوطنية لدراسة الظاهرة وتمويلها من قبل المؤسسة الرسمية.
- تبني السلطات التشريعية للدراسات المجتمعية وتمويلها.
