عادي
مقيمون في القلب

عايد خلف:قابلنا زايد عند «عين الفايضة»

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق
عايد خلف

العين: منى البدوي
استرجع الأردني عايد خلف (81 سنة) شريط الذكريات، ليروي تفاصيل حياة كريمة محاطة بكل معاني الأخوة والإنسانية والتسامح عاشها في الإمارات منذ أن كان في ريعان شبابه، إذ عمل مع واحدة من شركات النفط البريطانية قبل قيام الاتحاد، وفي عام 1971 بدأ رحلة حياته في مجال العمل الخاص لينشئ أول منجرة في مدينة العين وأتبعها بشركة مقاولات.

قدم «أبو خالد» أرض الدولة في 1962 كان عندها يبلغ من العمر 20 عاماً، سكن في أبوظبي، وعاصر مشقة الحياة في تلك الفترة من صعوبة التنقل من منطقة إلى أخرى والسير لفترات طويلة لشراء احتياجاته اليومية، وغيرها من الصعوبات التي سرعان ما تلاشت بعد قيام الاتحاد وتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم.

1
عايد خلف شاباً

وكغيرها من الأسر المقيمة بالدولة، وجدت أسرة «أبو خالد» من البيئة الاجتماعية والإنسانية موقعاً مريحاً للعيش بسلام وأمن واستقرار، وهو ما جعل أفرادها متشبثين بالبقاء على أرضها ينعمون بنعيم الحياة، الذي حرصت القيادة الرشيدة على توفيرها لكل من يقيم هنا.

قال عايد خلف: في البداية قدمت إلى الدولة بهدف العمل، إلا أن وجودنا في مجتمع متآخ متحاب مسالم جعلنا نشعر أننا نعيش بين أهلنا، وبث فينا مشاعر الولاء والانتماء للدولة وقيادتها الرشيدة، حفظها الله، وهو ما غرسناه في نفوس أبنائنا وأحفادنا الذين ولدوا وترعرعوا وتعلموا في العين وعملوا في مواقع مختلفة لخدمة الإمارات.

وعاد خلف بذاكرته إلى فترة قيام الاتحاد والتي وصفها بفترة التحول، ليس فقط في تاريخ الدولة واقتصادها وطبيعة الحياة فيها وإنما أيضاً في حياته الخاصة، فقال: توجهت إلى مدينة العين عام 1972 وأنشأت منجرة كانت الأولى من نوعها في المدينة، موقعها كان في صناعية العين التي كانت آنذاك تتكون من منشآت تجارية محدودة جداً، وتغيب عنها البنية التحتية من شوارع وغيرها، وبعدها طورت نشاطي في مجال الاستثمار، وأنشأت مع شقيقي شركة مقاولات شاركنا من خلالها في العديد من أعمال البناء بالدولة أنذاك.

1
يحتفظ بجواز سفر يتضمن إقامة مطبوعة قبيل الاتحاد

وأضاف: بالرغم من السنوات الطويلة التي مرت، فإن بعض الذكريات تبقى عالقة، خاصة تلك التي أقف أمامها إجلالاً واحتراماً للقيادة الرشيدة التي احتضنتنا كأبنائها وعشنا على أرضها معززين مكرمين آمنين مستقرين وأنجبنا الأبناء الذين حظوا بفرص التعليم والعيش الكريم أسوة بالإماراتيين.

وتابع: في أوائل السبعينات كانت المواقع السياحية والترفيهية في العين محدودة جداً، تكاد تقتصر على موقع واحد أو اثنين، منهما منطقة عين الفايضة، حيث توجهت برفقة زوجتي إلى هناك، ومن حسن الحظ أن المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يقوم بجولة في الموقع، وفوجئنا به يأتي باتجاه طفلتي التي رفعها وقبّلها بحنان الأب العطوف وتوجه نحونا بابتسامة وسؤال عن أحوالنا.

الموقف الذي يعود إلى عام 1973 لا ينساه عايد خلف لما له من أثر نفسي واجتماعي وإنساني، كما شكل له درساً في الإنسانية والأخلاق والتعايش، ونموذجاً للعلاقات بين المواطنين والمقيمين، والتي نشأت في ظل قيم إنسانية غرسها الشيخ زايد، رحمه الله، ويواصل رعايتها أبناؤه، حفظهم الله.

ومن الذكريات العالقة في ذاكرته عايد خلف، وتعكس، بحسب ما قال، أبهى صور التسامح والإنسانية والتآخي، اهتمام المغفور له الشيخ زايد بتشجيع المواطنين والمقيمين على الالتحاق بالمدارس، إذ أمر، طيب الله ثراه، بتوزيع مبالغ على جميع الطلبة بداية كل عام دراسي، وأقمشة الزي المدرسي والمواد الغذائية للطلبة والقرطاسية.

وختم عايد خلف بالقول: المواقف لا تعد ولا تحصى، إلا أن الذاكرة بفعل الزمن لا تستطيع حصرها، لكن ما أستطيع قوله هو أن الله منّ علينا بالعيش على أرض الإمارات التي أكرمت كل مقيم عليها، وهو ما جعلنا نشعر بأننا أبناء لها وحريصون دوماً على رد الجميل وأيضا المساهمة في كل ما يعزز أمنها واستقرارها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"