عادي
حمد بن كردوس مدير عام المؤسسة لـ الخليج:

434 مليون دولار مساعدات «زايد للأعمال الخيرية» منذ تأسيسها

00:49 صباحا
قراءة 7 دقائق
حمد سالم بن كردوس العامري
المؤسسة أوفدت عدد من العاملين في خط الدفاع الأول إلى العمرة
وضع حجر أساس مشروع الأكاديمية الإسلامية في قيرغيزستان
جانب من مساعدات المؤسسة

حوار: آية الديب
كشف حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية عن تخصيص المؤسسة ميزانية خاصة للمساعدات الإغاثية والمساعدات العام الماضي، مشيراً إلى أن إجمالي مساهمات المؤسسة داخلياً وخارجياً منذ تأسيسها وحتى العام الماضي بلغ 434 مليوناً و325 ألف دولار، وأن عدد الدول المستفيدة من المساهمات والمشروعات التنموية والإنسانية للمؤسسة 188 دولة.

وقال العامري في حوار ل «الخليج»: المؤسسة كثفت من جهودها الإنسانية في مواجهة الأوضاع الاقتصادية والصحية جراء جائحة كورونا، ومدت أياديها البيضاء دعماً للمعوزين والمحتاجين داخل الدولة، كما واصلت تنفيذ مشاريعها الخارجية ولبت النداءات الإغاثية والإنسانية بالتعاون مع سفارات الدولة في الخارج.

وتحدث عن أبرز إنجازات ومحطات عمل المؤسسة الإنسانية خلال العام الماضي مضيفاً أن ساحة العمل الإنساني تحتاج إلى تنفيذ مشروعات مشتركة داخلياً، ووضع دراسات وخطط تركز على الدول الأقل نمواً وحاجاتها الملحة خارجياً، وتالياً نص الحوار:

* كم يبلغ إجمالي مساهمات المؤسسة منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي؟

تحتفل المؤسسة في أغسطس/ آب المقبل بمرور 30 عاماً على تأسيسها حيث تأسست عام 1992 على يد مؤسسها وصاحب مكرمتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي خصص لها وقفاً بلغ مليار دولار أمريكي ليعود ريعه على المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها.

وعلى مدار هذه السنوات مضت المؤسسة قدماً في تنفيذ مشروعاتها ومبادراتها الإنسانية والتنموية، وشملت مساعدات المؤسسة عدة مجالات رئيسية لمواجهة المعاناة المعيشية للأفراد من كبار السن والأسر المتعففة لمساعدتها على توفير الحياة الكريمة وخاصة في مجال الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية المتنوعة، وقارب إجمالي مساهمات المؤسسة داخلياً وخارجياً 434 مليوناً و325 ألف دولار وبلغ عدد الدول المستفيدة من المساهمات والمشروعات التنموية والإنسانية للمؤسسة 188 دولة حول العالم.

مساعدات داخلية

* ما هي أبرز المشروعات التي أنجزتها المؤسسة داخل الدولة العام الماضي؟

خلال العام الماضي كثفت المؤسسة جهودها في مواجهة الأوضاع الاقتصادية والصحية التي تصاعدت جراء جائحة كورونا، والتي فرضت قيوداً على طبيعة الحياة وضيعت فرص العمل على أعداد واسعة من العمال والموظفين وباتوا بحاجة ماسة إلى المساعدات لتأمين المعيشة لأفراد أسرهم وكذلك طلبة المدارس الذين كانوا بحاجة لأجهزة إلكترونية لمتابعة تحصيلهم الدراسي عن بعد.

وفي المجال التعليمي قدمت المؤسسة مساعدات لأولياء أمور الطلاب من المواطنين والمقيمين في الدولة مستهدفة رفع المستوى التعليمي للطلاب وتأهيلهم ليكونوا أفراداً منتجين في المجتمع، واستفاد من هذه المساعدات 935 طالباً وطالبة، أما على المستوى الجامعي فدعمت المؤسسة أبناء المواطنات لاستكمال دراستهم الجامعية عن طريق إعانة مالية تشجيعية بعضها شهرية وبعضها سنوية.

وبذلت المؤسسة جهوداً في مساعدة المواطنين والمقيمين بالدولة الذين تتوافر لديهم شروط استحقاق المساعدة لسد احتياجاتهم الضرورية لمواجهة أعباء الحياة المختلفة ورفع مستواهم المعيشي واستفاد من هذه المساعدات 447 شخصاً، كما وزعت المؤسسة مواد غذائية على 1500 أسرة من الأسر ذات الدخل المحدود في جميع مناطق الدولة.

وعلى المستوى الصحي مدت المؤسسة يد العون إلى 210 مرضى في الدولة كانوا يواجهون صعوبة في تحمل تكاليف العلاج، وفي إطار المساعدات الموسمية للمؤسسة قدمت المؤسسة خلال العام الماضي المير الرمضاني والقسائم الشرائية إلى 950 أسرة من الأسر ذات الدخل المحدود إضافة إلى فئة العمال.

خط الدفاع الأول

* ماذا عن مبادرات المؤسسة؟

تبنت المؤسسة خلال العام الماضي مبادرات مبتكرة في مجال العمل الإنساني ومن هذه المبادرات مبادرة «عمرة زايد» التي استهدفت إهداء 50 شخصاً من العاملين في خط الدفاع الأول رحلة عمرة، ودعمت المؤسسة كذلك مبادرات دار زايد للثقافة الإسلامية التي تستهدف دعم المهتدين الجدد للإسلام داخل الدولة من خلال تعريفهم بجوهر الثقافة الإسلامية، وتقديم الرعاية الاجتماعية والأسرية لهم.

ونفذت مؤسسة زايد أيضاً خلال العام الماضي مبادرة «حقيبة نزيل» استهدفت دعم نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية وأسرهم من خلال توفير المستلزمات الصحية لهم.

برامج خارجية

* هل تحدثنا عن برامج ومبادرات المؤسسة التي نفذتها خارجياً؟

خلال العام الماضي بلغ عدد الدول المستفيدة من برامج «إفطار صائم وكسوة زايد والأضاحي» 35 دولة حول العالم، وفيما يتعلق برمضان عملت المؤسسة على توفير المير الرمضاني ووزعت التمور في 15 دولة، تجسيداً لقيم التآخي والتسامح.

كما وزعت المؤسسة كذلك كسوة العيد والأضاحي على 500 يتيم خارج الدولة ينتمون إلى 233 أسرة، واستهدف التوزيع النساء الأرامل والمطلقات وذوي الدخل المحدود.

وفي الإطار التعليمي نفذت المؤسسة مبادرة خارج الدولة لتوفير الحقيبة المدرسية والقرطاسية للطلبة الأيتام والأسر ذوي الدخل المحدود إضافة إلى توفير خدمات الإنترنت للطلبة لإمكانية التعلم عن بُعد واستمرار الدراسة، كما تم منح 1500 طالب قسائم شرائية.

مشروعات خارجية

* حدثنا عن أحدث جهود المؤسسة في تنفيذ مشروعات تنموية وحضارية خارجياً؟

المؤسسة لم تتوقف عن مواصلة تنفيذ مشاريعها الخارجية وتلبية النداءات الإغاثية والإنسانية خارجياً بالتعاون مع سفارات الدولة في الخارج، وعلى مستوى التعليم فقد ساهمت المؤسسة في تقديم مشروع تأهيل مرافق تعليمية في جمهورية أوكرانيا، وكذلك مشروع دعم المؤسسات التعليمية لدور الأيتام في بيلاروسيا ومشروع دعم المؤسسات التعليمية أيضاً في روسيا وتتراسان وداغستان والشيشان.

وفي القارة السمراء كانت أبرز مشروعات المؤسسة إنجاز أكبر مجمع تعليمي في إفريقيا حيث أكملت المؤسسة مشروع مجمع الشيخ زايد التعليمي في تشاد بمبلغ 2,500,000 درهم.

أما على مستوى البحث العلمي والدراسات التعليمية وفوق الجامعية فمن أكبر المشروعات التي أطلقتها المؤسسة هو تأسيس كرسي الشيخ زايد للبحث العلمي في جامعة سنغافورة بمبلغ 3 ملايين و671 ألف دولار، ووضعت المؤسسة حجر أساس مشروع الأكاديمية الإسلامية في جمهورية قيرغيزستان الشقيقة، وإضافة إلى ذلك نفذت المؤسسة مشروعات متنوعة أخرى منها حفر الآبار في موريتانيا ومشاريع أخرى اجتماعية للمرأة في موريتانيا كتوفير آلات خياطة وأدوات أخرى وفي الجبل الأسود تجهيز المستشفيات.

وفي مجال الإغاثة سارعت المؤسسة إلى تقديم العديد من الإغاثات إلى الدول المنكوبة بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وخلال العام الماضي لكل من باكستان وقبائل الروهينجيا في بنغلاديش.

ميزانية خاصة

* ماذا عن خطط المؤسسة للعام الجاري؟

المؤسسة تعمل وفق خطة خمسية تمتد من عام 2021 وحتى عام 2025 تستهدف خلالها الاستفادة من خبراتها وجهودها السابقة في مجال تقديم المساعدات، والتوسع في تقديم هذه المساعدات محلياً ودولياً.

وحددت المؤسسة خلال العام الجاري ميزانية خاصة للمساعدات الإغاثية والمساعدات الطارئة تخفيفاً عن كواهل الشعوب المنكوبة وبصورة عاجلة تلبية للنداءات الإنسانية لمختلف الفئات ولاسيما فئتي الأطفال وكبار السن.

ومن أبرز ما ستقوم به المؤسسة وفريقها خلال العام الجاري أيضا هو التوجه في زيارات ميدانية لبعض الدول التي تحتاج إلى الدعم لمتابعة المشروعات القائمة هناك، وبحث الحاجات المجتمعية الإنسانية الجديدة.

مؤسسات إنسانية

* كيف ترى أداء العمل الخيري لمختلف المؤسسات في الدولة خلال العام الماضي؟

دولة الإمارات دولة معطاءة تتصدر دول العالم بالعمل الإنساني بكل أبعاده وفي مختلف أنواع المساعدات، وتلعب المؤسسات الإنسانية دوراً إنسانياً فاعلاً في الداخل والخارج وهذا بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة، التي تؤمن بشمولية العطاء الإنساني، وتنتهج نهج زايد في العطاء الذي بات من أبرز شيم شعب الإمارات الذي يستلهم مسيرته من نهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وفي هذا السياق لابد أن أشير إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والعديد من الجمعيات الخيرية في كل إمارات الدولة ودواوين الحكام التي تسارع دائما لتقديم المساعدات التنموية والإغاثية سواء للدول أو الشعوب ولاسيما في أوقات النكبات والكوارث الطبيعية وفي مخيمات اللجوء وغيرها.

نحن في مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية نتطلع إلى تطوير أدائنا وتعزيز جهودنا في ساحة العمل والعطاء الإنساني والحفاظ على صدارة الإمارات في مقدمة الدول المانحة عالمياً.

المشاريع الدولية

* ماذا عن الحضور الإقليمي والدولي للمؤسسة؟ وإمكانية التوسع في المشاريع الدولية؟

لدى المؤسسة العديد من المشاريع المشتركة مع منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسكو والاسسكو واليسكو وغيرها، وبالتعاون والتنسيق مع سفارات دولة الإمارات في الخارج نعمل على بحث الاحتياجات الإنسانية وبحث سبل المساعدات الإنسانية، وتنفيذ مشروعاتنا في الخارج، وعلى مدار سنوات بذلت مؤسستنا فيها جهودا مختلفة حملت الكثير من المشروعات في مختلف الدول اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

تحديات

* ما هي التحديات التي تواجه العمل الإنساني؟ وكيف يمكن التصدي لها؟

على المستوى المحلي يحتاج العمل الإنساني إلى تعاون الجهات والمؤسسات الإنسانية مع بعضهم وتنفيذ مشروعات مشتركة يكون لديها صدى أكبر لدى فئات المستحقين من المواطنين والمقيمين في الدولة، أما على المستوى الخارجي فنحتاج إلى وضع الدراسات والخطط التي تركز على الدول الأقل نموا، وتحديد المساعدات التي تحتاج إليها بصورة ملحة، وذلك في مختلف القطاعات التعليمية والصحية.

تقديم طلبات المساعدات بعد «كورونا»

أوضح حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أن المؤسسة كثفت من مساعداتها في ظل جائحة كورونا وطورت من آلية تلقي طلبات المساعدات وتقديمها وبات الموقع الإلكتروني للمؤسسة منصة لتقديم الطلبات عن بعد حفاظاً على الصحة العامة للمتعاملين، وفي الوقت ذاته يحقق مبدأ الشفافية في تلقي الطلبات ويخفف العبء عن المستحقين من الحضور إلى مقر المؤسسة لتقديم طلباتهم، وبشكل عام نسعى إلى توسيع مظلة المستفيدين من خدمات المؤسسة. والتواصل عبر الموقع الإلكتروني هو الأساس بتعريف المؤسسة بأعمالها وبرامجها ومبادراتها، واستقبال طلبات المساعدات المختلفة من المستحقين عبر الموقع الإلكتروني للمؤسسة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"