عادي
زاخاروفا: أحداث مفبركة.. والغرب سخّر آلته الإعلامية للترويج لها

خبير دولي: صور بوتشا ليست كافية للمحاسبة عن جرائم حرب

01:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
جنود أوكرانيون على متن مدرعات في بوتشا شمال غربي كييف (رويترز)

حذّر خبير دولي من أن الصور الصادمة لجثث منتشرة على طريق في مدينة بوتشا الأوكرانية تعكس حصول جرائم حرب لكنّها ليست كافية،في وقت أكدت وزارة الخارجية الروسية أن كل المنابر السائدة عالمياً، بما في ذلك منصات الإنترنت الأمريكية، تم دفعها للترويج للمؤامرة بمدينة بوتشا الأوكرانية.

خبير يحذر من تلاعب

قال فيليب غراني مدير منظمة «ترايل» المتخصصة في مكافحة الإفلات من العقاب في ما يخصّ الصور وتسجيلات الفيديو التي نشرتها وبثتها السلطات الأوكرانية وتظهر فيها جثث مدنيين قتلى في شوارع بوتشا،إن «الصور بحدّ ذاتها نادراً ما تُعتبر أدلّة قاطعة». وأضاف «يمكنها أن تكشف عناصر مهمّة، لكنّها لا تكشف القصة كاملةً». وأوصى بالتحلي ب«الحذر» مذكّراً بعمليات التلاعب التي حصلت في الماضي والتفسيرات الخاطئة.

لا تزال ذكرى مجزرة تيميشورا المزيّفة في رومانيا عام 1989، حاضرة في الأذهان. وذكرى مجزرة كاتين 1940 في بولندا.

رأى غرانت أن في حالة بوتشا تحديداً «يبدو واضحاً أن جرائم حرب ارتُكبت»،وشدد على أن الصور وحدها لا تسمح «بتحميل هذه المسؤولية إلى شخص أو مجموعة محددة». وأوضح أنه إذا قيل إن «الروس فعلوها فعلينا معرفة من الذي أمر بذلك» مضيفاً «أهو (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين؟ أهو قائد ميداني؟ أهي عصابة؟».

وأشار إلى أن «من ناحية المسؤولية الجنائية، من المبكر جداً تحديد من يجب أن يمثل أمام محكمة بسبب هذه الجرائم». وهذه آلية قد تكون طويلة ومعقّدة.

وأشار إلى أن الخطوة الأولى في كل تحقيق من هذا النوع هي «التأكد من أن الجريمة حصلت». وذكّر غرانت بأن «ذلك قد يبدو بديهياً، لكنه ليس كذلك دائماً»، خصوصاً في سياق حرب قائمة. فأثناء الحرب، قتل الناس قد يكون قانونيًا، إذ إن قتل جندي خلال المعارك لا يُعتبر جريمة، لكنّ إذا قُتل بعد إصابته بجروح أو بعد أسره، فإن ذلك يصبح جريمة.وإذا قُتل جنود أثناء المعارك ودُفنوا في مقبرة جماعية، فهذا لا يشكل جريمة. لكن غرانت أوضح أن «إذا وجدتم في المقبرة عائلة، مدنيين، فإن ذلك على الأرجح هو جريمة».

الترويج لمؤامرة

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لراديو سبوتنيك، أمس الأربعاء: «كل جهود الاتجاه العالمي السائد، بما في ذلك منصات الإنترنت الأمريكية، حشدت للترويج للقصص التي تدور حول مدينة بوتشا والاستفزاز الإجرامي الذي حدث هناك»، مشددة على أن ما جرى في بوتشا «يتجاوز كل الحدود، لأنه تم عن قصد».

ولفتت إلى أن مثل هذه الأعمال تم تنفيذها وفقاً لخطة مسبقة، «فهذه ليست مجرد لوحات، وليست مجرد صور، هذه صور جسدت أشخاصاً ميتين. كيف انتهى بهم الأمر في هذه الشوارع، من قتلهم، كيف حدث ذلك بعد أيام قليلة من قول قيادة هذه المدينة والسكان الذين لديهم هواتف محمولة والقدرة على التواصل مباشرة مع أشخاص من مدن وبلدان أخرى، إن حياتهم كانت تسير بشكلها المعتاد كما كانت، وكيف حدث كل هذا بعد ذلك؟ ومن فعل ذلك؟ هذا بالطبع، يتطلب إجابة جادة للغاية. لأننا رأينا الكثير من الأشياء الفظيعة من القوات المسلحة الأوكرانية وجهاز الأمن في أوكرانيا، والكتائب القومية، والمنتقمين».

وأشارت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أنها لا تفصل هذا الاستفزاز «عن الدعم الإعلامي المقدم من قبل آلة الإعلام الأمريكية والغربية»، مشددة على أن «أحداث بوتشا هي عمل إجرامي، لم ينفذه فقط أولئك الذين قتلوا السكان، بل وكذلك المشرفون الغربيون باستخدام أدواتهم الإعلامية».

كانت وزارة الدفاع الروسية قد نفت في 3 أبريل/نيسان اتهامات نظام كييف بقتل مدنيين في بوتشا بمقاطعة كييف، مشيرة إلى أن القوات المسلحة الروسية غادرت بوتشا بالكامل في 30 مارس/آذار، ولم تظهر «أدلة على الجرائم» إلا بعد أربعة أيام من مغادرتها، حين وصل أفراد جهاز الأمن الأوكراني إلى تلك المدينة.ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أن رئيس بلدية بوتشا، أناتولي فيدوروك، كان قد أكد في 31 مارس في رسالة بالفيديو عدم وجود للجيش الروسي في المدينة، من دون أن يشير إلى إطلاق نار على السكان المحليين في شوارع المدينة.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء أن المجزرة المفترضة التي تتهم كييف الروس بارتكابها في بوتشا الأوكرانية «لا تبدو أقل بكثير من إبادة بالنسبة» له.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"