عندما تبدع الإمارات

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ ساعات ودعنا معاً إكسبو 2020، الحدث العالمي الأكبر خلال جائحة «كورونا»، الذي جمع العالم تحت مظلة التقدم والرقي والإبداع، إكسبو الذي تحدى التحديات، وهزم المصاعب، وأبهر العالم، بروعة التنظيم وكرم الضيافة، فقد عشنا بين ثناياه أدق تفاصيل الماضي، وأهم وقائع الحاضر، واتجاهات المستقبل على مدار 182 يوماً.
أدت قيادات الصف الأول في الإمارات، دوراً مشرقاً وأكثر من رائع؛ إذ شكلت جزءاً أصيلاً في نجاح هذا الحدث، فقد كانت تعمل يداً بيد مع القائمين على التنظيم، فاستقرت في قلوب وعقول الجميع من المواطنين والمقيمين والزائرين الذين جاءوا للمرة الأولى لحضور إكسبو، لتترك في النفوس أطيب الأثر، ويكفي كلمة «شكراً» التي قيلت بكل اللغات، والتي لمسناها في القلوب قبل أن تنطقها الألسنة.
انقضت أيام إكسبو بسرعة البرق، وما زلنا نرصد نظرات الانبهار التي رأيناها في عيون الجميع، بسبب روعة التنظيم، فالقائمون على ترتيبات هذا الحدث، يشكلون فريقاً استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة؛ إذ نجح في تجسيد أصالة الإمارات أمام العالم، واستضاف الشعوب والبلدان، وجمع الثقافات والعادات بكل احترافية، ليسجل التاريخ إنجازاً عالمياً جديداً للإمارات التي لا تعرف المستحيل.
نعم لقد أخذنا إكسبو في رحلة إلى المستقبل، حلول ومعالجات ومناقشات وقمم ومؤتمرات وإبداعات وابتكارات ومشاريع وقضايا عديدة ومتنوعة، فقد تنافست دول العالم لتجسيد أبرز محطات التطور في تاريخ البشرية، وأهم مسارات التخطيط إلى المستقبل؛ إذ اشتملت على زخم كبير من مشاهد التقدم والحداثة في مختلف المجالات، فمكتسبات الحدث العالمي لا تعد ولا تحصى، وهذا مؤشر مهم على أن القادم القريب سيحمل لنا مستجدات لم ترَها البشرية من قبل.
المتطوعون كانوا أبطالاً حقيقيين على مدار ستة أشهر؛ إذ قدموا دوراً كبيراً في إنجاح الحدث، يعملون وكأنهم في خلية نحل، تركز اهتماماتهم على خدمة الضيوف ومساعدتهم في أي مطلب كان، لاسيما رجال الشرطة الشرفاء الذين واصلوا الليل بالنهار لتذليل العقبات كافة أمام الزائرين، والفرق الطبية التي تعاملت بحكمة ومهارة فائقة في جميع الحالات التي تتطلب تدخلهم، بسرعة ودقة ومسؤولية، فتحيةً لجميع الجهود التي كانت عنصراً أساسياً في نجاح إكسبو الذي أبهر العالم.
إكسبو 2020 كان تجربة ناجحة بامتياز؛ إذ إنه تغلب على المصاعب وأذاب التحديات وهزم المستحيل، لتبهر الإمارات العالم من جديد على مختلف الصعُد، ويكفينا الكتل البشرية التي كنا نرصدها يومياً لزيارة الحدث، والوفود التي حرصت على المشاركة في تفاصيله، ويكفينا أيضاً أننا لم نرَ يوماً في إكسبو يشبه الآخر. إنها حقاً الإمارات التي إذا أبدعت، يبدع معها العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"