عادي

تعرف إلى أغرب عنوان لسيرة ذاتية

17:50 مساء
قراءة دقيقتين
8

الشارقة: علاء الدين محمود

بعض المؤلفين يضعون عناوين غاية في الغرابة، وغالباً ما يكون ذلك الأمر من أجل الجاذبية والإثارة؛ بحيث يدفع القارئ دفعاً لاقتناء الكتاب، غير أن آخرين يضعون عنواناً غريباً لأن فكرة عجيبة هي التي ألهمتهم.

الكاتب والمخرج السينمائي الياباني أكيرا كوروساوا، «1910-1998»، أنتج العديد من الأفلام، كما قام بكتابة السيناريو، ولأفلامه شعبية كبيرة بين جمهور عشاق السينما في العالم؛ حيث كان لإبداعاته السينمائية تأثير كبير على جيل كامل من المخرجين حول العالم، وحصل على جائزة الأوسكار عن مجمل أعماله في عام 1990، ووصف حينها بـ «آسيوي القرن»، في الفن والأدب والثقافة، كما حمل لقب «الإمبراطور»، و«الساموراي الأخير»، و«شاعر السينما اليابانية».

ترك كوروساوا كتاباً حمل سيرته الذاتية، ويتحدث فيها عن جوانب من حياته، وهي التي وضع لها عنوان «عرق الضفدع»، وتتسم تلك المذكرات في أسلوبها بشاعرية وشيء من الغموض والذي هو سمة عامة للكتابة اليابانية، ويشرح كوروساوا، سر اختياره لذلك العنوان العجيب أنه قد استلهم التسمية من ممارسة طبية شعبية في أزمنة الحروب؛ حيث كان يتم استخراج زيت من الضفدع ليوظف في صناعة مرهم لتطبيب الجروح والحروق، ولكي يستخرج ذلك الزيت كانوا يضعون الضفدع في علبة محاطة بالمرايا؛ وحيث ينظر إلى نفسه يصاب بالذعر فيبدأ في إفراز تلك المادة الزيتية.

شبه كوروساوا نفسه بالضفدع في تلك الوضعية، وهو يهم بكتابة مذكراته، تلك العملية التي تشبه عنده أن تجد نفسك في مواجهة المرآة فتصاب بنوع من الذعر لأنك ستشارك أسرارك وخصوصياتك مع الآخرين، هي عملية أشبه بالخروج عارياً، وهو المشهد الذي يجعل الإنسان يتعرق خوفاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"