عادي

كوبا تريد إنقاذ سكرها المنتج الرئيسي للجزيرة في الماضي

22:52 مساء
قراءة 3 دقائق

في مصنع أنطونيو سانشيز، تفوح رائحة دبس السكر. فقد حان وقت حصاد قصب السكر الحيوي لإنقاذ هذه الصناعة التي كانت كوبا في يوم من الأيام أحد منتجيها الأساسيين في العالم.

عند الظهر، تعلن صافرة استئناف عملية طحن السكر التي توقفت في الصباح لعدم توفر مواد خام. ويصل صوتها إلى كوفادونغا إحدى القرى التي ولدت من طفرة السكر في الجزيرة.

لكن سنوات القطاع الجيدة ما زالت بعيدة. فالأرقام الرسمية تفيد بأن موسم 2020-2021 كان الأسوأ منذ 130 عاماً ولم يتجاوز الإنتاج خلاله 800 ألف طن من السكر.

ويقول لازارو مانويل توريس (51 عاما) مدير مصنع السكر الواقع في مقاطعة سيينفويغوس (وسط البلاد) «من الفجر، علينا أن نواجه جبلًا من المشاكل. إنها حرب لا تنتهي».

مع ذلك، كان توريس مسروراً برؤية الدخان الأبيض يتصاعد من المدخنة في إشارة إلى أن قصب السكر يتم سحقه، وبدء دخول وخروج الشاحنات وانتشار العمال في الحقول من أجل الحصاد. في 1970، حشد زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو كل كوبا - بمشاركته شخصياً أيضاً حاملاً منجله في يده من أجل تحقيق الهدف المنشود المتمثل بإنتاج عشرة ملايين طن من السكر، والذي لم يتحقق في النهاية.

في كانون الأول/ديسمبر، دعا شقيقه راؤول ولكن بشكل أكثر تواضعاً إلى إنقاذ صناعة باتت على وشك الاندثار.

«جثة»

يوضح نائب مدير مجموعة «آز كوبا» الحكومية نويل كازاناس (59 عاماً) أن «إنقاذ الصناعة يعني وقف التراجع» في الإنتاج الذي بدأ منذ 2017 لأنه «سيزول بالتأكيد إذا استمر هذا الوضع».

حتى 1989، كانت كوبا المصدر الرئيسي للسكر على هذا الكوكب، وكانت الولايات المتحدة أول زبائنها حتى 1960، ثم الاتحاد السوفييتي الذي كان يشتريه بأسعار تفضيلية. لكن سقوط الأخ الأكبر الاتحاد السوفييتي عجل في تدهور هذا القطاع الذي تسارع مع هبوط الأسعار ونقص الاستثمار، ما أدى إلى انخفاض عدد مصانع السكر من 156 إلى 56 مصنعاً.

ومن المفارقات أن كوبا اضطرت في السنوات الأخيرة إلى استيراد السكر، خصوصاً من فرنسا.

ولإحياء هذا القطاع، اعتمدت الحكومة للتو 93 إ جراء، بينها مضاعفة أسعار المنتجين والتوظيف الحر للعمال وزيادة استقلالية المصانع.

ويقول الخبير الاقتصادي إميليو موراليس رئيس «مجموعة هافانا الاستشارية» بتشاؤم «لا أعتقد أن هذه الإجراءات يمكن أن تنعش صناعة هي أشبه بجثة هامدة».

ويقر نويل كازاناس نفسه بأن القطاع يواجه قيوداً من جميع الأنواع لكن السبب الرئيسي هو نقص التمويل الخارجي بسبب الحظر الأمريكي الذي تم تشديده مؤخراً وكذلك انخفاض الإنتاج.

وقف السقوط

منذ بداية موسم الحصاد في كانون الأول/ديسمبر، لم يتجاوز مصنع أنطونيو سانشيز الذي كان من يفترض أن ينتج عشرين ألف طن من السكر، 65 في المئة من طاقته لعملية الطحن.

ويأسف لازارو مانويل توريس لأنه «بدون آلات حصاد أو شاحنات كافية، لا يمكننا الطحن بنسبة مئة في المئة»، مشيرا أيضا إلى نقص الأسمدة والمبيدات الحشرية وحتى الإطارات.

في اجتماع عقد مؤخراً للحزب الشيوعي الحاكم، دعا الرئيس ميغيل دياز كانيل إلى «تغيير وجه» حصاد هذا الموسم الذي يبدو أنه سيكون سيئاً، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

في الوقت الحالي، سمحت الإجراءات المتخذة من الدولة على الأقل بالحد من الهجرة الجماعية للعمال، وفقًا للمسؤولين عن القطاع.

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"