عادي
أساليب وحكايات مجترّة

المتسوّلون ظاهرة مرضية تتفشّى في رمضان

01:02 صباحا
قراءة دقيقتين
تتسول برفقة طفل

العين: منى البدوي

هل فرغت جعبة المتسولين الذين قدم أغلبيتهم إلى الدولة، بتأشيرات زيارة، بحسب أقوالهم، من الأساليب والحيل والحكايات المجترّة التي يسعون بها لإثارة عاطفة المجتمع ودفع أفراده لتقديم الأموال لهم، حتى باتوا يصطحبون الأطفال معهم، وبعضهم يشاركون في عملية التسول، أو الاختفاء بثوب يشير إلى أن صاحبه ميسور الحال، للإيحاء بأن ضائقة مالية مفاجئة ألمّت به، أو ادّعاء «البكم»، وعرض ورقة مكتوبة بثلاث لغات يطلب بها المال؟

جميع تلك المشاهد وغيرها من القصص والحكايات والأساليب باتت مألوفة وتتزايد بشكل ملحوظ مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي حوله هؤلاء إلى موسم لجمع الأموال، ما يتسبّب إزعاج المارّة، خاصة عند المراكز التجارية والمحال التي تشهد حركة نشطة، وأصحاب المنازل الذين بدأ هؤلاء بطرق أبواب منازلهم طلباً للمساعدة المادية.

من المشاهد التي رصدتها عدسة «الخليج» وتظهر مدى التناقض في الروايات التي ينسجها هؤلاء، سيدة تسحب طفلاً بدت عليه ملامح التعب من المشي لمسافات طويلة، وتستوقف المارّة طلباً للمال، مدّعية بأنها من إحدى الدول العربية التي تشهد أوضاعاً اقتصادية وسياسية صعبة. وجاءت بتأشيرة زيارة للدولة و«تكبّدت دفع قيمة تذكرة السفر والمسكن والمأكل والمشرب والتنقل» لجمع المال الذي يعينها على العيش.

أما الآخر الذي يبدو أنه درب أطفاله على طريقة مبطنة لطلب المال، يقوم باختيار العينة التي يتخاطب معها، بحيث يكون من الأفراد الميسورين مادياً وهو ما يضمن له تقديم المال - بحسب اعتقاده - حيث يستوقف الشخص ويبدأ بطرح عدد من الأسئلة، كونه غريباً عن المدينة، ليبدأ أطفاله بالتعبير لوالدهم عن حاجتهم للطعام، ومن بعدها يبدأ بسرد حكاية تعرّضه لضائقة مالية جعلته عاجزاً عن توفير الطعام لأبنائه، ويستمر بسرد حكايات الاستعطاف، حتى يدفع المُخاطب لتقديم مبلغ له.

ومن الطرائق التي بالرغم من رثّتها، فإنها بدأت تعود مجدداً وهي طرق باب المنزل أو استيقاف الناس في الشوارع، لعرض ورقة مكتوبة بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والأوردو، مدعياً حاملها بأنها من فئة «البكم» وتتولى العبارات المكتوبة بلغة عربية ركيكة جداً شرح قصة مكررة وغير منطقية، حيث إنه بالرغم من أن المتسول تظهر عليه ملامح التقدم بالعمر، فإنه يشير في الورقة التي تبدو أنها منسوخة لعدد من الأفراد، إلى أن والده توفي ووالدته مريضة ويحتاج إلى مساعدته في تزويج شقيقاته.

ومتسول آخر يرتدي ملابس رثة، ويصفّ مركبته بالقرب من أحد الأماكن التي يوجد فيها عدد من المنشآت التجارية، من مخبز ومراكز تسوق، وغيرها وتشهد أغلبية الأوقات حركة نشطة وكثافة في أعداد المتسوقين، ليمشي متأبطاً عكازاً مع استكمال المشهد برفع إحدى قدميه عن الأرض، لتبدأ بعدها رحلة التسول الصامت دون الحاجة إلى شرح حاجته المالية التي وضع رتوشها بمهارة عالية.

ما يشير إلى مدى الحاجة إلى وضع حد لهذه الظاهرة، سواء من القادمين من خارج الدولة أو داخلها، هو أن بعض أصحاب النفوس المريضة، تشجعوا على ممارسة هذه المهنة المرفوضة دينياً والمنبوذة اجتماعياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"