عادي

الكنز .. نفقة الولد والبنت

22:58 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل

مهنة القضاة مهنة عظيمة؛ إذ بها يبين الحق، ويحوز المظلوم حقه، بعد أن غصبه إياه الظالم، ولكن هذه المهنة على أهميتها يهرب منها كثير من العلماء والفقهاء خشية الحكم بغير ما أمر الله، لكن من عمل منهم بمهمة القضاء، لم تكن مجالسهم تخلو من الدعابة والمرح.

يُحكى أن رجلاً اشترى منزلاً ليسكن فيه، وبينما هو يحفر فيه، عثر على صندوق مملوء بالذهب والأموال والمجوهرات، فأخذ الرجل الصندوق، وذهب به إلى الرجل الذي اشترى منه المنزل، وقال له: يا أخي خذ هذا الصندوق، فقد وجدته في المنزل الذي اشتريته منك بينما كنت أحفر، وهو من حقك لأني قد اشتريت منك المنزل فقط، ولم أشترِ منك الذهب، فقال له البائع: لا يا أخي إنني قد بعت لك المنزل بكل ما فيه، وهكذا ظل كل منهما يرفض أن يأخذ الكنز، فاتفقا على أن يذهبا إلى القاضي ليحكم بينهما.

ذهب الرجلان معاً وحدثا القاضي بقصتهما، وأعجب كثيراً بورعهما وتقواهما، وقال لهما هل عندكما أولاد، فقال أحدهما عندي بنت، وقال الآخر عندي ولد، فقال القاضي: إذاً زوجا الولد والبنت وأنفقا عليهما من الكنز، فوافق الرجلان على هذا الحكم الذكي.

هذا مثل ذاك

قال رجل لإياس بن معاوية (قاضي البصرة وكان مشهوراً بالذكاء والفطنة): لو أكلتُ التمرَ هل تضربني؟ قال: لا، قال: لو شربت قدراً من الماء هل تضربني؟ قال: لا، قال: أليس شراب النبيذ خليطاً منهما، فكيف يكون حراماً؟ قال إياس: لو رميتك بالتراب أكان ذلك يؤلمك؟ قال: لا، قال: لو صببت عليك قدراً من الماء، أينكسر عضو منك؟ قال: لا، قال: لو وضعت من الماء والتراب طُوباً فجف في الشمس، فضربت به رأسك، كيف يكون؟ قال: ينكسر الرأس، قال: فهذا مثل ذاك.

فطنة امرأة

عُرف عن القضاة شدة الذكاء وسعة الحيلة، لكن هذا لا يختص به القضاة وحدهم؛ إذ قد يكون المُدعى عليه شديد الذكاء والفطنة كذلك، ومنه ما روي عن أن بعض أغنياء البصرة بنى بيتاً جميلاً، وكان في جواره بيت لعجوز يساوي عشرين ديناراً، ففكر في شرائه، وبذل لها فيه 200 دينار، فلم تبعه، فقيل لها: إن القاضي يحجر عليك لسفاهتك؛ حيث ضيعت مئتي دينار لما يساوي عشرين ديناراً. فقالت: فلم لا يحجر القاضي على من يشتري بمئتي دينار ما يساوي عشرين ديناراً؟ فأفحمت القاضي ومن معه، وترك البيت في يدها إلى أن ماتت.

الشعبي

جاء رجل إلى الشعبي، وكان صاحب دعابة، وقال: إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء، فهل لي أن أردها؟ فقال: إن كنت تريد أن تسابق بها فردها. وسأله رجل: إذا أردت أن أستحمّ في نهر فهل أجعل وجهي تجاه القبلة أم عكسها؟ قال: بل باتجاه ثيابك حتى لا تسرق. وسأله حاج: هل لي أن أحك جلدي وأنا محرم؟ قال الشعبي: لا حرج. فقال: إلى متى أستطيع حك جلدي؟ فقال الشعبي: حتى يبدو العظم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"