أفق ثقافي لمكتبة الشارقة

02:00 صباحا
قراءة دقيقتين

يوسف أبو لوز

مكتبة الشارقة العامّة تاريخ وذاكرة ورمز معرفي منذ تأسيسها في 1925 وإلى اليوم، ويأتي الاستعداد لمئوية مكتبات الشارقة في 2025 استعداداً لحدث ثقافي استثنائي في الوقت نفسه حين نتحدث عن مكتبة هي من أقدم وأعرق المكتبات في الإمارات وفي منطقة الخليج العربي، لا بل إن مكتبة الشارقة بهذه التاريخية العريقة تلتقي من حيث التوثيق والريادة والتأسيس مع المبادرات الأولى للتعليم في الشارقة، التعليم الأوّلي، والتعليم النظامي، والمكتبة تاريخاً وسيرةً وتحوّلات هي أصل مرجعي من أصول التاريخ الثقافي للشارقة.

مكتبة الشارقة أيضاً، من الناحية التاريخية تتزامن مع جماعة الحيرة، أو شعراء الحيرة في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين.

في العدد الأول من مجلة «الحيرة من الشارقة» 1 يناير/ كانون الثاني 2019 كتبت مادة ثقافية تاريخية مطوّلة عن جماعة الحيرة أو شعراء الحيرة، وأشرت في مقالة ثانية «30 أكتوبر 2019 » أن الشارقة عرفت الكتاب مدوّناً أو مخطوطاً قبل 100 عام أو نحو ذلك.

وكتبت، على سبيل المثال، إن إبراهيم المدفع  حاول في العام 1927، أي بعد تأسيس مكتبة الشارقة بعامين إصدار صحيفة بعنوان «عُمان» وذكرت، في المقالة أن مَنْ يفكر بإصدار صحيفة في ذلك الوقت البعيد، ليس من المستبعد أن يكون وضع بعض الكتب على شكل مخطوطات.

هذه المعلومات عن جماعة الحيرة أو شعراء الحيرة، إلى جانب البدايات الأولى للتعليم، وحتى البدايات الأولى للمسرح الفطري الفرجوي الذي كان يعتمد على العمل الجماعي في ستينات وسبعينات القرن العشرين، أقول، إن هذا التاريخ وهذه المعلومات تحضر تلقائياً في حالة الاستعداد للاحتفال بمئوية مكتبة الشارقة، التي وُلِدَ من صلبها اليوم ستة أفرع في مدن الشارقة.

حين نتحدث عن مخطوطات لشعراء وأدباء إماراتيين رياديين ، فنحن نضع احتمالات صلة المخطوطات بمكتبة الشارقة، إلى جانب احتمال صلة المكتبة بوثائق أو صور لأدباء إماراتيين وخليجيين روّاد كانت تجمع بينهم وبين جماعة الحيرة علاقات ومراسلات أدبية.

مكتبة الشارقة مركز ثقافي ومركز تاريخي، وأرشيفي ومعلوماتي، وهي مَعْلَمٌ آخر من معالم مشروع الشارقة الثقافي الذي وُلِدَ من صلبه الكثير من المبادرات ذات الصلة بالقراءة، مثل «ثقافة بلا حدود» و«مكتبة في كل بيت» وغيرها من مبادرات تعمّق مفهوم ثقافة القراءة، الثقافة المبكرة التي احتوتها مكتبة الشارقة في منتصف العقد الثاني من القرن العشرين، وبقيت ثقافة القراءة وروح الكتاب ونور المعرفة أساسيات وثوابت مكتبة الشارقة العامّة التي أقامت جسور تواصل ثقافية ومعرفية مع كبريات مكتبات الفكر والأدب والمعرفة والفنون في العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"