عادي

أحمد الفلاسي: «الهندسة الدقيقة».. أكثر من علم

00:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
10

الشارقة: محمد إبراهيم
فرضت التطورات المتسارعة على مؤسسات التعليم بمختلف أنواعها المضيّ قدماً نحو ابتكار تخصصات جديدة تواكب سوق العمل المستقبلي.

لم يتوقف الأمر على استحداث برامج للفوز بفرصة عمل في المستقبل، ولكنه كان أبعد بكثير، ليصل إلى تخصصات نادرة تعليمياً ووظيفياً، وكانت الهندسة الدقيقة، أحد المسمّيات الأكاديمية التي أخذت مكانتها في التعليم الجامعي، واستحوذت على عقول وشغف الكثير من المتعلمين.

ما الهندسة الدقيقة؟ ولماذا تعدّ ضمن التخصصات النادرة التي تبحث عنها الحكومات والمجتمعات في الوقت الراهن والمستقبل؟ وإلى أي مدى تؤدي دوراً مهماً في تنمية البلدان؟ أسئلة كثيرة تتعرف إلى إجاباتها من أحمد عادل الفلاسي، الذي يدرس في السنة الرابعة، بكالوريوس الهندسة الدقيقة في جامعة توكاي باليابان.

أحمد الفلاسي الذي التحق بهذا التخصص عام 2019، بعد إكمال حصص اللغة اليابانية، يوضح أن تخصص «الهندسة الدقيقة» يشمل محاور صناعية عدة، إذ يضم «آلات النانو وتكنولوجيا النانو والروبوتات وعلم المواد»، وأنه من النادر جداً وجود تخصص واحد يشمل جميع هذه الدراسات المختلفة.

وقال «الأجهزة والتقنيات التي نستخدمها في حياتنا اليومية، تتطور بسرعة هائلة، وتصغر في حجمها مع مرور الوقت. ومع توجه الصناعة الحديثة إلى الأحجام الصغيرة، تزيد الحاجة إلى البراعة والدقة في التصميم، وهذا التخصص يساعد على تطوير هذه المهارات، ولذلك اخترته لأواكب التطورات الحديثة».

مساقات عامة

وفق أحمد الفلاسي، فإن هذا التخصص يتطلب الدراسة لمدة خمس سنوات ونصف السنة، منها سنة ونصف السنة لدراسة اللغة، وأربع لدراسة تخصص الهندسة الدقيقة. ومن ناحية المواد العلمية، هناك عدد كبير، منها المساقات العامة مثل الفيزياء والكيمياء والديناميكا الحرارية والكهرومغناطيسية وغيرها، ومنها المتعلقة بالتخصص مثل تشغيل الآلات الصغرى وتكنولوجيا النانو والروبوتات وعلم المواد وتشغيل آلات النانو والصناعة الدقيقة وغيرها.

وحول مزايا تخصص الهندسة الدقيقة برأيه، يقول «أعتقد أن أهم ما يميزه أنه يجمع بين دراسة الروبوتات وتكنولوجيا النانو والهندسة الميكانيكية تحت مظلة واحدة، إذ يمكنك تعلم الكثير من هذه العلوم المختلفة ودمجها، ويعدّ هذا أبرز الأهداف التي جعلت اختياري يقع على هذا التخصص، وعلى الرغم من أن شغفي الأول علم الاقتصاد والتمويل، إلا أنني لا أنكر حبي للتكنولوجيا التي تشهد تغيرات متوالية مع مرور كل ساعة. وبعد التعمق في البحث والقراءة عن تخصصي الحالي، زاد حبي وشغفي لمحتويات الدراسة فيه، ووصلت إلى مرحلة أرغب فيها بدمج شغفي في الاقتصاد مع حبي الدؤوب للهندسة الدقيقة».

تحديات

اختار أحمد الفلاسي استكمال دراسته في اليابان، وهي دولة ذات سمعة ومكانة رفيعة ومعروفة في قطاع الصناعات الدقيقة، وشعبها متمسك بلغته، ويستعملها في كل شيء وكل مكان. ويقول عن تحديات التجربة: واجهت بعض الصعوبات، كوني طالباً جديداً في بلد لا أعرف فيه شيئاً ولا لغته، إلا أنني مع مرور الوقت أصبحت متمكناً أكثر في اللغة، وشغفت بتعلمها وممارستها مع من حولي، لأحصد ثمار جهدي، ودائماً عند خروجي من الصف كنت متحمساً لتجربة ما تعلمته في مواجهاتي اليومية، وهذا أشعل شغفي وشجعني على الدراسة، مع العلم أنها لم تكن سهلة، ولكن بالجد والمثابرة والتوفيق، أصبحت متمكناً من ممارسة اللغة، ومع ذلك أتعلم شيئاً جديداً في كل مرة أتحدث بها مع الناس.

وعن تطلعاته المستقبلية للعمل داخل الإمارات أو خارجها، يقول: ليس لدي أي مشكلة في العمل خارج الدولة، فإن وجدت الفرصة فلا مانع، وستكون فرصة لأكون سفيراً لبلدي في أحد المناصب الرفيعة. وأعتقد أن العمل خارج نطاق الأهل والأقارب يسهم في اكتسابي مهارات جديدة ومعارف أكثر أهمية وعلوماً مفيدة لي ولدولتي، ولكن في نهاية الأمر، لا أريد الاستقرار إلا في دار زايد، فبتعلمي لتلك المهارات المفيدة في الخارج، سأتمكن من تطوير بلدي وتنمية مجتمعي ونهضة وطني وازدهاره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"