عادي

د. محمد التتري: زيارة زايد قلبت أوضاع «الجيمي»

23:20 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

العين: منى البدوي

نهضة طبية علاجية عاصر بداياتها الفلسطيني د. محمد خليل التتري، استشاري الأطفال بمدينة العين الذي قدم إلى الدولة في يوليو/ تموز 1975 للعمل في مستشفى العين (الجيمي سابقاً) طبيب أطفال. وتمكن بعدها وخلال وجوده على أرض الدولة، من الحصول على الشهادات العلمية، حتى أصبح استشارياً.

رغم وصول التتري إلى أواخر السبعينيات من عمره، لا يزال يمارس عمله طبيباً في أحد المراكز الطبية بمدينة العين، ليجد نفسه متعاملاً لثلاثة أجيال، حيث عالج من كانوا أطفالاً خلال السبعينيات، وبعد تكوينهم للأسر قدموا لعلاج أبنائهم الذين تزوج بعضهم وأنجب.

كوّن التتري أسرة تضم ستة أبناء بينهم 4 أطباء، منهم البروفيسور الدكتور حسام التتري، وأحمد، طبيب أسنان، وبسام، استشاري طب العائلة، وغسان، متخصص في الأمراض النفسية. ولديه 19 حفيداً اثنان منهم يدرسان الطب.

دقائق صامتة استغرقها التتري قبل البدء باستعادة اللقطات المخزنة في الذاكرة، تتخللها ابتسامة سببها، بحسب ما ذكر، أنه بالرغم من مرور وقت عليها، فإنها تصنّف ضمن أجمل ذكريات العمر. وأكد أن من شهد تلك الحقبة الزمنية وعاصر مرحلة النهضة وصولاً إلى أرقى الممارسات العلاجية يستشفّ المعجزات التي تحققت على أرض الدولة.

11

حفاوة بالغة

يقول د. محمد التتري: قدمت إلى مستشفى العين (الجيمي) وبمجرد وصولنا حظينا بحفاوة بالغة، ووُفّرت كل سبل الراحة المتاحة آنذاك، من سكن ووسائل نقل، وغيرها من متطلبات الحياة التي تسهّل على الطبيب أداء عمله، وفقاً للإمكانات التي كانت متاحة. كما شعرنا بترحيب المواطنين الذين سرعان ما نسجنا معهم علاقات واسعة وصداقات بعضها ما زال مستمراً.

وأضاف: في منتصف السبعينيات كانت الإمكانات الطبية والعلاجية محدودة جداً من حيث المبنى والكوادر الطبية والتخصصات، وبعض التحاليل المخبرية وأنواع من الأشعة وغيرها. كما أن الملف الطبي كان ورقة فقط، نكتب فيها رقم بطاقة المريض والتشخيص والعلاج. وبالرغم من ذلك، فإن الجميع كانوا يبذلون قصارى جهدهم لتقديم العلاج الجيد.

وأضاف: دور الطبيب في تلك الحقبة الزمنية لم يقتصر على تقديم العلاج فقط، وإنما أخذ منحى توعوياً خاصة أن بعض أفراد المجتمع يفضلون التداوي بالكي (الوسم) عوضاً عن العقاقير، وهو ما تطلب منا نحن الأطباء بذل جهود واسعة في إقناعهم بضرورة زيارة الطبيب، عند الشعور بأي أعراض مرضية، وتناول الأدوية التي تصرف، لتحقيق النتائج العلاجية المطلوبة.

1

يتابع: من الأمور التي لفتتنا خلال تلك الفترة، اقتناع الناس سريعاً بتطعيم الأبناء وحرصهم على التوجه بالمواعيد المحددة لكل التطعيمات التي كانت مدرجة آنذاك، وهو ما ساهم في اجتثاث الكثير من الأمراض التي بعضها كان معدياً، مثل الجديري، واختفاء شلل الأطفال، وغيرها من الأمراض التي كنا نلاحظ وجودها بين المترددين من الأطفال على العيادات، وهو ما يعود فضله إلى ما وفرته الدولة من دعم كبير للميدان الطبي.

يذكر أنه مع مرور الوقت بدأت الخدمات العلاجية تتطور، خاصة بعد أن زار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، المستشفى واطلع على احتياجاته، ومن ثم بدأت التغيرات تطرأ ليس على توسعات المستشفى والأقسام فقط، بل توفير المختبرات التي يمكن فيها إجراء جميع الفحوص المطلوبة والأشعات التي كانت متوافرة وتُحدَّث باستمرار، وكذلك أنظمة الملفات وغيرها، إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تطور يضاهي أحدث المستشفيات في العالم.

الولاء والانتماء

يستعيد د. محمد التتري جانباً من حياته الاجتماعية ليذكر أن ما توفره الدولة من خدمات متكاملة للمواطنين والمقيمين على أرضها، الطبية والتعليمية وغيرها، سهّلت مضي جميع أفراد الأسرة في طريق النجاح وتحقيق الأحلام والطموحات، ليس لأبنائه الذين ولدوا على أرض الدولة فقط، وإنما للأحفاد أيضاً، حيث الجميع يعدون أنفسهم من أبناء الدولة وهو ما يلزمنا بتقديم كل معاني الولاء والانتماء ورد الجميل، عبر التفاني في خدمة الوطن.

ابني الأول حسام، درس في مدارس الدولة، وهو متخصّص في طب الأطفال. وأبنائي الآخرون تلقوا تعليمهم فيها، وبعضهم درس في جامعاتها ومنهم من شرعت لهم الإمارات أبوابها لممارسة العمل على أرضها. وهي فرصة لرد جميل هذه الدولة المعطاء التي وفرت لي ولأبنائي أفضل الفرص الاجتماعية والتعليمية والحياتية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"