من هو الرئيس.. ومن نائبه؟

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

في حفل أقيم بالبيت الأبيض لتوقيع أمر تنفيذي لتعزيز قانون الرعاية الصحية، الذي سبق للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أن أقرّه فترة رئاسته في عام 2010، وعرف باسم «قانون أوباما»، خاطب الأخير الرئيس الحالي جو بايدن في مطلع الكلمة التي ألقاها ب«نائب الرئيس»، ولتبديد أي لبس يمكن أن يحيط باستخدامه هذه العبارة بالذات في مخاطبة بايدن، سارع أوباما إلى القول: «تلك كانت مزحة»، فضحك الحضور بمن فيهم بايدن ونائبته كامالا هاريس.
الطريف أن الرئيس بايدن، في كلمته التي تلت كلمة أوباما في الحفل نفسه، حاول محاكاة سخرية أوباما، فبدأ كلمته بالقول: أنا جو بايدن نائب الرئيس، وهو الموقع الذي شغله خلال السنوات الثماني لرئاسة أوباما من 2009-2017، قبل أن يشيد بدور أوباما وسعادته بأنهما عملا معاً في تلك الفترة.
لنفترض أن ما جرى كان في حدود المزحة، رغم أنه ما من مزحة بريئة، فمهما كانت درجة البراءة فيها، فإنها تنطوي على درجة، تزيد أو تنقص، من اللؤم، لولا أن «فيديو» آخر جرى تداوله، مصحوباً بتعليق لأحد الإعلاميين، يظهر بايدن في الحفل نفسه، وهو في حالٍ من التيه، فيما الحضور يتحلقون حول أوباما، الذي بدا منتشياً، يرحبون به ويضحكون، وبجانبه نائبة بايدن، هاريس، بينما الرئيس وحيد وبعيد عن الحلقة المكتظة بالناس حول أوباما، بل إنه حاول أن يلفت نظر أوباما إليه، بوضع يده على كتفه، ومنادياً إياه باسمه الأول: «باراك»، في إشارة إلى ما بينهما من صداقة وعشرة، لكن دون جدوى، فالرجل منهمك في الأحاديث والضحك مع من هم حوله، غير آبه بنائبه السابق.
محقاً صاحب التعليق المرافق لهذا «الفيديو» حين أبدى استهجانه لما يظهر فيه، واصفاً ذلك بالشيء المحزن، بل ومطالباً بإيقاف مثل هذه التصرفات غير اللائقة برئيس الولايات المتحدة ومكانته، فهناك قواعد بروتوكول يجب أن تراعى وبموجبها تحفظ المقامات لأصحابها في حفل رسمي، وفي المقر الرئاسي بالذات.
ربما يتخطى الأمر حدود البروتوكول، ويشير إلى ما هو أبعد من ذلك، فيما يتصل بنظرة النخبة السياسية العليا في الولايات المتحدة للرئيس الحالي، وهي نظرة تبقي الرجل في صفة الظل لأوباما، فنهجه وسياساته، هي مجرد استمرار لنهج رئيسه السابق، وهو نهج دار ويدور حوله الكثير من اللغط، خاصة في الشق الخارجي منه، فيما المفترض في أي رئيس تالٍ، حتى لو كان من الحزب نفسه، أن تكون له بصمته الخاصة به، في عالم متحرك ومتغير، لا يعرف الثبات على حال، وهو ما على السياسي لا إدراكه فقط، وإنما المهارة في التعامل معه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"