عادي
افتتح أعمال «القمة العالمية للإنسانية 2022»

نهيان بن مبارك: أرى صدى رسالة زايد النبيلة واضحاً بيننا

19:28 مساء
قراءة 4 دقائق
الشيخ نهيان متحدثاً في القمة

دبي: «الخليج»

افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، المفوض العام ل«إكسبو 2020 دبي»، أعمال القمة العالمية للإنسانية 2022 الأربعاء 30 مارس، في مركز دبي للمعارض.

وقال في الكلمة الافتتاحية أمام المشاركين «يسعدني الترحيب بجميع المشاركين في القمة العالمية للإنسانية. تجمعنا المشاعر النبيلة والرغبة الصادقة لجعل عالمنا أفضل. وإني أشعر بالسعادة الغامرة بوجودي معكم في هذا الصباح، لدعم هذا العمل النبيل. وأشكركم على إعادة تأكيد إيماننا بأهمية العمل الإنساني تعبيراً عن القيم السامية التي تنبع من التعاطف، ومدّ يد العون وإظهار الاهتمام لكل من هو في حاجة».

وأضاف «العمل الإنساني هو ما يميز ثقافة دولة الإمارات التي وصلت إلى ما هي عليه اليوم، بفضل قيادتنا الرشيدة وشعبنا العظيم الذي يهتم بالآخرين ويشاركهم ما هم فيه، ولا يبخل بوقته وموارده لدعم كل من يحتاج إلى المساعدة. ولقد كان مؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، يؤمن بأهمية العمل الإنساني، بصفته فضيلة أخلاقية تعكس المشاعر الإنسانية النبيلة. وبفضل توجيهاته ونهجه، أضحت دولة الإمارات داعماً وركناً أساسياً للعمل الإنساني في العالم. ولقد شجعنا الشيخ زايد – رحمه الله - على الاهتمام بالجانب الإنساني بصفته استثماراً مهماً ومستداماً في مجتمعنا الحاضر والمستقبل. كما ألهمنا على القيام بذلك بحكمة ورؤية واضحة المعالم. وإني أرى صدى رسالة الشيخ زايد النبيلة يظهر بوضوح في أعمال هذه القمة التي تجمعنا اليوم».

وأضافد «كوننا مستثمرين ذوي رؤية نواجه الكثير من المطالبات، فيما يتعلّق بالموارد التي نخصصها للعمل الإنساني. ونحن ندرك أن هناك الملايين من الأطفال في العالم لا يحصلون على حقهم في التعليم، ولذلك فإننا نريد توفير مدارس ومعلمين لهم جميعاً. كما نعلم أن الآلاف في كثير من المجتمعات، يعانون أوضاعاً معيشية غير صحية، ونحن نعمل بجد على مساعدتهم. كما أن هناك الكثير من الأمراض المعدية المنتشرة التي يصعب السيطرة عليها في بعض الأماكن، بسبب عدم وجود أي خدمات طبية أساسية، ولذلك نرى من الواجب الإنساني القضاء على هذه الأمراض وعلاج المصابين بها. كما نعرف جميعاً أن كثيراً من المجتمعات تحتاج إلى خدمات طرق وكهرباء ومياه ووسائل تواصل، وعلى العالم بذل الجهد لتوفيرها لهم، لرفع مستوى معيشتهم. ونعلم، كذلك، أن المرأة في كثير من المجتمعات، لا تحصل على حقها في الإسهام بدورها، والمشاركة في المسيرة الإنسانية، ولا بدّ من العمل لدعمها وتمكينها. ولا ننسى ضحايا النزاعات المسلحة، من الأطفال والنساء والمدنيين، من مختلف الأعمار الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الدعم، ولهم واجب أخلاقي وإنساني على العالم تحمّله، وكلنا على علم بحاجتنا الملحّة إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني، وإزالة مخاوف عدم الثقة بين الأديان والثقافات المختلفة».

وتعليقاً على فعاليات القمة، قال الشيخ نهيان «شعار هذه القمة «بناء مجتمع إنساني قوي من أجل عالم أفضل»؛ ويتطلب هذا الهدف منا جميعاً أن نتكاتف ونفكر معاً كأسرة إنسانية واحدة. وعندما أتحدث عن «أسرة إنسانية واحدة»، فأودّ تأكيد إيماني الكبير بقوة التعاون الإنساني في تشكيل المستقبل، والمساهمة في حل الكثير من التحديات العالمية الكبيرة. وعلينا، بوصفنا أسرة إنسانية واحدة، أن نفكر ونعمل معاً بتكافؤ على تقديم المساعدة المطلوبة لكل من يحتاج إليها. ونحتاج، كذلك، إلى التعامل مع الآخرين بطريقة إنسانية، وتقديم التقدير والدعم اللازم لهم. ويمكننا أن نتسابق في حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وتقديم حياة جيدة للجميع. ويسعدني كثيراً اجتماعنا اليوم للتعبير عن هذه الفضيلة الأخلاقية المهمة المتمثلة في العمل الإنساني، وأنا متحمّس لنتعاون معاً للوصول إلى أفضل الطرائق التي تمكننا من الاستثمار في حاضرنا ومستقبلنا».

وأضاف «إن إكسبو 2020 دبي هو المكان المثالي لمثل هذه المناقشات، فقد أثبت هذا الحدث العالمي، حاجتنا إلى مزيد من التفاهم والحوار لحل مختلف المشكلات والتحديات العالمية. وأشكركم جميعاً لكونكم جزءاً من هذا العمل النبيل. ولا شك في أن مناقشاتكم وأفكاركم واقتراحاتكم، ستسهم كثيراً في تحقيق السلام ودعم القيم الإنسانية».

واختتم الشيخ نهيان قائلاً «أشكر المنظمين والرعاة لأعمال القمة العالمية للإنسانية، وأودّ أن أعرب عن تثميني لسعيهم جميعاً للقضايا الإنسانية، كما يظهر جلياً في التنظيم الرائع لهذا الحدث. ويسعدني ويشرّفني أن أكون معكم اليوم وأن أقف أمامكم جميعاً أعضاء في أسرتنا الإنسانية الواحدة».

ثم تلتها كلمة للأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمينة العامة ل«مؤسسة الوليد للإنسانية» وزوندوا مانديلا، رئيس «مؤسسة مانديلا».

وكان جدول أعمال القمة حافلاً بالأنشطة، حيث استضافت مجموعة من الجلسات النقاشية والحوارات، التي تضمنت مشاركة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، التي قدمّت نموذج دبي الذي يمثل أكبر مركز إنساني في العالم. كما تضمنت حواراً مع فاليري نكامبانج بيمو، نائب مدير التنمية العالمية، بمؤسسة «بيل وميليندا غيتس» وتناول «دور المؤسسات الخيرية خلال الأوقات المتقلبة والأزمات».

واختتمت القمة أعمالها بمناقشة خاصة عن «الدور الأساسي للقطاع الخاص، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والمنظمات الدولية في خلق مجتمع إنساني أفضل»، وقدّمها هاني خباز، المدير العام لصندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا، إلى جانب روبرتو كروسي، المدير العام لشؤون الشركات الناشئة في «مايكروسوفت الشرق الأوسط، تركيا وباكستان».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"