عادي

تعزيزات أمنية في سريلانكا بعد تصاعد الغضب إزاء الأزمة الاقتصادية

14:20 مساء
قراءة 3 دقائق
كولومبو- أ.ف.ب
انتشرت قوات الأمن في العاصمة السريلانكية، الجمعة، غداة محاولة مئات المحتجين الغاضبين اقتحام منزل الرئيس، غوتابايا راجاباكسا، احتجاجاً على طريقة إدارة حكومته للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود.
وتواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا، والبالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، نقصاً كبيراً في السلع الأساسية وارتفاعاً حاداً في الأسعار، تفاقمه الديون الهائلة.
وأعلنت الشرطة في كولومبو اعتقال 45 شخصاً عقب الاضطرابات التي وقعت، مساء الخميس، وأصيب فيها رجل بجروح خطيرة.
ورُفع حظر تجول فرض ليلاً في وقت مبكر من، صباح الجمعة، لكن تم تعزيز انتشار الجيش والشرطة في أنحاء المدينة، حيث كان هيكل حافلة متفحمة لا يزال يسد الطريق المؤدي إلى منزل الرئيس.
وقال مكتب الرئيس إن «التظاهرة، مساء الخميس، قادتها قوى متطرفة تدعو إلى (ربيع عربي) لبث عدم استقرار في بلدنا».
وأغلق متظاهرون بالإطارات المشتعلة طريقاً رئيسياً يؤدي إلى العاصمة. وسار مئات المتظاهرين، بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، باتجاه منزل راجاباكسا للمطالبة باستقالته. وأشعل المتظاهرون النار في حافلتين للجيش وسيارة للشرطة في حي ميريانا السكني، حيث منزل الرئيس، كما هدموا جداراً قريباً، واستخدموا حجارته لرشق عناصر الشرطة والجيش.
وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق الحشود، من دون أن يتّضح على الفور ما إذا كانت استخدمت الرصاص الحيّ، أو الرصاص المطاطي. كما لجأت إلى قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
وقالت مصادر رسمية: إنّ راجاباكسا لم يكن في منزله خلال هذه المواجهات، لكن كبار المسؤولين العسكريين سارعوا لمناقشة الأزمة. وتوقفت تغطية مباشرة للتظاهرة كانت تبثها شبكة تلفزيونية خاصة، بعد ما قال صحفيون إنه ضغط من الحكومة.
غير أن تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت نساء ورجالاً يطلقون هتافات تقول: «ارحل»، ومطالبين بتنحي جميع أفراد عائلة راجاباكسا القوية.
وشقيق الرئيس ماهيندا الذي يكبره سناً، يتولى رئاسة الحكومة، فيما الأصغر باسيل، يتولى حقيبة المال. أما شقيقه الأكبر شامال، فهو وزير الزراعة، فيما ابن شقيقه نامال يتولى وزارة الرياضة. وتفجر الغضب بسبب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود.
واعترفت الحكومة بأن الأزمة الحالية هي الأسوأ منذ استقلال البلاد عام 1948. ففي السنوات الأخيرة تعرضت البلاد التي خرجت من عقود من الحرب الأهلية عام 2009 لسلسلة كوارث وأحداث مؤلمة.
وعانت الزراعة جفافاً كارثياً في 2016، وقضت هجمات نفذها متطرفون على السياحة في أحد عيد الفصح عام 2019 عندما أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 279 شخصاً. ثم جففت جائحة «كوفيد-19» التحويلات التي يرسلها السريلانكيون العاملون في الخارج.
وتشكل السياحة وتحويلات المغتربين المصدر الأساس للعملات الأجنبية التي تحتاجها البلاد لسداد كلفة الواردات وخدمة الدين الخارجي البالغ 51 مليار دولار.
وبسبب النقص الشديد في العملة الأجنبية، صارت الجزيرة عاجزة عن استيراد سلع حيوية، فتشكّلت طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ولم تعد أدوية كثيرة متوفرة في الصيدليات، بينما يمضي كثيرون الليل في ضوء الشموع بسبب انقطاع الكهرباء.
وأثار نقص مادة الديزل الاحتجاجات في سريلانكا مؤخراً، لكن التظاهرات عمت مختلف البلدات، ولم تكن تستهدف أي مسؤول كبير.
لكن الديزل لم يكن متوفراً في المحطات في كل أنحاء الجزيرة، وفق مسؤولين وتقارير إعلام.
وأعلنت الهيئة الحكومية التي تحتكر الكهرباء عن تقنين مدته 13 ساعة اعتباراً من، الخميس، وهي أطول فترة على الإطلاق، لعدم توفر الديزل للمولدات.
والنقل العام مشلول نظراً لاعتماد الحافلات والسيارات التجارية على الديزل بشكل رئيسي.
وقال وزير النقل ديلوم أمونوغما: «نقوم بسحب الوقود من حافلات متوقفة للصيانة ونستخدم الديزل المسحوب لتشغيل الآليات القادرة على تأمين الخدمة».
وخزانات المياه التي تؤمن أكثر من ثلث الطلب على الكهرباء للمنشآت الكهرومائية، كانت مستوياتها منخفضة بشكل خطير.
وتوقفت العديد من المستشفيات الحكومية عن إجراء العمليات الجراحية لعدم توفر الأدوية الضرورية.
وقد أعلنت الحكومة أنها تسعى للحصول على صفقة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، وطلب مزيد من القروض من الهند والصين. وقال المتحدث باسم الصندوق جيري رايس للصحفيين في واشنطن: إن محادثات ستبدأ «في الأيام المقبلة» مع وزير المال السريلانكي المتوقع وصوله إلى العاصمة الأمريكية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"