عادي
في مقدمتها القطاعات الاقتصادية

«العالمية للحكومات» 2022 تعيد هيكلة الاقتصاد عبر 7 محاور

01:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

«هيكلة الاقتصاد.. قفزة نحو المستقبل».. عبارة تلخص فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022 التي أقيمت خلال الأسبوع الأخير من إكسبو 2020 دبي، لتتوج الحدث العالمي بمرحلة جديدة يدخلها العالم في مختلف المجالات وفي مقدمتها القطاعات الاقتصادية.

وخلال وجود الكثير من الخبراء والمختصين والمسؤولين في القمة العالمية للحكومات 2022، أصبح العنوان الأبرز لتداعيات القمة اقتصادياً هو «هيكلة اقتصاد المستقبل»، بعدما شكلت القمة عبر سبعة محاور رئيسية، صورة واقعية للمستقبل الذي صار حاضراً عقب القمة، وهي العملات المشفرة، والعملات الرقمية، والميتافيرس، والبلوك تشين، والاقتصاد الرقمي، وسيناريوهات التعافي لما بعد جائحة كوفيد 19، والجيل السادس من الاتصالات وما بعده.

وطالبت القمة عبر مشاركين في جلسات منتدى «الأصول الافتراضية»، بضرورة إيجاد حلول تسمح بنمو العملات الرقمية، لافتين إلى أن الهياكل القانونية لم تعد تواكب تسارع التغير التكنولوجي، وأكدوا أن العملات الرقمية وسيلة مثالية للتصدي للجرائم.

وأكد مشاركون وخبراء ضمن «منتدى الميتافيرس العالمي»، أن مفهوم الميتافيرس والجيل السادس للاتصالات والعوالم الافتراضية، يحمل مساحات فضائية واسعة لتفعيل الخيال الإنساني في الإبداع، والارتقاء بالبشرية إلى أبعاد جديدة في تفاعلها وترابطها لمستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.

وأشار برنت هاريس نائب الرئيس للحوكمة، Meta خلال جلسة «الرحلة نحو العوالم الافتراضية»، إلى دور الحكومات في تفعيل دور مزوّدي حلول التكنولوجيا المتقدمة من خلال إتاحة المجال لهم لتجريب وتطوير الأدوات الجديدة، ودعم القطاع بسن التشريعات والقوانين الداعمة.

وفي جلسة «3.0 Web الفرص والإمكانات»، قال ويل آي آم، المؤسس والرئيس التنفيذي في «آي آم +»: «إن الميتافيرس عالم كبير يتسع للجميع للإسهام في تطويره». وأضاف: «لا أعتقد أن كلمة «ميتا» هي مسؤولية شركة واحدة، فالعالم واسع والفرص التي يمكن أن تسهم بها في تطويره لا حصر لها».

ولفت البروفيسور مروان ديباه كبير الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات بمعهد الابتكار التكنولوجي، إلى أن كل موجة جديدة من التحديثات على التكنولوجيا المستخدمة، تستدعي إيجاد آليات لتمكين نقل مستويات عالية جداً من البيانات بين الأجهزة وبشكل آني أو شبه آني، وهو ما يتطلب تحديث كافة مفاصل البنية التحتية التكنولوجية.

التعافي الاقتصادي

واستعرضت القمة أربعة سيناريوهات للتعافي الاقتصادي العالمي شملت العودة إلى اقتصاد السبعينات من القرن العشرين، ومستقبل المال من خلال نماذج آسيوية مبتكرة، وبناء منظومة استثمار المستقبل، ومستقبل نمو الاقتصادات الناشئة.

وقال روبيرتو أزيفيدو مدير عام منظمة التجارة العالمية الأسبق: «هذه الأيام نواجه ظرفاً حساساً وصعباً، بسبب كوفيد 19، والأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وتأثيرات ذلك في اقتصادات العالم بما سيؤدي إلى إعادة رسم خارطة العالم الاقتصادية»، معرباً عن اعتقاده أن الوضع تحسن الآن، مقارنة ببداية أزمة كوفيد 19، لكن على العالم إعادة صياغة الخارطة الاقتصادية على صعيد الموارد الداخلية، والعلاقات مع المورّدين الخارجيين، وغير ذلك، خصوصاً مع ضغوط الأسعار، وربما نحتاج إلى عامين على الأقل للتعافي من الوضع الحالي.

من جهته، قال سيم ليم الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك «DBS» في سنغافورة، إن البنوك الرقمية مستقبلها عظيم، بينما أشار رافي فيسواناثان المؤسس والرئيس التنفيذي ل«نيوفيوكابيتال»، إلى أن التغيرات التكنولوجية في عالم المصارف، أو العالم الاقتصادي لا يمكن تجاوزها. وقال: «نحن أمام مراحل جديدة لا بد من الإشارة إلى أهمية التنّبه لمؤشراتها، خصوصاً التحولات الاقتصادية، ودخول التكنولوجيا المالية بقوة عليها».

التحولات الاقتصادية

وقال بيوش غويال وزير التجارة والصناعة في الهند: «أساسيات الاقتصاد الهندي قوية والأعوام المقبلة ستكون مهمة، وحاسمة على صعيد صناعة التحولات الاقتصادية.. نريد توسيع مشاركتنا مع بقية العالم، نحن نتفوق اليوم في قطاعات مختلفة، ونخطط للمستقبل بشكل جيد»، مشيراً إلى أن استشراف المستقبل أهم عنصر من حيث معرفة التحولات والتعامل معها بشكل صحيح، لعبور الدول والشعوب إلى المستقبل بشكل صحيح.

من جهته أكد أرفيند كريشنا رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة «IBM» العالمية، أن العالم يتطور بصورة سريعة في معظم المجالات، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الروبوتات سيغير كل شيء خلال السنوات القليلة المقبلة، وهو ما يصب في صالح الاقتصاد، من خلال توفير مليارات البشر ويسهم في تطوير حياة الناس، وتقديم خدمات جيدة.

الفرص الاستثمارية

وفي سياق متصل، طالب مشاركون في جلسة «مستقبل تقنية البلوك تشين» بضرورة التحرك السريع من الحكومات على مستوى العالم، لإيجاد قوانين داعمة لتقنية البلوك تشين كي تتمكن الأسواق والمجتمعات من حصاد ما تحمله من فرص استثمارية وتطويرية.

وقال شانغ بانغ زهاو الرئيس التنفيذي ل«باينانس»: «نحن على أعتاب اكتشاف فرص لا حصر لها تحملها تقنية البلوك تشين للقطاع المالي، وأرى أن هذه التقنية ستكون ركيزة لنمو وتحول قطاعات أخرى مثل التجارة الإلكترونية».

وأكد زهاو أن القمة العالمية للحكومات تمثل منصة رائدة عالمياً في استشراف مستقبل القطاعات وإعداد البيئة المناسبة لها ولنموها.

ولفت سو مان لي، مؤسس شركة «إس إم إنترتينمنت»، إلى أن كل ما تنتجه التكنولوجيا اليوم، ما هو إلا فرص جديدة لتعزيز الابتكار والإبداع في المجتمعات، فالاقتصاد اليوم قائم بشكل كبير على مفهوم خلق المحتوى، وخلق الأدوات الجديدة، وخلق قطاعات متنوعة وغيرها.

الاقتصاد الرقمي

من جهته أكد الدكتور محمد سليمان الجاسر رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، ضرورة توسيع مساحة الفرص لتطوير الأدوات المالية للوصول إلى العالم النامي، وكذلك استحداث أنظمة تمويل إسلامي وخدمات تنافسية جديدة، من أجل إحداث تغيير حقيقي في رفاهية المجتمعات النامية على المستوين الاجتماعي والاقتصادي.

وقال الجاسر: «إن هناك تسارعاً متزايداً تجاه الاقتصاد الرقمي، وإيجاد المرونة الكفيلة بسلاسل التوريد والتجارة»، مؤكداً أن التحول الرقمي يخدم الاحتياجات الاقتصادية للمجتمعات النائية بشكل مباشر، بتقديم الخدمات في العديد من المجالات، ومن بينها الصحة والتعليم والاقتصاد، بما فيها المجالات التي تتعلق بإيصال خدمات الإنترنت إلى الشعوب النائية. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"