عادي

هولندا تحتفل بذكرى تشريع «القتل الرحيم»

19:38 مساء
قراءة دقيقتين
لاهاي- أ.ف.ب
تزين فراشات ذهبية جدران مركز القتل الرحيم الوحيد في هولندا، إحياء لذكرى آلاف المرضى الذين اختاروا «الموت بكرامة» على مدار العقدين الماضيين، فيما تحتفل البلاد بمرور 20 عاماً على تشريع هذه الممارسة الطبية. ويستقبل المركز الفريد من نوعه سنوياً مئات الأشخاص الذين يرغبون في إنهاء حياتهم.
وأصبحت هولندا في 1 إبريل/نيسان 2002 أول بلد في العالم يشرّع القتل الرحيم، وسرعان ما حذت بلجيكا حذوها، فيما أصبحت إسبانيا العام الماضي سادس دولة تسمح بهذا الإجراء.
ويتزايد كل عام عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى القتل الرحيم في هولندا، وتشير الأرقام الرسمية إلى أنّ عددهم بلغ العام الماضي 7666 شخصاً، وتزيد أعمار معظمهم
(90 %) عن ستين عاماً وهم ممن يعانون سرطاناً في مراحله الأخيرة أو مرضاً عضالاً آخر.
وتقول مديرة المركز الواقع في لاهاي سونيا كيرستن: «عند إقرار القانون قبل عشرين عاماً كان القتل الرحيم معروفاً، لكنّ الأشخاص لم يلجأوا إليه كثيراً كما يحصل حالياً». وما يفسر تزايد لجوئهم إلى القتل الرحيم تشيّخ السكان، فضلاً عن أن هذه الممارسة لم تعد موضوعاً محرماً.
التحكم بزمام الأمور
وتشير كيرستن إلى أنّ «الموت بكرامة هو نقاش يتطوّر مع المجتمع، والمجتمع الهولندي منفتح تماماً عليه». وتلفت إلى أنّ هولندا دولة «تقدمية» ويتمسك سكانها بمبدأ التحكم بزمام الأمور.
ويُستبعد أن يصبح القتل الرحيم مشرعاً في البلدان كلها، إذ معظمها تحظر هذه الممارسة. وفي بلجيكا التي تحتفل في مايو/أيار بمرور 20 عاماً على تشريع هذه الممارسة الطبية، استفاد منه أربعون مريضاً فرنسياً عام 2021. وترى كيرستن أنّ «القتل الرحيم ليس حقاً يتمتع به المريض ولا واجباً على الطبيب»، معتبرةً أنّها مسألة «وجودية وصعبة جداً».
وينص القانون الهولندي على أنّ الطبيب، إلى جانب خبير مستقل عليهما أن يقررا إن كان المريض يعاني ألماً لا يُحتمل في ظل غياب أي أمل في تحسّن وضعه. وينبغي كذلك إثبات أنّ طلب القتل الرحيم طوعي ومدروس بشكل جيّد، وأنه لا «خيار واقعياً» آخر. ويساعد المركز المتخصص الأطباء في إجراءات القتل الرحيم، ويستقبل المرضى الذين لا يرغب طبيبهم المعالج في تلبية طلبهم ومساعدتهم على الموت.
الموت في المنزل
ويقع المركز المسمى «عيادة إنهاء الحياة» داخل مبنى جميل بجوار حديقة. وعندما أُنشئ عام 2012 كان يُفترض أن يتيح القتل الرحيم للمرضى في الموقع.
وسرعان ما تبيّن أنّ الناس يفضلون الموت في منازلهم، ما دفع المركز إلى تشكيل شبكة من 140 طبيباً وممرضاً في البلاد لهذه الغاية.
وتشير سونيا كيرستن إلى أنّ «بعض الأطباء في هولندا لا يزالون يعارضون القتل الرحيم من حيث المبدأ، وهذا من حقهم».
وساعد الفريق الطبي التابع للمركز حوالي 900 شخص في الحصول على القتل الرحيم عام 2020، من بين حوالي ثلاثة آلاف مريض تقدّم بطلب، والأرقام آخذة في الارتفاع. وكان عشرون في المئة من هؤلاء المرضى يعانون خرفاً أو اضطرابات نفسية. وأقيمت دعوى قضائية غير مسبوقة على طبيبة، لتقديمها القتل الرحيم عام 2016 لمريضة تعاني الزهايمر، وتمت تبرئتها من التهم كلّها عام 2019.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"