عادي
بناء الوعي

وحدة الصف قوة للوطن

23:58 مساء
قراءة 3 دقائق

الاصطفاف المجتمعي أحد أهم المحاور التي تقوم عليها المجتمعات، وذلك لأن إعلاء قيمة وحدة الصف بين أبناء المجتمع الواحد، يجعلهم يعيشون في مجتمع قوي متماسك البنيان، ووحدة الهدف تتمثل في العمل على تقدم ورفعة الوطن، حسب د.محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة.

يؤكد الجبالي أن على كل إنسان في المجتمع دوراً كبيراً تجاه تحقيق وحدة الصف، كذلك عليه من الواجبات التي تستدعي الحفاظ على حاضر المجتمع ومستقبله؛ لأن الوطن ملك للجميع، والعمل على رفعته وتقدمه واجب شرعي، فحب الأوطان جزء من عقيدة المسلم.

ويقول:الحق سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» الآية (103) سورة آل عمران، وهذا يعني أن الاصطفاف الوطني وتوحيد الجهود واجب في كل زمان ومكان، لأن حب الوطن والانتماء إليه قيمة إسلامية أصيلة، وأمر حثت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية، لأن الوطنية المخلصة، والانتماء للوطن يتطلبان أن يعتز الجميع بالوطن، وأن يتكاتفوا جميعاً للحفاظ عليه، وأن يسهموا بقوة في نهضته بالعلم والعمل والإنتاج، والمرابطة على ثغوره لتأمين حدوده، وردع كل معتد، والمشاركة في الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع.

ويشدد على أهمية ترسيخ هذه المفاهيم لدى الشباب والناشئة، وبيان أن الوقوف صفاً واحداً خلف الوطن مطلب ضروري يؤدي لرفعة جميع أبناء المجتمع، وأنه لا سبيل للتقدم إلا بوحدة الصف.

ويؤكد الجبالي أن الفرقة والاختلاف من أسباب الفشل والهزيمة والضعف، وهو سلوك ذميم عاب الحق سبحانه وتعالى على الأمم السابقة وقوعهم فيه بعد أن بين لهم طريق النجاة منه، وأن الله حذرنا من اتباع نهجهم، فقال تعالى في القرآن الكريم «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» الآية (105) سورة آل عمران.

ويلفت إلى أن هذه المعاني القرآنية وتعاليم الشريعة تؤكد أن الوحدة مطلب شرعي والاصطفاف ضرورة لبناء الأوطان، وهذا يتحقق عن طريق نشر الوعي، لأن اختلاف الكلمة يذهب مهابة الأمة من قلوب أعدائها، كما يورث الضعف والوهن.

ووفق الجبالي، فإنه إذا كان تحالف أهل الشر واضحاً، فالأولى بقوى الخير والعدل والرحمة والإنسانية أن تقف صفاً واحداً، وأن وحدة الأمة وبعدها عن التشرذم والتفرق أمر لا بديل عنه ولا مفر منه اليوم، والمؤكد أن الأمة في حاجة لترسيخ هذه المفاهيم لدى الأجيال الجديدة، وذلك نظراً لكثرة التحديات التي تواجه المجتمعات، وتتطلب أن يكون الجميع يداً واحدة وصفاً واحداً.

ويشير إلى أن الاصطفاف المجتمعي يعني أن يقوم كل فرد بدوره في خدمة الوطن، وأن يبذل كل جهده لأداء هذه المهمة، كما يعني التعاون الحقيقي من أجل البناء والتنمية ومواجهة المحن والأزمات التي قد يتعرض لها المجتمع، والمشاركة الفعالة في كل المبادرات والفعاليات الوطنية بهدف تقوية وحدة الأمة، ومواجهة الأخطار التي تهدد المجتمع تكون من خلال تكاتف الجهود، وحشد الطاقات ونشر الإيجابية والهمة بين الناس، وبذل كل جهد ممكن في سبيل دفع عجلة الإنتاج والتنمية والمساهمة في نهضة الأمة، والأخذ بأسباب القوة وتطوير القدرات الفردية، لأنه يؤدي لمزيد من الرقي والنهضة للمجتمع، كما أن تحقيق الحياة الكريمة الآمنة لكل أفراده يأتي من خلال تكاتفهم. ويؤكد أن الإنسان الذي يحب وطنه عليه أن يعمل على قدر طاقته وليس حاجته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"