رمضان والإعلام المرئي

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

أهلّ علينا شهر رمضان بفيض بركاته وخيراته ونفحاته الإيمانية، جاء شهر القرآن، شهر ليلة القدر، شهر البركة والسعادة والخير، شهر العبادة والتطهير، مضى ثلثه المبارك، وبقي لنا ثلثان مباركان نسعى في مناكبهما طالبين رضا الله وعفوه وغفرانه.
كتب العديد من الإخوة الكتّاب حول الاستعدادات التي سبقت هذا الشهر الفضيل، ولم تخرج كلها عن الإعلان من قبل بعض أجهزة الإعلام المرئية عن كيفية فنون الترفيه التي تجهّزها لاستقباله، متسابقة في ما بينها سباقاً حامياً للاستئثار والانفراد بالعرض الأول لهذا المسلسل أو ذاك البرنامج، والتي لا تخرج في مضمونها عن «مكرور» السنوات الماضية من مطٍّ وتشويه لصورة المجتمعات الخليجية والعربية، وكأنه ليس هناك من خير ليذكر أو مضمون ليُعمّق في وجدان المشاهد. وللحق، فقد تعبنا ونحن نكتب عن النظرة القاصرة لطبيعة هذا الشهر المبارك، والتي لا تخرج عن منطق المكسب المادي بتاتاً، ولو كان المضمون يضرب في عمق طبيعة هذا الشهر الفضيل.
إن ما يسمح لمثل هذا بالحدوث، هو الابتعاد عن قدسية هذا الشهر الفضيل، فتسعى بعض المحطات إلى إنتاج وشراء مثل هذه المسلسلات والبرامج، دون مراعاة للمجتمع وقيمه. 
ولا يجوز هنا إلقاء اللوم على المجتمع وأنه هو الذي يطلب مثل هذا. ولا يعني ذلك المطالبة بتقديم البرامج الدينية فقط، لكن تقديم ما هو صالح وينفع ويفيد من برامج ومسلسلات تصب في رفع قيم الخير وتماسك المجتمع، ورفده بالمعلومات وتشجيعه على التفكير وتقديم الأفضل ومواكبة التقدم، من خلال رؤية حقيقية لإعلام يعرف دوره الاجتماعي الحقيقي المنوط به، ويكون كما هو مقدر له رافداً لحياتنا بكل نواحيها الاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية.
إن من حقنا المطالبة بأن ترتقي الأعمال إلى ذائقة الناس، وعلى الإخوة في المجلس الوطني الاتحادي التدخل ومساءلة الجهات المعنية، لأن للمجلس دور الرقابي يسمح له بالتحرك والمساءلة، خصوصاً أن المستهدف هو المجتمع الذي يمثّله المجلس.
روي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان قائلاً: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنّئه، ومن هذا المحروم فنعزّيه.
من حقنا أن ننتقد بعض التقصير الذي يحدث في إعلامنا أياً كان، مشاهداً أو مقروءاً أو مسموعاً، فهو عين الحقيقة ويدها التي نتطلع دائماً لأن تقدم لنا كل ما هو مفيد ومقنع.
اللهم بارك لنا في رمضان وبارك لنا فيه وباركنا فيه، ولا تجعلنا نخرج منه ونحن محرومون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"