حقائق تحدث زلزالاً

00:18 صباحا
قراءة 3 دقائق

يبدو أن «جماعة الإخوان» الإرهابية كانت تُرضِع المنتمين إليها الحقد والكراهية لأوطانهم، ولأهلهم وذويهم. والنفس التي امتلأت حقداً وغضباً، دفعها لأن تتبنى الباطل وتدعم الإرهاب، وتتخذ الدين مطيّة لتحقيق أطماع سياسية، والسطو على مقدّرات البلاد والعباد، والتصفيق للقاتل، والانحياز للمجرم، لن تصفو، ولن تتطهر من دنسها، ومهما شاهدت وعرفت من حقائق تتعارض مع العالق في ذهنها وتكشف باطل أفكارها، فسوف تتعامى عنها وتُواصل السير في طريق الحقد والغضب. 
 المنتمي لهذه الجماعة الإرهابية يظل غاضباً على وطنه كل الوقت، فإذا أنجز الوطن تكون مهمته التشكيك والتحقير، وإذا تعرض لأزمة تكون مهمته الشماتة، ويبلغ الحقد عنده المنتهى عندما يكشف الوطن حقيقته، ويكتشفه الناس. 
 كيف تعرفه؟ عدواني في أفكاره، غاضب حاقد كاره، حالم بلحظة ينهار فيها الوطن، متوهماً أنها ستكون الفرصة المناسبة لتنفيذ خطته بالسطو والسرقة والاستحواذ. 
 الحاقدون يخرجون من أوكارهم دفعة واحدة وقت الكشف عن حقيقتهم، وفضح مؤامراتهم، وعندما يكون ذاك من خلال عمل فني يوثق جرائمهم ومؤامراتهم على الدولة، يخرجون جماعات على مواقع التواصل محاولين التشكيك حتى لو كانت الحقائق موثقة بأصواتهم وصورهم، فكل كلمة حق تستفزهم. 
وقبل أيام انفجر الهيجان «الإخواني» الحاقد على مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع بدء عرض الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار»، ومسلسل الهيجان يواكب هذا العمل منذ عرض جزئه الأول، وسيرة الشهيد أحمد المنسي كنموذج لضباط الجيش المصري الذين افتدوا تراب مصر بأرواحهم، وتصدوا لمحاولات الجماعات الإرهابية النيل من استقرارها، وفي المقابل كان نموذج هشام عشماوي، الضابط الخائن الذي خلع رداءه العسكري ليرتدي رداء الإرهاب، ويرتكب من الجرائم ما لن يغفره التاريخ؛ ولم تعرف نفوسهم الراحة مع «الاختيار- ٢» الذي فضح جانباً من مؤمرات الجماعة الإرهابية على أمن وأمان مصر، وانتهى بيوم الحسم، يوم فض اعتصام الإرهاب في ميدانَي رابعة ونهضة مصر. 
 هذا العام، ومنذ لحظة انطلاق عرض أولى حلقات «الاختيار- ٣»، حدث الانفجار «الإخواني» الكبير، ليظهروا من الحقد الدفين على هذا الوطن ما عجزوا عن إظهاره منذ خلعهم من الحكم يوم 3 يوليو/ تموز 2013، حروفهم سُم، وكلماتهم غِل، وجُملهم نار، ولكنها النار التي لم، ولن تأكل سواهم. يعرفون، ونعرف أن المفاجأة وقعت عليهم كالصاعقة، فهذا الجزء لن يفضح بعض الصغار ممن كان كبارهم يستخدمونهم أدوات ووقوداً في معركتهم ضد الدولة، ولكنه يفضح قياداتهم ويكشف بالوثائق، (صوت وصورة)، التي تخرس كل لسان مشكك، خبايا مؤامراتهم ضد الوطن ومساعيهم المستميتة لهدمه حتى تتسنى لهم إعادة بنائه وتشكيل ملامحه على مقاسهم، وبما يسهّل تمكينهم. 
  ومع إطلالة الفنان العبقري ياسر جلال مجسداً شخصية اللواء، ثم الفريق عبدالفتاح السيسي، قاهر الإرهاب ومحطّم الحلم «الإخواني» ومفرّق شمل الإرهابيين، استشاط الذباب الإلكتروني للجماعة الإرهابية غضباً، ومع الكشف عن الطريقة التي اختار بها مكتب الإرشاد، السيسي وزيراً للدفاع تضاعف الغضب، حيث ردّ الله كيدهم إلى نحورهم، فقد اختاروه لأنه رجل متدين، وزوجته محجبة، متوهمين أنه سهل الانقياد، وأنه الأنسب لتمكينهم من الجيش المصري، بينما اختاره الله ليضع به نهايتهم، ويفضح مخططاتهم للنيل من مصر وقواتها المسلحة. 
 ليس غريباً أن يبذل الذباب الإلكتروني الإخواني قصارى جهده شتماً وسباً وتشكيكاً طوال، وبعد عرض هذا الجزء من «الاختيار» الذي يكشف الحقائق الخفية بشأن أخطر أيام تاريخ مصر الحديثة، والتي تخللتها ثورة 30 يونيو، وانتهت باستعادة حكم مصر من جماعة الضلال والإرهاب يوم 3 يوليو/ تموز 2013، وفيه نرى خيرت الشاطر وهو يخطط، والمرشد وهو يوجه، ومرسي وهو يبصم، والسيسي، ومعه شرفاء مصر، وهم يتصدون بهدوء، حتى تقع الواقعة بالخلع ووضع نهاية للعام الأسود في التاريخ المصري.
 الحقد «الإخواني» لا يتوقف على «الاختيار» فقط، ولكن معه بلغ ذروته، وقبله تابعنا سمومه خلال مباراتَي مصر ضد السنغال، واللتين انحازوا خلالهما للسنغال ضد منتخبهم الوطني، ورغم عالمية موجة ارتفاع الأسعار بسبب الحرب على أوكرانيا حاولوا استغلالها ودعوة الناس للتظاهر، وكأنهم لا يدركون أنهم صفحة وانطوت إلى الأبد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"