حدِّث ولا حرج

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

يشهد الدوام في شهر رمضان المبارك، تعديلات مؤقتة في مختلف الدوائر والمؤسسات؛ إذ تأخذنا إلى تقليص ساعات العمل التي ترافقها مرونة في التكليفات وأداء المهام، لتتناسب وخصوصية أيام الصيام، ولم تأتِ هذه العملية عشوائياً؛ بل دائماً ما تخضع لدراسة ممنهجة ومدروسة.

تطال تلك التعديلات قطاع التعليم مثل جميع القطاعات في مختلف إمارات الدولة؛ إذ نراها جلية في الدوام المدرسي خلال الشهر الفضيل، فهناك أطر واضحة المعالم لتسير العملية التعليمية، وتحديد ساعات الدوام سواء للطلبة أو للهيئات بأنواعها.

المدارس الحكومية تتمتع بسيناريوهات تحقق المرونة والالتزام لفئات الميدان كافة، وهناك أيضاً رؤية واضحة حددت ساعات دوام الطلبة؛ إذ انحصر بين 3 و4 ساعات ونصف الساعة، بحسب الحلقة الدراسية، ودوام المعلمين الذي انحصر أيضاً في 5 ساعات ونصف الساعة، وكذا دوام الجُمع الذي لم يتجاوز 3 ساعات، ويقل بحسب المرحلة الدراسية. فالجميع يعلم ما له وما عليه قبل العودة إلى مقاعد الدراسة للفصل الثالث للعام الجاري 2021-2022.

ولكن تبقى معنا مشكلة بعض المدارس الخاصة التي أبدعت وابتكرت، وابتدعت سيناريوهات «حدِّث ولا حرج»؛ إذ فرضت على طلابها وكوادرها الدوام 8 ساعات يومياً، من 7:30 حتى 3:30، وإذا بحثنا في الأسباب لا نجد إلا أنها تجسد مبدأ «خالف تُعرف»، لاسيما أن الدوام هنا لا يشكّل فائدة للطلبة، ولا يُستغل في تحقيق إضافة جديدة للكوادر.

إذا نظرنا لهذه الاجتهادات المثيرة للجدل، نجدها تخالف تعميمات الجهات المعنية الخاصة بالدوام في شهر رمضان (حكومي أو خاص)، ولا تربطها صلة بتوجيهات الدوام في المدارس الحكومية، وكأن تلك المدارس تعمل في منظومة منفردة تديرها كيفما تشاء؛ إذ صنعت لنفسها لوائح لا تراعي مصلحة الطلبة وظروف كوادرها، والأغرب أن قياداتها لا تذهب إلى الدوام سوى ساعتين يومياً، وتطبق على نفسها نظام العمل عن بعد.

الاجتهادات العشوائية للدوام في بعض المدارس الخاصة، نتيجة طبيعية لقرارات بعض الجهات المعنية بالإشراف على التعليم الخاص، التي مكّنت مدارسها من إدارة ساعات الدوام والتحكّم في الطلبة والكوادر بأنواعها، فذهبت كل إدارة تبدع وتبتكر، في تبديد الطاقات بلا حساب أو عتاب.

المدارس الخاصة جزء أصيل في منظومة التعليم، وما يسري على المنظومة ينبغي أن يطبق على جميع المنتمين إليها، ولا يجوز أن نترك مفاصل الدوام وساعات العمل في أيدي الإدارات، فالأمر ليس شأناً داخلياً؛ بل نظام ينبغي أن يتّبعه الجميع.

نحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية بالتعليم الخاص، قبل بدء الدراسة في الفصل الثالث، لمعالجة ما أفسدته سيناريوهات الدوام الرمضاني في بعض المدارس الخاصة، ولضمان الاستقرار والتزام الطلبة والكوادر بالدوام من دون منغّصات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"