عادي

دور الإعلام في التوعية

22:32 مساء
قراءة دقيقتين

يضع د. سامي الشريف، أستاذ الإعلام، رئيس لجنة الإعلام في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة، قضية نشر الوعي في بؤرة اهتمام المجتمعات التي تريد أن تنطلق إلى المستقبل بفكر رشيد، موضحاً أن قضية الوعي تشغل بال المجتمعات نظراً لتحديات كثيرة، ليس من ناحية التقدم في وسائل المعرفة والتواصل فقط؛ بل في ظل ظروف تتعرض فيها الإنسانية لأزمات مشتركة، كما حدث في وقت «كورونا».

يقول الشريف: «المجتمعات التي تمتلك الوعي أصبحت أكثر قوة وصلابة في مواجهة هذا الوباء؛ لأن هناك تخطيطاً جيداً وقدرة على قراءة الأحداث، والوعي كان أحد أسباب نجاح المواجهة في أزمة «كورونا»، لأن الإعلام المهني الوطني لعب دوراً مهماً في توعية الناس من ناحية، بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، ومن أخرى بمواجهة الشائعات التي تتعلق بهذا الوباء، ما حقق التوازن بين التوعية بالمخاطر وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وجعل التعامل مع الظروف الصعبة يمر دون خسائر بالمقارنة بحالة غياب الوعي».

ويضيف أن هناك دوراً محورياً يقع على عاتق الإعلام الديني بشكل خاص في عملية بناء الوعي؛ لأن تصحيح المفاهيم المغلوطة وبيان الفهم الصحيح للدين، محور رئيسي في بناء وعي المجتمع، وأنه لا يمكن أن يكون هناك وعي شامل دون وعي ديني وسطي مستنير، يقدم وسطية الإسلام وما تحمله من قيم ومبادئ تعد ضمانة لحماية الشباب والنشء من الفكر المتطرف.

وذلك يؤكد حسب الشريف أن مواجهة الفكر المتطرف، ونشر الوسطية والاعتدال يجب أن يتمّا بالتنسيق مع الجهات القائمة على بناء منظومة الوعي الشامل؛ لأنه عندما تنتشر الوسطية والفكر المستنير يتحقق الفهم الصحيح للنصوص الدينية، فهذا يمهد لنشر الوعي؛ لأن الوازع الديني يساعد على بناء الشخصية الوطنية.

ويشير إلى أن المواقع الإلكترونية للمؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية تؤدي رسالة في نشر الوعي، وينبغي تطويرها لتؤدي رسالتها على الوجه الأمثل، وأنه يمكن لهذه المؤسسات أن تستفيد من خبرات خبراء الإعلام والرأي العام في تطوير مواقعها، لمزيد من التفاعل مع المتابعين.

ويلفت إلى دور آخر للإعلام في قضية بناء الوعي، يتمثل في تغطية الفعاليات التي تنظمها مؤسسات الدولة، وتطوير الأدوات للتواصل مع الشباب بوسائل العصر الحديثة، والمشاركة في ندوات وفعاليات نشر الوعي، وعرضها بطريقة جذابة بهدف الوصول لكل فئات المجتمع.

ويطالب باستخدام الوسائل الإعلامية الحديثة في قضية الوعي، وذلك لزيادة التأثير وجذب الانتباه، مع الاهتمام بالبرامج الاجتماعية التي تتناول قضايا الأسرة والمرأة والشباب، وتلقي الضوء على الحقوق والواجبات ودور المرأة في المجتمع، وأهمية رفع مستوى الوعي الأسري. ويطالب بوجود برامج إعلامية لتوعية الشباب بمخاطر الإدمان والمخدرات، وتناول قضايا الوطن وحماية المال العام، والاصطفاف خلف قيادة الدولة وعدم الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب، وضرورة الاجتهاد في تحصيل العلم باعتباره مطلباً وطنياً.

وانطلاقاً من أن الإعلام يمثل إحدى أدوات القوة الناعمة للوطن في مجال التوعية ونشر الفكر المستنير، يطالب الشريف بعقد دورات للعاملين في المجال الإعلامي وتثقيفهم بكيفية تناول القضايا التي تدعم منهج الدولة في نشر التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر، وأن توضع خطط تتعاون فيها كل الجهات الإعلامية للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"