عادي

خالد البدور: القصيدة ولادة جديدة للكلمات

22:56 مساء
قراءة دقيقتين
4

وصف الشاعر الإماراتي خالد البدور الاستخدام الجمالي والفني للكلمات في الأشعار والقصائد بمثابة ولادة جديدة للكلمة عندما تأخذ في سياق القصيدة معاني وصوراً تعبيرية عميقة لا يمكن أن تؤديها الكلمة ذاتها إذا قيلت في سياق مختلف، وأشار البدور إلى أن الترجمة تمثل ولادة جديدة للثقافة مؤكداً أهمية ترجمة الأشعار والأعمال الأدبية بطريقة تحافظ على معانيها وقيمتها الجمالية والأخلاقية.

جاء ذلك خلال جلسة نظمتها هيئة الشارقة للكتاب في معرض لندن الدولي للكتاب.

في معرض حديثه عن بداياته الشعرية، قال خالد البدور: «نشأت في قرية صغيرة حيث تشكل الأشعار بشكل عام والشعر النبطي بشكل خاص مكونا أصيلاً من ثقافتها وذاكرتها البعيدة والمعاصرة، وكانت أمي شخص محب للشعر النبطي، منها سمعت القصائد الأولى، فكنت أحاول أن أكتب لها القصائد لأجعلها سعيدة، وكانت هذه هي العلاقة الأولى بيني وبين كتابة الشعر».

وتابع البدور: «استفدت من مكتبة والدي الزاخرة بكتب الشعر الكلاسيكي التي قرأتها بشغف، من ثم انتقلت لقراءة ما يتوفر لي في المدرسة من شعر عربي كلاسيكي، وكنت متعلقاً بأشعار محمود درويش وقباني والسياب بشكل خاص، ومن هنا يمكنني القول إن ذاكرتي الشعرية الأولى كانت مزيجاً من الشعر التراثي والكلاسيكي والحداثي».

وقال البدور خلال حديثه عن أسلوبه الشعري الخاص: «تنقلي بين الأشعار المختلفة من حيث الأسلوب واللغة والثقافة، كان بمثابة رحلة للبحث عن الذات الوجدانية، عن صوتي وأسلوبي الخاص في التعبير، عندما أكتب القصيدة اليوم أتركها لأعود إليها بعد أيام فأعدل فيها وأضيف وأحذف لكنني أحرص دوماً على أن تبقى الشرارة الأولى حاضرة بقوة في كلمات القصيدة وصورها».

واستعرض بدور واقع وتحديات الشعر في هذه المرحلة بما حملته من متغيرات في أنماط الحياة، وأشار إلى أن الرواية تحتل المشهد الأدبي الآن لكن حب الشعر والشغف به باق وسيبقى، مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي منحت الشعراء فرصة للوصول إلى الجيل الجديد الذي يعشق الكثيرون منه الشعر بكافة أشكاله وأساليبه، وأوضح البدور أنه يكتب بلغات مختلفة وليس بالعربية فقط لأنه يأمل أن يبنى اتصالاً وجدانياً بينه وبين كل شخص في هذا العالم.

واستضاف «المركز البريطاني العربي» الشاعرين خالد البدور، وعفـــــراء عتيق في أمسيـــــة شعريـــــة، قدما خلالها مختارات من قصائدهما، وناقشا تشكل علاقتهما بالشعر، وتأثير الترجمة في القصيدة التي يكتبانها.

وقدم الشاعر خالد البدور مختارات من أعماله المترجمة إلى الإنجليزية، وأخرى قرأها بالعربية، كشف خلالها لجمهور الأمسية التطور في مدارس الشعر العربي، وخصوصية القصيدة الإماراتية وما تحمله من معاني ودلالات ترتبط بمفردات المكان وتنوعه الصحراوي والساحلي والجبلي، فحملت قصائده الجمهور إلى حكايات عشاق يتمشون على رمال الشواطئ، ويختبرون مشاعرهم على صوت البحر.

ومن جهتها، تناولت عتيق في قراءاتها قصائد من واقع تجربتها الحياتية، فتحت فيها نوافذ لاكتشاف ذاتها، ورواية جانب من سيرة حياتها، فكان الجمهور مرة يذهب معها إلى مشاهد من طفولتها حين اكتشفت شغفها بالكلمات، ومرة يعيش معها لحظات حزن على مرض والدها، وأخرى يكتشف الصفات التي جمعتها بجدها الذي كان يمتهن صيد اللؤلؤ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"