عادي

نور يجاور الأقصى

22:36 مساء
قراءة 3 دقائق

أبو ظبي: آية الديب

في فلسطين أرض الأنبياء، يقف مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في بلدة العيزرية القريبة من القدس الشريف معلماً إسلامياً إماراتياً بارزاً ونموذجاً للاهتمام العربي والإسلامي بالمدينة المقدسة. وهو أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك من حيث المساحة والسعة.

وأثلج إنشاء المسجد الذي مولته وأشرفت على تنفيذه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، صدور المسلمين في فلسطين باعتباره منارة إسلامية حضارية ذات طابع معماري مميز قرب المسجد الأقصى.

جاء مشروع بناء المسجد ضمن مشاريع إماراتية عمت المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وشملت المدارس والمنازل والمستشفيات والمراكز النسائية ودور الأيتام والعجزة وغيرها من منشآت المجتمع المدني.

ولتنفيذ المشروع، كان التنسيق بين مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ووزارة الأوقاف الفلسطينية، فيما قدمت بلدية بلدة العيزرية للمسجد مساحة واسعة من الأرض على تلة مرتفعة تطل على الجهات الرئيسية للقدس والمسجد الأقصى.

وقدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الدعمين المادي والمعنوي لإنجاز المشروع وفق مخططات هندسية وضعت وفق طراز الهندسة المعمارية الإسلامية. وظلت المؤسسة على اتصال مع منفذي المشروع لتقديم العون والمساعدة وإزالة العقبات التي قد تؤخر الإنجاز.

بدأت أعمال المسجد عام 2007، وافتتح في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014، بحضور وزير الأوقاف الفلسطيني وعدد من المسؤولين الفلسطينيين الذين عبروا عن سعادتهم بهذا العمل الإماراتي الإنساني على أرض فلسطين.

فرحة الافتتاح

في 27 مارس/آذار 2015 شهد المسجد أول صلاة جمعة اكتظ خلالها المسجد بالمصلين بما يعكس فرحة الشعب الفلسطيني بافتتاحه وإقامة الصلوات فيه وتقديمه لخدمات متكاملة.

وقدر عدد المصلين الذين صلوا أول صلاة جمعة في المسجد بنحو أربعة آلاف مصل من الرجال والنساء، حيث امتلأ رواقه وساحاته وكذلك الطابق الثاني منه بالمصلين وكذلك مصلى النساء الذي يتسع لألفي مصلية، كما غطى المصلون ساحات المسجد الخارجية وكذلك الطرقات الرئيسية أمامه وعلى جوانبه.

شُيد المسجد على مساحة 4 آلاف متر مربع على أرض مرتفعة في بلدة العيزرية إحدى الضواحي الشرقية لمدينة القدس، ولهذه البلدة تاريخ عريق، إذ كانت ممراً للسيد المسيح، عليه السلام، أثناء تنقله من القدس إلى مدينة أريحا التاريخية قرب البحر الميت.

9 قباب

يتألف المسجد من ستة طوابق، منها طابق للرجال وآخر للنساء، إضافة إلى مرافق الوضوء، إذ خصص من مساحته 1650 متراً مربعاً لمسجد الرجال و1000 متر مساحة الطابق الثاني لمصلى النساء.

ويتسع المسجد ذو القباب التسع لنحو ستة آلاف مُصَلٍ، منهم 4 آلاف مصل من الرجال في المسجد الرئيسي، وألفا مصلية في الطابق السفلي، وترتفع فوق المسجد مئذنتان تقابلان مآذن المسجد الأقصى.

وبني المسجد وجميع جدرانه من الحجر الطبيعي، في حين صنع محرابه في تركيا من مواد حجارة تشع نوراً حتى في وقت الظلام، فإذا وضعت فيه شمعة واحدة أنار كأنه مضاء بآلاف المصابيح الكهربائية، كما تزيد الثريات المتعددة من جمال وروعة المسجد.

ولمسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في القدس 3 مداخل، اثنان منها لدخول الرجال أحدها من الجهة الشرقية والآخر من الجهة الغربية للنساء. ويعتبر المسجد مقصداً لجميع المسلمين المقيمين في البلدات الفلسطينية القريبة مثل أبوديس والسواحري الشرقية وجامعة القدس ومدينة بيت لحم وقراها إضافة إلى العيزرية أي أنه يخدم أكثر من 100 ألف فلسطيني يعيشون في ثلاث جهات من القدس هي الشرقية والشمالية والجنوبية، أي من رام الله شمالاً حتى بيت لحم جنوباً، حيث تقع عدة أحياء مقدسية وقرى فلسطينية.

مركز صحي

يضاهي مسجد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في ضواحي القدس أفضل المساجد من حيث التصميم والسعة والموقع الاستراتيجي. ويزداد المسجد أهمية لقربه من المسجد الأقصي المبارك، حيث لا يبعد عنه أكثر من كيلومترين اثنين فقط، كما يضم مكتبة تحتوي على الآلاف من أمهات كتب الفقه والسيرة، إضافة إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم، ومركز صحي كبير يتبع مستشفى المقاصد الخيرية في القدس ليستقبل المرضى من جميع أنحاء الضفة الغربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"