ضجيج بلا طحين

23:22 مساء
قراءة دقيقتين

** تذهب مجالس إدارات، وتجيء مجالس أخرى في مختلف الأندية والاتحادات، وتتغير أفكار وتتحول اتجاهات، وتتبدل رؤى وقناعات في مختلف القضايا والموضوعات، إلا أنهم، كما هم، «لا يتغيرون ولا يغيرون».. لا يتغيرون في طبائعهم وميولهم وانتماءاتهم، ولا يغيّرون شيئاً مما نعانيه في رياضتنا من هموم ومشكلات وقضايا.
** ربما اختلفت مجالسهم، فتراهم متقابلين أو متجاورين، لكنهم بنفس الوجوه والأفكار والنوايا والانتماءات، تراهم في أحد البرامج جالسين على مقاعدهم متنافرين متنابزين، يثرثرون ويتفلسفون، يتهاوشون ويتضاربون، وربما تغيرت، بين موسم وآخر، مسميات برامجهم، التي يقال إنها لبحث وتحليل ما جاء في المباريات، لكن الإثارة الرخيصة والجدال العقيم والضجيج العميم، تشرد بنا رغماً عنا، بعيداً بعيداً عن درب الصواب والمنطق والرشاد.
** ومع حلقات تتجاوز في وقتها أعمار المباريات بساعات، ونقاشات وخزعبلات في كل الاتجاهات، تصبح «الحبة قبة»، و«النملة جملاً»، وتولد في لحظات، فتن ومؤامرات. وبدلاً مما كانت بين أيدينا مشكلة واحدة في بداية الحلقة، تجد في نهايتها  بقدرة قادر  مشكلات! فلكل امرئ منهم  إلا من رحم ربي عملاً بالاستثناءات  «أجندة» مصالح ومآرب وغايات، إن لم تكن بنسبة من عقد سيتم فسخه هنا لتحريره هناك للاعب أو مدرب، فبصفقة عبر إعارة، أو سمسرة بموجب إحلال، أو عمولة مقابل انتقال، وكله شغال!.
** وهكذا دواليك من حلقة إلى أخرى، تختلف السيناريوهات باختلاف الموضوعات، لكن طاقم البرنامج وقائده، كل واحد منهم فاهم وعارف، وحافظ دوره جيداً في «مسلسل الضجيج».. ذلك المسلسل المكسيكي الذي لا تنتهي حلقاته، والذي ابتليت به رياضتنا، والذي مهما غبنا عنه، «زهقاً» وكمداً، نرجع فنجده مثلما تركناه، عند عنوانه القديم «ضجيج بلا طحين».
** كنت أتوقع  مع الشهر الفضيل  أن تختلف النبرة ويقل الضجيج، وأن يرتقوا بالحوار عملاً بتوجيهات القادة الكبار، لكن هيهات. فمع قضية «شاهين» أشهرت السكاكين، وعلى الرغم من اعترافهم جميعاً بتضارب الروايات والبيانات، وقلة المعلومات والبراهين، أخذت ألسنتهم تلوك بالغث والسمين في مقامات الوطنية والولاء والإخلاص والمخلصين، وتباروا جميعاً متناسين أن في تاريخنا أكثر من شاهين، وأنه بخلاف سواه من السابقين، نال جزاء لم ينله نظراؤه من المتجاوزين.
** ختاماً.. اللهم احفظ جميع المشاهدين من المدعين والمحرضين، واحفظ رياضتنا من المترصدين والمتربصين، آمين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"