إنهن قادمات

عرفت الدراما فترة كان لا بد فيها من تصدر اسم نجم «ذكر» بطولة أي عمل وتأتي البطلات من بعده ولو بخطوة بسيطة، ولم تنعكس الأمور إلا نادراً وفي حالات معينة، مثل أن تكون البطلة قد تخطت بنجوميتها شهرة الرجال لتفرض نفسها في المقدمة، مثل فاتن حمامة؛ لكن الأحوال تغيرت ولم تعد البطلة مجرد «زهرة جميلة في عروة جاكيت البطل»، وهذا الموسم الرمضاني نشهد هجمة قوية للبطولة النسائية في مختلف ألوان الدراما. 
إنهن قادمات بقوة، فهل تتبدل أحوال الدراما معهن ونشهد قفزة نوعية توازي القفزة الشكلية، خصوصاً أن في العالم العربي بطلات على مستوى عالٍ من الحرفية والموهبة والأسماء كثيرة، منهن المشاركات في أعمال رمضانية هذا العام، ومنهن الغائبات في رمضان الحاضرات في أعمال أخرى خلال العام، ونون النسوة ظاهرة أيضاً خلف الكواليس حيث تزين قائمة المؤلفين والمخرجين. 
يسرا التي صارت علامة مميزة وبطلة أولى منذ سنوات، تطل ومعها غادة عادل ومي كساب في المسلسل الكوميدي «أحلام سعيدة»، من تأليف هالة خليل؛ ويبدو أن البطولة النسائية للأعمال الكوميدية ناشطة هذا العام، حيث تطل روجينا بطلة بوجهين كوميدي وتراجيدي، «كيد الحريم» المسلسل الخليجي الظريف، والدراما المصرية «انحراف» وتشاركها بطولته رانيا محمود ياسين. وتلتقي لأول مرة فيفي عبده مع شيرين رضا في بطولة مسلسل «شغل عالي»، واللافت أن فكرة هذا العمل تلتقي من خلال السطور القليلة التي تم تعريف القصة بها، مع فكرة مسلسل «رانيا وسكينة» بطولة روبي ومي عمر وإخراج شيرين عادل، حيث تدور الأحداث حول سيدتين تنحدران من خلفيتين ثقافيتين مختلفتين، تجمعهما الصدفة والظروف الغريبة، ومن الطبيعي أن تنشأ مواقف كوميدية كثيرة بسبب هذا الاختلاف. 
كثيرة أسماء النجمات المتصدرات الدراما العربية بكافة ألوانها، خليجياً تعود حياة الفهد بمسلسل «سنوات الجريش»، سعاد عبدالله تقدم «ناطحة سحاب» تأليف وإخراج نوف المضف، «عاشر صفحة» زهرة عرفات، «عالي المقام» فاطمة الحوسني، «عائلة عبدالحميد حافظ» من إخراج هيا عبد السلام. 
نيللي كريم تعود للبطولة الأولى بمسلسل «أمل فاتن حربي»، «بطلوع الروح» من بطولة إلهام شاهين ومنة شلبي مع المخرجة كاملة أبو ذكري، حنان مطاوع بطلة مسلسل «وجوه» والذي يتناول أيضاً قصص شخصيات نسائية تجبرهنّ الظروف على مواجهة مواقف جديدة، صعبة ومتنوعة، ريهام حجاج في مسلسل «يوتيرن»، ومريم أحمدي مخرجة مسلسل «سوتس». 
من لبنان وسوريا هناك «للموت» بجزئه الثاني بطولة ماجي بو غصن ودانييلا رحمة، «عازفة الكمان» أمل عرفة، «أحلام يرسمها الغبار» مهيار خضور ونادين خوري، و«كسر عضم» للمخرجة رشا شربتجي. 
القائمة طويلة وتتضمن بلا شك أعمالاً وأسماءً أخرى، ولكن المهم، هل تستطيع القادمات بقوة تغيير اتجاه الدراما نحو الأفضل؟.

[email protected]