المدارس تنتظر أبناءها

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

أكثر مسألة مُلحة في قضية التعافي من «كورونا»، هي عودة طلبة المدارس إلى مقاعدهم، واستئناف الحياة الطبيعية، عبر دراسة فصلية، واحتكاك مباشر بين الطلاب ومعلّميهم، والعودة إلى جميع الأنشطة الصفّية التي حُرم منها الطلبة مدة عامين، بسبب الجائحة.

الطلبة من أكثر الفئات التي تحتاج إلى إعادة الانخراط في الدراسة، ودورة الحياة والدوام والانصراف، لأن واقع الوباء كان شديداً عليهم أكثر من أي فئة أخرى في المجتمع، بعدما وجدوا أنفسهم بين جدران بيوتهم، من دون سابق إنذار.

قضية الأطفال في المنازل، خاصة في ظل عيش أغلب المقيمين في الإمارات في شقق مساحاتها محدودة، أثرت بشكل كبير في الأبناء والأهالي في الوقت نفسه، وبات الأهالي يتطلعون إلى اليوم الذي يبدأ فيه أبناؤهم يومهم الدراسي، في مدارسهم، حتى يعود نهر الحياة إلى التدفق في جداوله الطبيعية، ويتنفس الأهل الصعداء، من زحمة البيوت التي أحدثتها الجائحة.

 نحو مليون و200 ألف طالب وطالبة، يبدأون الدراسة في العام الدراسي الجديد، ونحو 150 ألف معلم، في نحو 141 ألف مدرسة في التعليم العام والخاص في الدولة.. هذا يعني أن الحياة عادت إلى طبيعتها، وأن إمارات المراكز الأولى، ستكون أكثر اطمئناناً.

الطلاب والمعلّمون، اشتاقوا لبعضهم، ليعود التواصل الحقيقي الطبيعي، بين المربّي والمربّية والطلبة، والتفاعل مع المقاعد والسبورة ولمس الكتاب، وصوت الجرس، والفسحة الملأى باللعب، وتجاذب الحديث، وممارسة الرياضة في أماكنها المخصّصة، والولوج إلى المكتبة، وكل ما يعيد الألق إلى هذه الصروح التي كانت من أول ما بادرت الإمارات، في بداية تشكّلها قبل خمسين عاماً، لإنشائها وتشييدها.

وزارة التربية والتعليم التي خاضت على مدى عامين، تجربة غير مسبوقة في تنظيم عملية دراسة هذا الكم الكبير من الطلبة عن بُعد وبوسائل لم تجربها سابقاً، نجحت وبشكل كبير في تجاوز هذه المرحلة، وعلى الرغم من أن لدى الأهالي الكثير من الملاحظات على هذه العملية، فإن مقياس النجاح في هذا المجال، كان مرده المقارنة مع جميع دول العالم التي اضطرت إلى هذا الأسلوب بين ليلة وضحاها، والكثير منها ظهر ضعفٌ في بنيتها التحتية واللوجستية، وعدم مقدرتها على إدارة التعليم عن بُعد.

هذا لا يعني أنّنا ألقينا «كورونا» وراء ظهورنا؛ بل يعني أنّنا ألجمنا تمدّده، بفضل إجراءات واحترازات حكيمة، عالجت الأمور بحصافة ورويّة بلقاحات تجاوزت 24 مليوناً و600 ألف جرعة، وإصابات هبطت، حتى إنها اقتربت من ال 200 إصابة يومياً، بعد أن وصلت في وقت من الأوقات إلى نحو 3 آلاف. 

أبناؤنا اشتاقوا إلى مقاعدهم ومعلّميهم ومعلّماتهم، ومعلّمونا ينتظرون أبناءهم بواسع المحبة والاستعداد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"