عادي
ازدحام الحركة الشرائية يعيد الحياة لما قبل الجائحة

«طوابير» من المستهلكين.. وعربات تتكدس بالسلع الرمضانية

02:09 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: يمامة بدوان
عربات تتكدس بالسلع أمام أجهزة الدفع «الكاشير»، و«طوابير» من المستهلكين، تعيد الحياة لما قبل الجائحة، وسط ازدحام الحركة الشرائية، استعداداً للشهر الكريم، مشهد رصدته «الخليج» في منافذ البيع والتعاونيات، عشية رمضان.

ومع التدفق البشري لتسوق المنتجات الرمضانية، تزخر أرفف المنافذ ومختلف أقسامها بجبال من العروض الترويجية، التي يصل بعضها إلى 75%، وسط حضور عائلي لأغلبية المستهلكين الذين بحسب تعبيرهم، أن التسوق عشية رمضان بوجود أفراد العائلة، هو سلوك له بهجة خاصة، كما أن كثرة العروض تصب في مصلحتهم، ويزيد من خيارات الشراء بحسب رغباتهم.

أكد مسؤولي البيع في المنافذ والتعاونيات، استعدادهم المبكر لشهر رمضان، من خلال توفير مخزون يلبي الاحتياجات، وحملات تخفيضية متنوعة، مع دعوتهم لضرورة عدم تخزين السلع، تجنباً لتلفها، في ظل الإمداد المتواصل للمنتجات كافة، وعلى مدار ال24 ساعة.

قال معروف السعيد، مهندس، إن رؤية المستهلكين بهذه الأعداد الكبيرة وهم يتسوقون متطلباتهم لشهر رمضان، تعيد للأذهان الحياة الطبيعية التي كانت قبل الجائحة، وهو أمر افتقدته الأغلبية، حيث يصطحب رب الأسرة أبناءه لشراء المنتجات الرمضانية ابتهاجاً بالشهر الفضيل.

وأكد أهمية عدم شراء منتجات كثيرة بهدف تخزينها، لكون العروض الترويجية تغرق الأسواق، وذلك يصب في مصلحة المستهلكين، فالمنافذ والتعاونيات تتسابق في طرح السلع الغذائية والاستهلاكية على هيئة سلال رمضانية، أو عروض مغرية، من أجل استقطاب الأيدي الشرائية.

من جهته، أشار خالد همام، إلى أن المجتمع اعتاد على تأخير تسوق احتياجات الشهر الكريم إلى اللحظة الأخيرة، في تقليد يتبعه سنوياً، خاصة أن كل عائلة تعد قائمة للمنتجات اللازمة في الأسبوع الأول من رمضان، والذي يشهد تجمعات عائلية.

وقال إن الأغلبية تتسوق مشترياتها عشية رمضان، وتكدّس عربات التسوق، ليس بداعي التفاخر والإسراف، بل في دلالة على الكرم العربي المتجذر لدى العائلات، التي تجتمع على مائدة الإفطار في الأيام الأولى من الشهر الكريم.

أما نسرين عبدالحميد، ربة منزل، فأوضحت أن بعض المستهلكين كدّسوا في عربات تسوقهم كميات كبيرة من السلع التي تشملها العروض التخفيضية، ليس تخوفاً من نفاد الكميات أو ارتفاع الأسعار، بل لأن الأغلبية يجد متعة في التسوق عشية رمضان، برفقة عائلته، كما أن البعض يفضّل شراء احتياجات شهر رمضان وتخزينها في المنزل، تجنباً للذهاب إلى المنافذ ومواجهة الازدحام، خاصة أن الفترة الأولى من الشهر الفضيل تشهد العديد من الولائم العائلية.

كذلك الحال لابتسام الصغير، ربة منزل، حيث قالت إن التسوق عشية رمضان بالرغم من الازدحام، يمنح الفرد طاقة إيجابية، ويجعله يستقبل الشهر الفضيل بروح متسامحة، كما أنه يعد فرصة مناسبة لمعايشة الأجواء المجتمعية وهي تتسوق متطلباتها وسط فرحة الأبناء والكبار على حد سواء. ولفتت إلى أن اللحظات الأخيرة لها نكهة خاصة في نفوس البشر، وهي تشابه كرنفالاً يتكرر كل سنة، خاصة مع رؤية «الطوابير» وهي تنتظر أمام أجهزة الدفع، ما يؤكد عودة الحياة إلى ما قبل الجائحة، مع الالتزام بالاشتراطات خلال التسوق.

أسعار تنافسية

وسعياً من منافذ البيع والتعاونيات الكبرى بالدولة إلى المساهمة في توفير منتجات وسلع رمضانية غذائية واستهلاكية، بأسعار تنافسية، وكميات تفوق الحركة الشرائية، أطلقت «كارفور» عروضاً ترويجية جديدة أسبوعياً لتلبية طلبات المستهلكين المتنوعة عبر فئات متعددة بما في ذلك الأطعمة، والمشروبات، والأدوات المنزلية والأجهزة الإلكترونية.

وقال كريستوف أورسيت، رئيس القسم التجاري والعمليات في كارفور الإمارات لدى «ماجد الفطيم للتجزئة» إن التخفيضات تصل إلى 50% على أكثر من 10 آلاف منتج، مع توفير مخزون كاف لتلبية احتياجات العملاء من أوسع تشكيلة من المنتجات، كما سيساهم المخزون الإضافي في ضمان تدفق ووصول الإمدادات من دون انقطاع على مدار 24 ساعة في بعض الفروع، الأمر الذي من شأنه أن يتيح الفرصة أمام عملاء كارفور للحصول على كل ما يحتاجون إليه في أي وقت.

وأضاف أن حملة التخفيضات ستتواصل، على مدى أكثر من 6 أسابيع، وستشهد الكثير من العروض الترويجية والخصومات على منتجات كارفور الخاصة، وهدايا حصرية من علامات تجارية عالمية، كما ستتاح الفرصة أمام عملاء كارفور للفوز بجوائز قيّمة في رمضان هذا العام من ضمنها قطع من الذهب، وقسائم تسوق وغيرها الكثير، إلى جانب توفير سلال رمضانية تحتوي على المستلزمات الأساسية، بما في ذلك المعكرونة والأرز وزيت الطهي مقابل 50 درهماً، أو 100 درهم.

أثر إيجابي

بدوره، أوضح خالد حميد بن ذيبان الفلاسي، الرئيس التنفيذي لتعاونية الاتحاد، أنه حرصاً على إطلاق مبادرات ذات مردود اقتصادي اجتماعي على سوق إمارة دبي بصورة خاصة، وسوق الدولة بصورة عامة، وبهدف تحفيز جميع المنافسين على تخفيض أسعار المنتجات بما يعود بالأثر الإيجابي على المستهلك في رمضان، رصدت التعاونية 185 مليون درهم لتخفيض أسعار أكثر من 30 ألف سلعة غذائية واستهلاكية أساسية خلال الشهر المبارك، بنسبة تراوح من 25-75%، كما أنها متاحة في جميع الفروع والمراكز التجارية التي تتبع للتعاونية والمنتشرة في كل أنحاء إمارة دبي والبالغة 23 فرعاً و4 مراكز تجارية، وهي تستمر حتى الثالث من مايو/ أيار المقبل.

وقال إن التعاونية تحرص على توفير السلع المدرجة، ضمن العروض بكميات كبيرة وبجودة عالية وأسعار تنافسية، حيث تشمل السلع الغذائية والاستهلاكية الأساسية، ومنها الأرز واللحوم والدواجن والأغذية المعلبة والفواكه والخضراوات ومنتجات رمضان الخاصة، وغيرها من المنتجات والسلع الأخرى، كما أنها تتضمن منتجات عدة، مع مراعاة التنوع الثقافي والسكاني في الدولة، حيث تشتمل على منتجات متنوعة تلبي احتياجات كل الجاليات الموجودة في الدولة، كما تم التعاقد من الموردين لتوفير كميات كافية من السلع الغذائية الاستهلاكية الأساسية خلال شهر رمضان المبارك، لتلبي احتياجات المجتمع.

وأكد أن جميع التخفيضات في تعاونية الاتحاد لن تمس جودة ومعايير ومواصفات المنتجات والسلع المشمولة بالحملة، حيث تعتبر التعاونية أن من أهم المرتكزات لديها عدم المساس بالجودة مقابل السعر، أو تخفيض الأسعار.

وأضاف الفلاسي أن التعاونية توفر خاصية التوصيل للمشتريات والطلبات، التي تتم عبر تطبيقها وموقعها الذكي، لتوفير جميع سبل الراحة للمتسوقين، وتوفير تجربة تسوق فريدة لهم والتمتع بالتسوق في أي وقت يرونه مناسباً، وكخطة لتخفيف الازدحام خلال شهر رمضان المبارك، حيث يوفر الموقع الإلكتروني والمتجر الذكي لغاية 40 ألف منتج متاح لطلبه «أونلاين» بأي وقت.

استعداد مبكر

الموردون أيضاً، أكدوا أن كثرة العروض تصب في مصلحة المستهلكين، حيث قال عيسى نجيب خوري، مدير مجموعة ميراك للاستيراد، إن الازدحام عشية رمضان يمثل دليلاً على كرم العائلات للولائم، خلال الأسبوع الأول في الشهر الفضيل، إلا أن ذلك لا يعني الإنجراف وراء التسوق الشّره، والتخوف من ارتفاع الأسعار ونفاد الكميات، حيث إن الجائحة قدمت مثالاً حياً للمستهلكين في الدولة، في ظل استمرار تدفق المنتجات وتوفرها بشتى الأصناف.

وأضاف أن التجار والموردين استعدوا للشهر الكريم مبكرا، من خلال تعاقدات لتامين شحنات السلع الغذائية والطازجة على مدار الوقت، وهو ما يدعو المستهلكين إلى الشعور بالطمأنينة وعدم تخزين السلع في المنازل، لكونها ستتعرض للتلف.

وتابع خوري: من المهم أن يتحلى المستهلكون بالوعي والمسؤولية عند التسوق، بحيث لا يتجهون لتخزين منتجات قابلة للتلف سريعاً من الخضار، وأن يبحثوا عن البدائل، خاصة أنها تتوفر على أرفف المنافذ والتعاونيات بكثرة، بما يلبي تنوع الأذواق.

من جهته، ذكر فريد الشمندي، مورد رئيسي في دبي، أن الأسواق في الدولة كالعادة تكتظ بالعروض المنافسة من شتى الأصناف، حيث يعد سوق الإمارات من الأسواق العريقة ويتمتع بمزايا عدة، ما يمنح المستهلك الحصول على السلع التي يرغب فيها وبسعر يلائم ميزانيته.

وأوضح أن كثرة العروض الترويجية، تصب في مصلحة المستهلك، الذي يتوجب عليه عدم التسرع بالشراء، تخوفاً من نفاد الكميات، في ظل حرص المنافذ والتعاونيات على توفير فائض يغطي المتطلبات لشهور عدة، كما أن سوق الخضار والفواكه في دبي، يتمتع بميزة توفر جميع الأصناف على مدار العام.

جبال من العروض

لجأت أغلبية منافذ البيع إلى استغلال المساحات بين الأقسام المختلفة لديها، من خلال وضع جبال من المنتجات التي تشملها العروض الترويجية، خاصة الأرز والعصائر والحلويات الرمضانية، ما حجب الرؤية، وشكّل حافزاً للتسوق أكثر لدى أغلبية المستهلكين.

كما عمدت بعض المنافذ إلى الترويج للسلع من خلال خطط تسويقية مبتكرة، تتمثل في «حُزم ترويجية»، تشمل وضع أكثر من سلعة واحدة في عبوات مغلفة، بألوان زاهية، وعبارات مختارة، لاستقطاب الأيدي الشرائية، خاصة ربات المنازل اللاتي يقبلن على تسوق احتياجات رمضان بكثرة عشية الشهر الكريم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"