اللهم إنّي صائم

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

مشاهد كثيرة يمكن رصدها في الشوارع، خاصة قبل موعد أذان المغرب، تشير إلى ضرورة التذكير بأن الصوم له فوائد لا حصر لها، خاصة المتعلقة بتهذيب النفس وتدريبها على الصبر والهدوء وضبط النفس، وتحمل الضغوط النفسية وغيرها.
قد يكون من الطبيعي أن نشاهد مشادّات كلامية في الأيام العادية بين أفراد كان لقاؤهم مصادفة في الطريق، لكن من غير الطبيعي أن تزداد تلك المشاهد، قبيل موعد الإفطار، وتختلف فيها ردود فعل بعض الأشخاص، خلال الصوم، لتصل إلى درجة ما يمكن وصفه بالمبالغة.
يفقد بعضهم القدرة على الصبر والتحمّل، وسرعان ما يثور غضبه عند التعرض لمواقف قد تكون عادية جداً مثل الاختلاف على موقف سيارات، خاصة في المواقع المزدحمة أو الانعطاف المفاجئ بدون قصد، أو حتى تنبيه آخر ببوق المركبة، ليتحول الأمر إلى شجار في الشارع يتعدى أحياناً التلاسن بالألفاظ إلى الاشتباك بالأيدي.
قد يصف بعضهم المواقف السابقة بالمألوفة، خاصة قبل موعد الغروب، لكن الذي لا يمكن وصفه إلّا بالمنبوذ في المجتمع المحلي، هو الذي شهده عدد من المارّة في أحد الشوارع وجرت فيه مشادة كلامية بين رجل وامرأة، حتى وصلت إلى درجة الاشتباك بالأيدي.
كثيرة هي المواقف التي استدعت «التذكير» بأن الصوم ليس مجرد التوقف عن تناول الطعام من الفجر حتى موعد الإفطار، وإنما التوقف عن ممارسة أي سلوك يخرج عن نطاق الأخلاق التي جاء الرسول الكريم ليتمّمها.
تبرير فقدان السيطرة على النفس وسرعة الغضب والهيجان أمام مواقف عادية جداً، بالإحساس بالجوع أو العطش أو حاجة الجسم للكافيين أو النيكوتين، خاصة المدمنين على تناولها، لا يمكن أن يندرج تحت قائمة الأسباب المقنعة، وإنما يمكن وصفه بضعف النفس والاستسلام للعوامل التي تسهم في إثارة الغضب.
ينطبق على بعضهم ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه «رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلّا الجوع والعطش»، ويتناسون أن المفطرات ليست حسية فقط، وإنما معنوية أيضاً ومنها اللعن والسب والشتم وغيرها.
التسامح والهدوء والصبر والسيطرة على ردود الفعل عوامل تُجنّب الفرد التعرض لمثل هذه المواقف التي تصدر عن أفراد غير متحضرين أخلاقياً ونفسياً، حيث إن تطبيق مبدأ التعامل بالمثل مع هذه النوعية من الصائمين عن الطعام والشراب فقط، قد يعطي انطباعاً غير حضاري عن المجتمع.
تظهر هنا أهمية مبدأ التسامح ودورها في تعديل السلوكات، حيث إننا نحن الأفراد، يجب أن نسهم في نشر ثقافة التسامح واحترام الآخرين، بسلوكنا الحضاري، وتمثل أخلاقيات المجتمع الذي نعيش فيه وقوانينه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"