ثقافة خاطئة

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

** أولاً.. كل عام وأنتم بخير، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات.. «آمين».
** أيام قليلة وتبدأ مشاركة أنديتنا في دوري أبطال آسيا، تلك المسابقة الأثيرة نظرياً بدعم واهتمام أنديتنا، لكنها عملياً لا تحظى مطلقاً بما تستحقه من هذا أو ذاك، فكثيراً ما نسمع في تصريحات المسؤولين في اتحاد الكرة والأندية ما يعبر عن أهميتها واعتبارها، بينما الذي نراه على أرض الواقع ينافي ذلك وينقضه، فالبرمجة التي تسبق انطلاقة الموسم لا تراعي تكافؤ الفرص بين سفراء كرة الإمارات في البطولة وسواهم من الأندية، فنجدها تدفع ضريبة المشاركة فيها بلعب مضغوط، يصل في بعض الأحيان إلى حد لعب مباراة كل ثلاثة أيام، وهذه قدرة لا ينهض للقيام بها سوى أعتى الفرق المحترفة في أوروبا.
 ورحم الله من عرف قدر نفسه، ففرقنا حقاً وصدقاً، لا طاقة ولا قوة لها تفي بعبء كبير كهذا، وقلوبنا مع أنديتنا الثلاثة: الشارقة والجزيرة وشباب الأهلي، وهي تواجه هذه المشكلة.. أضف إلى ذلك أن أنديتنا، بكل صراحة وشفافية، لا تضع في حسابها أهمية واعتبار هذه البطولة كما يجب، فبمجرد أن تزاحمها بطولة محلية ما، يتم تفضيل الأخيرة عليها، كمحصلة لثقافة «قصيرة النظر» مفادها أن البطولة المحلية قريبة ممكنة، بينما الآسيوية بعيدة وشبه مستحيلة!
** إنها حقاً ثقافة خاطئة، استبدلنا فيها المهم بالأهم، وكما ترون، نحن جميعاً اشتركنا في صنعها وتكريسها، بفعل ما تعودنا عليه كل موسم، فثقافتنا هي عاداتنا وتقاليدنا التي ألفناها، والتي نمارسها من دون تفكير، ولذا إذا لم نتوقف لنراجع الأمر وإعادة النظر في مفرداتها التي رسخت في طباعنا، فلن يتغير من الأمر شيء، وسنظل نفقد من عام إلى عام مقاعدنا في البطولة، التي أصبحت مقعدين ونصفين بعدما كانت أربعة مقاعد كاملة.
** أشعر بخجل كبير عندما أطالع تاريخ البطولة منذ ارتدت ثوبها الاحترافي عام 2003، إذ لا يوجد في جعبتنا سوى لقب وحيد حققه العين في نسختها الأولى، مع أننا منذ ذلك التاريخ لم نغب عاماً عنها.. ولذا لابد من وقفة صادقة نبحث فيها الحلول والمخارج الممكنة، وهي كثيرة وسهلة بالمناسبة، وسبقنا إليها بعض جيراننا، فقط تحتاج منا إلى تنسيق وتعاون وتضحية لنسهم فيها جميعاً كل من موقع مسؤوليته بما يمليه الواجب الوطني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"