عادي

مؤسسات وشركات تضاعف الإنفاق على حلول حماية البيانات

23:21 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: حمدي سعد
ضاعفت شركات، حصة الإنفاق على حماية البيانات بنسبة تصل إلى 40% من ميزانية المعلومات السنوية، بفعل الارتفاع الكبير في حجم المخاطر والتهديدات الإلكترونية والسيبرانية التي تتعرض لها هذه الشركات بصورة مستمرة، من قبل قراصنة المعلومات على مدار الساعة وفي أي مناسبة.

وتشير إحدى الدراسات التي أصدرتها شركة موردور إنتلجنس إلى توقعات بوصول قيمة سوق الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 2.89 مليار دولار بحلول عام 2026، وبمعدل نمو سنوي مركب 7.92%.

قال إحسان عنبتاوي، الرئيس التنفيذي للعمليات في «مايكروسوفت الإمارات»: «تواصل الشركة عالمياً استثماراتها في مجال حماية البيانات والهجمات السيبرانية، حيث ستستثمر «مايكروسوفت» 20 مليار دولار على مدى 5 سنوات، بزيادة 4 أضعاف على الميزانية الحالية، بهدف تسريع وتيرة عملها في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى أن الشركة تحلل أكثر من 24 تريليون إشارة تهديد يومياً، وتتفاعل مع مئات الآلاف من العملاء حول العالم.

وأضاف عنبتاوي أن إحصاءات مايكروسوفت عالمياً، تظهر وفق آخر تحديث لها في يوليو 2021، أن هناك ما معدّله 50 مليون محاولة هجوم يومياً عن طريق كلمة مرور؛ أي أكثر من 18 مليار محاولة سنوياً، فيما اعترضت وأحبطت «مايكروسوفت» 30 مليار تهديد مرتبط بالبريد إلكتروني العام الماضي.

وأشار إلى أن الشركة تقوم بمعالجة 50 مليار مستند شهرياً لحماية بيانات الأعمال. وتلقت مايكروسوفت 8 تريليون إشارة تهديد، ونجحت في حظر 6 مليارات تهديد، فيما تشير إحصائيات في قطاع الأمن السيبراني إلى أن 82% من الشركات على مستوى العالم تتوقع أنها ستتعرض لهجوم إلكتروني.

وتابع: «تشير الإحصاءات كذلك، إلى أن أكثر من مليون شخص يقعون ضحية للهجمات السيبرانية حول العالم كل يوم. وبحسب دراسة حديثة ل«مايكروسوفت»، فإن 91% من مسؤولي وصناع القرار في مجال الأمن الإلكتروني يخططون لتحويل مؤسساتهم بالكامل إلى العمل الهجين في السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يرفع من حدة الهجمات، فيما تعتبر مايكروسوفت من الأفضل عالمياً في مجال حماية المؤسسات من الهجمات السيبرانية».

وقال: «دفع الوباء المؤسسات من مختلف القطاعات إلى التوسع والانتقال إلى السحابة، وللعمل الهجين، ما شكّل تحديات أكثر صعوبة من أي وقت مضى على مستوى حماية البيانات.

الصورة

تضاعف الطلب

من جانبه أكد ماهر جاد الله، المدير الإقليمي في شركة «تينابل» أن العمل الهجين بسبب جائحة «كوفيد 19»، ضاعف الهجمات والتهديدات في الإمارات وفي العالم، ما رفع بالتبعية حجم الميزانيات المخصصة لحماية المعلومات في الوقت الذي زاد فيه الوعي بضرورة تعزيز الأمن السيبراني من كافة القطاعات الحكومية والخاصة، مؤكداً أن الطلب على حلول حماية المعلومات تضاعف سنوياً.

وأضاف جاد الله أن الهجمات الإلكترونية تتركز على القطاعات المالية والحساسة، وتقوم باستغلال أي ثغرات، مشيراً إلى وجود تقصير في إجراء التحديثات والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحديد نقاط الضعف في البرمجيات والخوادم ومدى خطورتها وأولوية التعامل معها، والأسلوب الأمثل للتعامل معها، خصوصاً أن الانكشاف لتلك الثغرات سيزداد مع تزايد عدد الأجهزة المرتبطة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

وأشار جاد الله إلى وجود طلب كبير على حلول حماية المعلومات السيبرانية والثغرات الإلكترونية في الإمارات، لاسيما من القطاع الحكومي والشركات الخاصة التي تتمتع بسجل بيانات قوي وحساس، مثل القطاع المالي والصحي، فضلاً عن قطاع النفط والغاز الحيوي.

زيادة مساحة التهديدات

وأكد أسامة آل رضوان، المدير الإقليمي لشركة «نوزومي نتووركس» في مجال الأمن السيبراني: «بلغت نسبة الإنفاق على حلول وأنظمة حماية المعلومات نحو 40% من إجمال الإنفاق على المعلومات في الشركات بسبب ازدياد الارتباط بين شبكات تقنية المعلومات والشبكات التشغيلية في الإمارات وغيرها، بشبكات الإنترنت العالمية، ما أسهم في زيادة المساحات المعرضة للتهديدات السيبرانية.

وأضاف أن معدلات اختراقات البيانات وتسارعها يتسارع بشكل كبير لدى قراصنة المعلومات بمعدلات أسرع بشكل كبير من الشركات، التي تأخذ وقتاً أطول للتعامل مع التهديدات الإلكترونية، ما يفرض ضرورة الاستثمار في تأمين الشبكات والمعلومات بصورة متواصلة.

وأشار آل رضوان، إلى أنه على الجهات الحكومية والشركات، العمل على تجهيز بنيتها الشبكية استعداداً للأسوأ، كما يجب عليها تعزيز مبدأ الاستباقية لصد أي هجمات، لاسيما في القطاعات الحيوية مثل: النفط والغاز وشركات تحلية المياه، وسلاسل الإمداد والمطارات والموانئ، وغيرها من القطاعات الاستراتيجية.

وأوضح أن معدلات الهجمات الإلكترونية في المنطقة ككل، ارتفع حسب بعض التقديرات بنحو 18% من بداية 2022، مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، وبالذات الهجمات التي تتركز على البرمجيات الخبيثة والثغرات تليها هجمات البريد إلكتروني.

وأكد آل رضوان أن «نوزومي نتووركس» تعمل من جانبها على تزويد المؤسسات والشركات بالأدوات والإمكانات والتقنيات التي تمكنها من كشف التهديدات المختلفة، ضمن حلول موحّدة لمئات الآلاف من الأجهزة الحرجة، المرتبطة بالبنية التحتية أو الطاقة أو التصنيع أو التعدين أو النقل أو غيرها من الأجهزة الصناعية حول العالم.

تغير آليات العمل

وقال محمد خالد، مهندس أول حلول تكنولوجيا المعلومات في أكرونيس في مجال الحماية الإلكترونية: «دفعت التهديدات المعلوماتية الشركات إلى تضاعف حجم الإنفاق على حماية البيانات بصورة متكاملة، لا سيما خلال العامين الماضيين بسبب تغير آليات العمل من المنزل وابتعاد الموظفين عن شبكات الحماية التي كانت تكفلها لهم جهات العكل سابقاً، ما جعلهم معرضين أكثر للهجمات».

9.75 مليون هجمة حجب الخدمة

وقال ريتشارد هوميل، مدير الأبحاث الخاصة بالتهديدات في نتسكاوت: «أظهر تقرير صادر عن الشركة حول استقصاء معلومات التهديدات، إطلاق مجرمي الإنترنت ما يقارب 4.4 مليون هجمة من هجمات حجب الخدمة خلال النصف الثاني من 2021، ما يرفع العدد الإجمالي لهجمات حجب الخدمة الموزعة خلال عام 2021 إلى 9.75 مليون هجمة، وبوتيرة أكثر بنسبة 14% عن مستويات ما قبل جائحة «كوفيد 19».

وأضاف: رأينا نشاطاً أعلى للتهديدات مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، فقد بات المهاجمون يبتكرون ويتبنّون باستمرار، تقنيات جديدة، وارتفاع وتيرة الابتزاز باستخدام هجمات حجب الخدمة.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"