عادي
رمضان جانا

ما بين فقاعة النجومية والغيث

23:08 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

الحديث عن البرامج الرمضانية المثيرة للجدل على صفحات مواقع التواصل يستحضر على الفور، مقالب رامز بحكم العادة، لكن يبدو أن هذا الرهان على الاستمرار في صناعة المقالب الباهظة التكلفة وإعدادها لنجوم لا يمانعون في الوقوع في الفخ مجدداً، ولا يمانعون أيضاً في جعل أنفسهم مادة لسخرية رامز الخارجة على كل المعايير في سبيل الأجر المرتفع، يبدو أنه لم يعد يفلح في جذب اهتمام الجمهور كما حصل لسنوات طويلة، حتى مع الاستعانة بنجم عالمي مثل «فان دام»، والاستخفاف بتاريخه الفني ومكانته، ومحاولة الاستفادة من شهرته العالمية لزجّه بطريقة سخيفة وغير لائقة في مقالب رامز السادية التي أعدها في «رامز موفي ستار».

وربما يعود هذا إلى مشكلة صغيرة في التخطيط للبرنامج، تتعلق بالفئة العمرية التي يتوجه إليها ويستمر بفضل قدرته على جذبها وهي فئة الشباب والمراهقين. والاستعانة بالنجم العالمي «فان دام» بالطبع، لا تعني شيئاً لهذه الفئة بوصفه أيقونة الأجيال الأكبر سناً، والتي بطبيعة الحال استنكرت استغلال صورة نجمها المفضل بهذه الطريقة؛ كونها تتمتع بمحاكمة عقلية واعية ومعايير مختلفة، ولأن الحديث عن تجاوزات رامز أصبح مملاً بالنسبة لكثيرين فهو لم يعد مستفزاً مهما فعل، وهو الوقود الذي كان يعتمد عليه ربما ليستمر طوال هذه المواسم، لهذا نجد أن نسب المشاهدة على قنوات «يوتيوب» تعلن عن التراجع الكبير لهذه الفقاعة على الرغم من كل المحاولات.

ولعل الوقوف أمام مقالب رامز والتكاليف الضخمة المخصصة لها، ليسخر من ملابس «حمو بيكا» وزيادة وزنه بطريقة غير لائقة، أو لينتقد أسلوب ياسمين صبري في الكلام، ويصمم مشهداً من معركة ويعرضهم للمخاطر حتى يضحك من رعبهم في النهاية، يعيدنا للتأمل في منطق العالم؛ إذ لا يمكن الاستمرار في الاعتماد على مقولة «الجمهور عايز كدا»؛ لأن الأرقام تكشف انحياز الجمهور للإنسانية وللقضايا الجدية والملفات الملحة في عالمنا العربي، والتي يثيرها غيث الإماراتي في برنامجه «قلبي اطمأن» مثل ملف التعليم وغيره من المواضيع التي تلامس وجدان الناس بالفعل، وتحترم عقل وهموم المشاهد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"