في انتظار الدهشة

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

كل عام وأنتم بخير. تلف الحياة دورتها ويعود إلينا شهر رمضان بكل طقوسه الدينية وعاداتنا الاجتماعية التي تلازمنا ونتمسك بها عاماً بعد عام، وباتت مشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية خلال هذا الشهر من الطقوس التي نحبها؛ لأنها تجمع أفراد الأسرة، ويحلو معها السمر والدردشة حول المواضيع التي تثيرها، وكلٌّ يُدلي بدلوه معلقاً على أداء الفنانين فيها، والمستوى الذي وصلت إليه الدراما في عالمنا العربي، ومن نجح في الاختيار ومن فشل.. 
المقارنة التي يجريها الجمهور لا تقتصر على التمييز بين عمل وآخر وفنان (أو فنانة) وآخر، بل بين ما يتم عرضه هذا الموسم وما سبق أن شاهدناه العام الماضي وفي الأعوام السابقة، ولا بد أن تصدر الأحكام ويقول جمهور السوشيال ميديا كلمته مباشرة، فتشتعل بورصة المسلسلات والنجوم، وتتشكل الخريطة سريعاً بقائمة الأسماء من الأفضل إلى الأسوأ. 
ليس بالضرورة أن تتفق كل الأذواق وتصبّ في صالح نفس الأعمال، بل قد نجد تضارباً في الرأي، وعملية تجاذب وتنافر حول العمل الواحد، إنما في الأغلب تفرض الأعمال المميزة نفسها وتحسم الجدل مبكراً. 
من ننتظر؟، وماذا نشاهد هذا الموسم الرمضاني؟ دائماً يكون سقف أحلامنا عالياً، هكذا علمتنا الشاشات العربية، وهذا ما عودتنا عليه «أيام العز» والثراء في ضخ الروائع الدرامية، لذا ينتقل معنا هذا الأمل عاماً بعد عام، ونتلهف لمشاهدة ما يأسرنا ويبهرنا ويعلمنا ويعلّم فينا. لذلك لا ننتظر نجوماً معينين، بل ننتظر دراما مختلفة، لا تسقط في فخ الاستسهال وتكرار نفس الأفكار، ولا الاعتماد على البلطجة والفتوات، ولا في فخ الاستخفاف بعقولنا وتقديم السذاجة مغلفة بورق الكوميديا. 
سنشاهد أغلبية ما تعرضه الشاشات والمنصات، لكن السؤال الأهم: على أي مسلسل سنبقي ونواصل المتابعة، وأي مسلسل سيسقط تلقائياً بعد أسبوعه الأول؟ 
موعدنا مع باقة غنية من الأعمال بكل اللهجات العربية، ومع أسماء نحبها وأعمال نتشوق لمشاهدتها، عسى ألا يخيب أملنا فيها. دراما خليجية تجمع الكثير من نجومنا المحببين، عودة للنجم جابر نغموش إلى الشاشة، انتقال يسرا من دفة الدراما الغارقة في التراجيديا والجريمة إلى الكوميديا التي تخوضها لأول مرة في المسلسلات التلفزيونية وفي رمضان، واللافت أيضاً أن مسلسلها يحمل توقيع عمرو عرفة في الإخراج وهالة خليل في التأليف، علماً أن هناك اتجاهاً بارزاً هذا الموسم من نجوم غير كوميديين نحو الكوميديا، مثل روبي ومي عمر وغادة عادل وعمرو عبد الجليل ومصطفى شعبان وغيرهم..
نتمنى أن يكون التطور قد وصل إلى الدراما والبرامج، وأن نعيش حالة من الدهشة والاستمتاع بكل عمل فني نشاهده. رمضان كريم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"