الشارقة عروس في لندن

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

البريق في أصالتها، الروعة في حضورها، البهية في طلتها، المثقفة في إقدامها، المشرقة في جمهورها، المبتسمة في زهوها، الجميلة في رواقها، والآسرة في طيات كتبها، هي الأدب والثقافة والجمال والتاريخ، هي التراث والإنسان، وصورة بألف شهرزاد تحكي ألف ليلة وليلة في ليال الاحتفاء بالكلم وأهله، هي العروس التي تمايل حسنها في دخولها وأبهرت القاصي والداني في دنوّها، تدخل بلونها الأبيض المتسامح في قولها وفعلها إلى مدينة الضباب التي رفعت لها السلام والتحايا قبل البدء وصارت تحتفي بها في ليلة من سحر، في دار «الأوبرا» في شهر فضيل وعلى سفرة الإفطار، هذه هي عاصمة القلم والثقافة، العاصمة العالمية للكتاب، تسجل دخولاً متفرداً في لندن.

كم هو فخر لكل كاتب ينتمي لهذا الوطن أن تكون الشارقة ومعرضها ودور ثقافتها هي الضيف المستمر في أرقى وأكبر المعارض العالمية للكتاب، نفخر بوالدنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي وضع منذ الاتحاد رؤية واضحة للإمارة الباسمة، بأنها قلب الإمارات النابض بالمعرفة؛ روحها الحية بالثقافة ونفسها المتزيّنة بالتاريخ والحضارة. جعل نصب عينيه أن تكون هي مورد الحياة للدولة، وهي اسمها الذي يعلو بين الجامعات وأهل الكتب ومعارفه، وكيف لا وهو الإنسان الباحث القارئ، الكاتب المثقف، أب الكل وصوت الحرف العربي في كل الدنيا.

وفي امتداد لرؤية والدنا، تجلت تلك الليلة التي قدمت فيها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في دار الأوبرا بلندن، في ليلة من جمال الحرف واستقبال «الباسمة»، قبل افتتاح معرض لندن الدولي للكتاب، كان الاحتفاء بالشارقة بحضور يليق بها، وكلمات تزيّنت بفعل التعب والاستمرار في أسر الإنجازات والنجاحات المعرفية. تلك اللقطات لها وهي تمثل ابنة الإمارات أمرأة من غرس زايد تترأس الاتحاد الدولي للنشر، وتتحدث عنا نحن الكتّاب جميعاً، تمثل المرأة الإماراتية الواثقة والمثقفة التي تدرك كيف تنقل العالم من حال إلى حال بقوة الكتاب والعلم. 

هي الإبهار في انعكاس جلي لما يقدّمه قادتنا من دعم للمرأة في كل مكان، وهي الصورة التي تشرق بها هوية الإمارات في كل مكان، وأننا وطن التعايش، وطن العلم، وطن يعرف قدر أصحاب القلم ويُعلي شأنهم، وطن يقرأ فيه الحاكم قبل الصغير، ويكتب فيه الكبير والصغير مشاعر الزهو والامتنان. كل المشاهد في عاصمة الضباب كانت حية تهتز لها قلوبنا، بفخر واعتزاز بأننا وطن في كل ميدان لا يقبل إلا بالمركز الأول، في الاقتصاد، في الطيران، في الدبلوماسية، في الثقافة، في التجارة، في الصحة والتعليم وفي حب الإنسان والخير. فيا وطني لك كل الدعاء بأن تظل منارة للقادمين، ودعوة للمستمعين، وإلهاماً للقارئين، وحباً للمتسائلين وحضناً للحياة والسعادة.

مبارك للعاصمة الثقافية عرسها في كل مكان، ولكل العاملين على هذه النجاحات تحية إجلال وشكر وامتنان.

 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"