عادي

مارين لوبان تطارد ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية

20:19 مساء
قراءة 3 دقائق
باريس - رويترز
يتواصل التصويت في أنحاء فرنسا، الأحد، في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة التي تمثل فيها مرشحة اليمين مارين لوبان تهديداً غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في الفوز بولاية جديدة.
وتشكل أصوات الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم عامل ترجيح في سباق متقارب. ووصلت نسبة الإقبال على التصويت بحلول منتصف النهار 25.5 بالمئة مقارنة بنسبة إقبال بلغت 28.5 بالمئة في ذات التوقيت في انتخابات عام 2017.
وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحاً، وينتهي في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش، وسيتم حينها نشر أول استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وعادة ما تكون هذه الاستطلاعات موثوقة للغاية في فرنسا.
وأشارت استطلاعات الرأي التي نشرت قبيل الصمت الانتخابي إلى أن النتيجة المرجحة هي المواجهة بين ماكرون ولوبان في جولة إعادة في 24 إبريل.
وقبل أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى فوز سهل لماكرون المنتمي للوسط المؤيد للاتحاد الأوروبي، والذي تعزز موقفه بفضل دبلوماسيته النشطة بشأن أوكرانيا والتعافي الاقتصادي القوي بالإضافة إلى ضعف المعارضة المتشرذمة.
وقالت ناخبة تبلغ من العمر 47 عاما لدى التصويت لماكرون في باريس «أعتقد أنه الوحيد اليوم الذي لديه الجرأة لبناء فرنسا الغد».
لكن شعبية الرئيس تراجعت لعدة أسباب منها دخوله المتأخر إلى الحملة الانتخابية، إذ لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير، وهو الأمر الذي اعتبره حتى أنصاره مخيباً للآمال، وتركيزه على خطة لا تحظى بالشعبية لرفع سن التقاعد، إلى جانب الارتفاع الحاد في التضخم.
في المقابل قامت لوبان (53 عاماً)، المنتمية لليمين المتطرف والمتشككة في الاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة، بجولة في فرنسا والابتسامة تعلو وجهها وسط هتافات من أنصارها «سننتصر.. سننتصر».
وقد تعزز موقفها من خلال التركيز المستمر منذ شهور على تكاليف المعيشة والتراجع الكبير في الدعم لمنافسها في اليمين المتطرف إيريك زيمور.
وقال ستيف بريوي رئيس بلدية مدينة إينان-بومون في شمال البلاد من حزب لوبان «عرفنا لفترة طويلة بآرائنا عن الهجرة، لكن ما نعطيه الأولوية الآن هو المشكلات الاجتماعية في هذا البلد».
ومسألة ارتفاع أسعار الوقود والغذاء والتي أججتها الحرب في أوكرانيا، مسألة ضاغطة بالنسبة للكثير من الناخبين.
ما زالت أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى أن ماكرون سيتصدر الجولة الأولى وسيفوز بالإعادة، لكنها تظهر أيضا أن لوبان تضيق الفجوة بينهما وتضعها بعض الاستطلاعات ضمن هامش الخطأ.
وقضى ماكرون البالغ من العمر 44 عاماً والذي يتولى السلطة منذ عام 2017 الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية في محاولة توضيح أن برنامج لوبان لم يتغير على الرغم من الجهود المبذولة لتلطيف صورتها وصورة حزبها التجمع الوطني.
وفي سيفرا، الواقعة خارج باريس مباشرة، قال جاك بوجيو (58 عاماً) وهو مهندس، إنه أيد ماكرون قبل خمس سنوات لكنه صوت اليوم لصالح مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون لأنه شعر بالإحباط من «المؤشرات التي تميل لليمين بشدة» الصادرة عن ماكرون.
ويحتل جان-لوك ميلونشون المركز الثالث في استطلاعات الرأي. ودعت حملته الانتخابية الناخبين اليساريين من جميع الأطياف إلى التصويت له لينال فرصة التأهل إلى جولة الإعادة.
وانتخب ماكرون في 2017 على أساس برنامج وسطي لا ينتمي ليمين أو يسار لكن سياساته الاقتصادية والأمنية مالت لليمين.
وعلى افتراض أن ماكرون ولوبان سيخوضان جولة إعادة، فإن الرئيس الفرنسي يواجه مشكلة، فقد أخبر العديد من الناخبين اليساريين منظمي استطلاعات الرأي بأنهم لن يصوتوا لصالح ماكرون في جولة الإعادة لمجرد إبعاد لوبان عن السلطة وذلك خلافاً لما حدث في عام 2017.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"