عادي

التحليل النفسي يتعلق بطبقة المثقفين فقط

23:20 مساء
قراءة دقيقتين
9

القاهرة: «الخليج»
أصدرت دار رؤية للنشر والتوزيع، «أربعة دروس في التحليل النفسي» للعلامة مصطفى صفوان، ترجمة نيفين زيوار، وهي الترجمة التي راجعها صفوان قبل رحيله، وصفوان قامة كبيرة من قامات التحليل النفسي في مصر والعالم العربي، عاش أغلب حياته في باريس وهو أهم تلميذ عربي للفيلسوف والمحلل النفسي الشهير، ومجدد التحليل النفسي جاك لاكان.

يتناول صفوان في هذا الكتاب أعمال أستاذه لاكان مناقشاً التناقضات النظرية والتطبيقية للنظرية الكلاسيكية في التحليل النفسي التي وضعها فرويد، وشارحاً لقيمة جهود لاكان في تفنيد هذه التناقضات وفي حل المشكلات التي ظلت تعيق تقدم التحليل النفسي مدة طويلة، وقد استطاعت المترجمة الدكتورة نيفين زيوار - المحللة النفسية البارزة وابنة العلامة الدكتور مصطفى زيوار – أن تنقل فرنسية صفوان إلى عربية واضحة ودقيقة، واستطاعت التعامل مع طرح صفوان لما قام به لاكان من جهد بشكل حاز رضا المؤلف نفسه، الذي راجع هذه الترجمة بنفسه وأبدى كامل رضاه عنها.

هذا الكتاب يجمع بين جنباته عرضاً مختصراً شاملاً لأهم أفكار لاكان برؤية الفيلسوف وحدس المحلل، ففي هذا الكتاب نجد طرحاً لمشكلات جذرية ضربت بجذورها في نسيج التحليل النفسي التقليدي، كما نجد استشكالات تقع في صميم الفكر الفلسفي، ونجد لها إجابات لدى صفوان، تحمل منهجاً يحدس عيان الماهية، وبالإضافة إلى ذلك نجد في هذه الإجابات حدساً سيكولوجياً ينفذ إلى أعماق الإنسان ليكشف الحقيقة.

ينبني هذا الكتاب على عدد من المحاضرات التي ألقاها صفوان عام 2000 بدعوة من المدرسة اللاكانية للتحليل النفسي بكاليفورنيا، كان جمهور المستمعين يتكون من السيكولوجيين والأطباء النفسيين وبعض المشتغلين بالدراسات الأدبية واللغوية، يقول: «أحب أن أنتهز هذه المناسبة عن الثابت والمتحرك في التحليل النفسي، لا يطلبه إلا من دخلت في أذهانهم فكرة العلم، وهم ينحصرون عندنا في الطبقة المسماة بطبقة المثقفين من المدرسين والطلاب وأصحاب المهن الحرة، كالأطباء والمحامين، عدا الكتاب والمشتغلين بمختلف أنواع الفنون، وهم جميعاً لا تزيد نسبتهم على 10%». إن طلب العلاج النفسي ينطوي صراحة أو ضمناً على تسليم من جانب الطالب أو الطالبة بأن ثمة منطقة من داخله أو داخلها تتوه عن علمه أو علمها، هي المنطقة التي نطلق عليها اسم اللاشعور، والأحرى – كما يقول صفوان – تسميتها باسم اللامعلوم، أما الإدراك التام لواقعية اللامعلوم، بما هو منطقة تنبض فيها الحقيقة بما هي حقيقة من حيث تفلت من العلم، فهذا أمر لا يحدث إلا بتحقق التحليل النفسي وتمامه، هذا المسار لا يتغير بين الشرق والغرب. يشير صفوان أن عمل فرويد يختصر في نظرية تتضمن العديد من المتناقضات، وإذا تركت أحد هذه المتناقضات بلا تصويب، فهذا يكفي لدحض النظرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"