قوافل عربات التسوق

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

يتداول البعض في مجالسهم أحاديث حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية واستغلال التجار لموسم شهر رمضان المبارك، ويتحول البعض إلى خبير في الحسابات وآخر مختص في وضع استراتيجيات للمعادلة ما بين الدخل ومصروفات الشهر الفضيل، وغيرهم يكتفي ببث الطاقة السلبية الناجمة عن ما تُحدثه الأسعار المرتفعة من أعباء مادية وديون بنكية وغيرها.
بالرغم من أن المستهلك يعتبر من العناصر المهمة في معادلة استنزاف الجيوب (النهم الشرائي + عدم الوعي = استنزاف للجيوب)، إلا أن البعض يوجه أصابع الاتهام فقط نحو التجار، بينما يُبقي المتحدثون المستهلك بعيداً عن دائرة المسؤولية، فيما تشهده منافذ بيع من رفع لأسعار سلع أو ما يسمه بعض المستهلكين ب«وهم التخفيضات».
سلوكيات شرائية باتت مألوفة وملازمة للشهر الفضيل الذي حوله البعض إلى شهر للإسراف بسبب نهم مستهلكين القابع بداخلهم وهو ما يسهل ملاحظته في الأسواق؛ حيث نجد البعض يجر قافلة من عربات التسوق محملة بمواد غذائية واستهلاكية وغير استهلاكية بكميات كبيرة جداً، وآخرين يقتنون سلعاً لمجرد وضعها على منصة التخفيضات دون التفكير بمدى حاجته الفعلية لتلك السلعة أو احتساب القيمة المخفضة والتأكد من أنها فعلاً توفر الدراهم لجيبه.
ويرفض البعض التخلي عن عادة تحديث الأدوات المنزلية وإن كانت الموجودة في بيته ما زالت محتفظة بجودتها أو لم يتم استخدامها سوى مرات معدودة، وغيرها من السلوكيات التسوقية التي لا يمكن إدراجها إلا تحت قائمة «النهم الشرائي».
ومن المشاهد التي دفعتني لطرح سؤال على مستهلك قام بوضع خلفية السيارة أمام مخزن المتجر لتسهيل مهمة العمال في نقل مشترياته لمركبته، عن أسباب قيامه بشراء كميات كبيرة جداً من المياه المعبأة بقوارير صغيرة، كانت إجابته بأنها ضمن الاستعدادات لشهر رمضان والذي يتم خلاله إقامة الولائم واستقبال الأصدقاء بعد صلاة التراويح.
لا يقف مبرر الاستعداد للشهر الفضيل عند حد المياه وإنما على جميع السلع التي يكثر استهلاكها، خاصة المواد الغذائية التي يتم شراؤها بكميات تسد احتياجات مجموعة من الأسر، وهو ما قد يجعل بعضها تنتهي مدة صلاحيته قبيل استهلاكه.
ترى ما هي الأسباب التي حولت رمضان من شهر عبادة إلى شهر إسراف وهدر وتبذير؟ وهل اخترقت المباهاة أو«البرستيج» سلوكياتنا حتى في شهر الرحمة والبركة حتى غض البعض النظر عن قوله تعالى «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا».
من يشتكي من استنزاف جيوبه في الشهر الفضيل، اسأل نفسك هل تمارس بعض أو كل هذه السلوكيات؟ وإذا ما كانت الإجابة نعم فيجب أن توجه أصبع اتهام استنزاف الجيب نحوك أولاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"