عادي

«السنع» الرمضاني سبق «الإتيكيت»

22:25 مساء
قراءة دقيقتين

نظم مكتب هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية، أمسية رمضانية بعنوان «الإتيكيت في الزيارات العائلية»، تحدث فيها د. سعيد الحداد والكاتب راشد النهم، وأدارها د.علي الزعابي، بحضور فاضل حسين بوصيم، مدير المكتب، ونخبة من الأكاديميين والمثقفين ومديري وموظفي الدوائر الحكومية، وجمع من الأهالي.

وتمحورت الأمسية حول العادات والتقاليد الإماراتية المتوارثة في رمضان، وأبرز القيم والأصول الواجب اتباعها في الزيارات العائلية.

وأكد الحداد أن «كلمة «الإتيكيت» لم تكن موجودة في قاموس الناس في الماضي، إلا أنها كانت مطبقة عملياً ومترجمة بالحب والإخاء والتعاون؛ إذ كان شهر رمضان المبارك يمثل للإماراتيين فرصة لزيادة التواصل، وتفقد الناس لأحوال بعضهم، في أجواء من التكافل والتآزر التي كانت تجعل السكان جميعاً كأنهم أسرة واحدة، وكأن المدينة هي منزل يحتضن أفراد تلك الأسرة».

وأضاف: «برزت قيمة التعاون كفضيلة رئيسية في حياة سكان الإمارات في الماضي، سواء على صعيد الأسرة الواحدة، أم أبناء الفريج الواحد، وصولاً إلى كل أبناء المدينة على اتساعها النسبي في ذلك الزمان، يستوي في ذلك النساء والرجال، حتى كانت السيدات يتعاونَّ في إعداد القمح للطبخ.

واستحضر الحداد العادات العربية الأصيلة في إصرار الآباء والأجداد من أهل المنطقة على تناول وجبة الإفطار عند أذان المغرب جماعة وعدم التفرق، حتى كان الأهالي في سبيل ذلك يحضرون ما توافر في منازلهم من طعام ويجتمعون على مائدة واحدة للاستئناس وتبادل الأحاديث الودية، وبعد ذلك يؤدون الصلاة. وتناول العادات القديمة التي كانت تقوم على تبادل صحون الطعام بين الجيران وسكان الحي الواحد والأحياء المتعددة.

ولفت راشد النهم إلى أن «إيتيكت الزيارات» العائلية، مصطلح حديث، أما التعبير المتوارث الذي كان عليه الأجداد فهو مصطلح «السنع» ويعني مجموعة العادات والتقاليد التي اعتاد أفراد المجتمع على استخدامها في تعاملهم اليومي وعلاقاتهم الإنسانية، حتى ترسخت في المجتمع، وأصبحت مكوناً من مكونات الشخصية الإماراتية وتوارثها الإماراتيون جيلاً عن جيل.

واستذكر النهم الأجواء التي كانت تسبق شهر رمضان المبارك، وتجهيزات الناس له من خلال العمل الجماعي والتعاون على تنظيف الأحياء والعناية بالمساجد، مشيراً إلى أن شباب الحي قبل قدوم رمضان كانوا ينظفون الأماكن المخصصة لصلاة النساء، ويفرشونها بما توافر لديهم من بسط وحصير.

وأكد أن للسنع قانونه الذي يحكم الزيارات؛ إذ يتوجب على الضيوف عدم الدخول في وقت مبكر قبل أن يستيقظ أهل المنزل أو يجهزوا أنفسهم لاستقبال الضيوف، إضافة إلى عدم استحباب الزيارة في وقت الظهيرة التي اعتاد الناس القيلولة فيها، أو خلال وقت متأخر من الليل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"