عادي
خير الإمارات للعالم

أيتام في أمان

22:56 مساء
قراءة 3 دقائق
مركز الأيتام
1
طلاب ومسؤولون في المركز

كتب: راشد النعيمي
مركز الشيخ زايد لرعاية الأيتام بمدينة ممباسا في كينيا، أحد المراكز الإنسانية والخيرية التي أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتشييدها في عدة بلدان، كالمراكز التي أنشئت في بنجلاديش وتركيا، حيث تخرّج سنوياً العديد من الرجال والنساء الفاعلين في المجتمع، مما يجعلهم يشعرون بالعزة والثقة والاعتماد على النفس.

وانطلقت فكرة بناء هذا المركز أثناء الزيارة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى كينيا عام 1984، وخلالها زار مدينة ممباسا التي تقع في شرق كينيا على ساحل المحيط الهندي، وللمنطقة علاقات وثيقة بالخليج العربي، خاصة الإمارات.

تعد مدينة ممباسا أكبر ميناء على ساحل شرق إفريقيا، والميناء الرئيسي لكينيا، وتختزن هذه المدينة التي يرجع بناؤها للقرن الثاني عشر الهجري قصة الوجود العربي والإسلامي في شرق إفريقيا، وتعد ثاني أكبر المدن الكينية بعد العاصمة نيروبي، ويبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليون نسمة، وغزاها البرتغاليون في العام 1505م وألحقوا بها دماراً هائلاً، وسرعان ما أعيد بناؤها.

وبناء على توجيهات الشيخ زايد، تقرر إقامة دار لرعاية الأيتام في ممباسا، وذلك عن طريق منحة بلغت عشرة ملايين درهم، وفي الوقت ذاته أمر الرئيس الكيني آنذاك دانيال أراب موي بتخصيص قطعة أرض مساحتها 80 ألف متر مربع، وتقع على بعد أمتار قليلة من مدرسة الشيخ خليفة بن زايد الثانوية الفنية، أحد الصروح التعليمية المهمة في الساحل الشرقي، تكفلت الإمارات بتكاليف تشغيلها والإنفاق عليها.

أضيف إلى ذلك تخصيص قطعة أرض في العاصمة نيروبي، ليقام عليها مبنى وقف تجاري يستغل ريعه في تمويل وتشغيل المركز، وكُلف صندوق أبوظبي للتنمية بمتابعة تسجيل قطعتي الأرض في ممباسا ونيروبي، وذلك بطرح مناقصة لاختيار مهندس استشاري لوضع التصميم والرسوم والدراسات، وإعداد وثائق المناقصة والإشراف على تنفيذ مشروع المركز، وطرح مناقصة أخرى لاختيار مقاول لتنفيذه.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1993، أبرم صندوق أبوظبي للتنمية عقد المقاولة لتنفيذ المشروع، وصدر أمر مباشرة العمل للمقاول في 3 يناير/كانون الثاني 1994، وأنجزت أعمال المشروع في نهاية سبتمبر/أيلول 1997.

مرافق متعددة

يتكون المشروع من 19 فيلا، وتتكون كل واحدة منها من خمس غرف على طابقين مزودة بأثاث كامل، ويستوعب المركز أكثر من 200 طفل يتيم، مئة منهم من الإناث، وتسكن في كل فيلا أمهات الأطفال لرعايتهم والعناية بهم. ويضم المركز كذلك 19 فصلاً دراسياً وأربع وحدات سكنية لكبار الموظفين وثماني وحدات لصغارهم والعاملين، وورشتين، واحدة للبنات والأخرى للأولاد، وتضم كل ورشة معدات ومخزناً ومكتباً صغيراً للمعلمين.

ويشتمل المركز على وحدتين إداريتين في كل وحدة خمسة مكاتب، ويعمل بهما مدير المركز والتابعون له، إضافة إلى عدد مبنيين بكل منهما عيادة طبية ودكان وغرفة غسيل ملابس، كما زود المركز بخزانين علوي وأرضي للمياه، إضافة إلى 3 مضخات ماء، وهناك بئر احتياطية لتزويد المركز بالمياه عند انقطاعها من الخط الرئيسي. وبنيت غرفة لمحول الكهرباء وأخرى للتحكم باللوحات الكهربائية وثالثة للحارس عند البوابة الرئيسية، إضافة إلى مواقف للسيارات والطرق الداخلية وأعمدة الإنارة.

والمركز يكتفي ذاتياً من الفواكه والخضار من خلال مزرعة خاصة وأخرى لتربية الدواجن والأبقار، لتوفير المواد الغذائية بأقل التكاليف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"