نزاهة العروض الترويجية

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

كثيرة هي المبادرات والقوانين التي تصدر بين الحين والآخر، لحماية حقوق المستهلكين، وهذا ما حدّ من تجاوزات بعض التجّار.
ومع حلول شهر رمضان المبارك، انهالت العروض الترويجية من كل مراكز التسوّق ومنافذ البيع، وحتّى المواقع الإلكترونية التي تبيع «عن بُعد».. وبعض هذه العروض حقيقي ومفيد، وبعضها مجرّد ألوان برّاقة بنسب حسم لا تتجاوز 5 في المئة، وبعضها يكاد يكون نفسه قبل «الحسم» وبعده، إذن هي غير جدية. 
الشهر الفضيل يعني التراحم والتوادّ والتقارب و«التعاون»، بين القادر وغير القادر. 
فليكن عون القادرين جدياً وحقيقياً، وليس أسلوباً لمضاعفة الربح، تحت مظلة «الحسم» والعروض الموسمية، ففي مثل هذا الشهر يزيد الإقبال على الشراء من كثير من الناس، ولا سيما للمواد الغذائية، وتملأهم ثقة كبيرة بالسوق والتجار، فلا يتوقع المستهلك أن التاجر قد يمارس تلك الحيلة، بادّعاء عروض شبه وهمية، فالقيمة هي نفسها قبل الحسم وبعده. وثمة أدلة كثيرة على ذلك. 
والمراكز أكثر من أن تُحصى، وكلّها تحوي البضائع نفسها تقريباً، لا سيما المواد الغذائية، فلتكن المنافسة حقيقية، وليست مجرّد عروض تسويقية وإغراءات هدفها جذب الزبون، وتحقيق أعلى نسب مبيعات، والحصول على أكبر ربح، ليقع المستهلك في هذه الأفخاخ، والكلمات المزيّفة التي هدفها الربح الكبير فقط. وهذا الأمر وصل إلى المواقع التسويقية التي تعرض منتجات رديئة، يقع في شراكها المشترون الأقل خبرة.
لكن في المقابل هناك عروض جادة، حقيقية استفاد منها المستهلكون، والتجّار أيضاً؛ لأن نسب المبيعات زادت كثيراً، حتى لو كان هامش الربح قليلاً.
مواسم العروض ليست وسيلة لجذب المستهلك والتغرير به، وهذا يستدعي توعية بعض فئات المجتمع لتبنّي أنماط صحيحة في التسوق، وعدم الشراء بنهم في مواسم الحسم والخفض.
الأمر الآخر أن ثمة تفاوتاً في أسعار منتجات في فروع بعض منافذ البيع، لنجد أن منتجاً يباع في أحد الفروع ب30 درهماً، وفي الفرع الآخر ب32 درهماً، ولا تجد تفسيراً لذلك، فالمنتج هو نفسه، والمحل هو نفسه، فلمَ الفرق، وإن كان طفيفاً؟ 
الثقة الكبيرة بمنافذ البيع الكبرى، تجعل المستهلك يستبعد فكرة التلاعب ويصدّق كل العروض المقدمة، ومع زيادة وعي المستهلكين وانتشار مثل تلك المقاطع ستفقد المنافذ صدقيتها، لاسيما أن مقاطع تكررت للمحال نفسها، في أكثر من موسم، ما يضطر المستهلك إلى العزوف عن الشراء منها، وسيلجأ إلى المنافسين الذين يتسابقون في طرح العروض الترويجية على مدار العام، وسيقتصر ذهابه إليها لشراء الاحتياجات العادية اليومية والأسبوعية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"