عادي
بناء الوعي

علوّ الهمة سبيل الأمم المتحضرة

22:52 مساء
قراءة 3 دقائق

مجالات نشر الوعي كثيرة ومتعددة، وفق د. محمد الشحات الجندي، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، وتنوعها يعد ضرورة بهدف أن تكتمل منظومة التوعية في المجتمع، والأمر يجب ألا يقتصر على التوعية الدينية والثقافية والأسرية فقط، لكن ينبغي أن يمتد للتوعية بتطوير القدرات واكتساب مهارات جديدة.

المؤكد، حسب الجندي، أن علوّ الهمة يعد من المميزات التي ينبغي أن تغرس في نفوس الشباب والناشئة، وذلك لأن الدين الإسلامي يحث على علوّ الهمة والجد والاجتهاد، وينهى عن الكسل والخمول والتراخي والإفساد. ويقول: «علوّ الهمة والجد من محاور قضية بناء الوعي في المجتمع؛ لأن الأوطان تبنى بجهد أبنائها، كما أن المصلحة العليا للوطن تتطلب بذل أقصى الطاقات في الوظائف العامة والخاصة، والسعي بكل جهد ليكون الوطن في الصدارة في المجالات كافة، لأنه عندما يحصل الوطن على المكانة الراقية، فإن ذلك يعود بالنفع على جميع أفراده».

ويضيف: «التوعية بأهمية علوّ الهمة ينبغي أن يركز عليها الخطاب الديني، لأنها في الأساس قضية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وأيضاً لأن بناء الوعي الشامل يجب أن يتم من خلال التركيز على القضايا الوطنية والدينية. والوازع الديني أمر مهم للغاية في مجال نشر الوعي، لأنه عندما يتحقق علوّ الهمة في العبادة، يمتد أيضاً في مجال العمل والوظائف والمهن، ويمتد أيضاً ليشمل كل مجالات وحياة الإنسان، فلا يكذب ولا يغش، ولا يأكل أموال الناس بالباطل، فيتوافق أداء العبادة مع الغاية منها، فتتحقق الاستقامة التي هي أساس هذا الدين القويم.

ومن أهم ميادين علوّ الهمة ميدان العلم، وأمرنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نسأل الله تعالى علماً نافعاً يعود أثره على خلق الله سبحانه وتعالى جميعاً، وكان من دعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من علْمٍ لا ينفعُ، وعَمَلٍ لا يُرفَعُ، ودعاءٍ لا يُسْمَعُ».

ويشير الجندي إلى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يوضح قدر علوّ الهمة في قوله: «إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَمَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ». وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تصغرن همتكم فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم».

ويؤكد أن الاجتهاد في العمل وخدمة الوطن من أهم المجالات التي تتطلب علوّ الهمة، قائلاً: «أعلت الشريعة الإسلامية من شأن العمل؛ لأن العزة والكرامة على مستوى الفرد تتحققان به، وتقدّم الوطن يتحقق بالجهد والعمل، وربط القرآن الكريم بين العمل والعبادة، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الآية (10) سورة الجمعة. ووعد الله عز وجل من أحسن عمله بالحياة الطيبة، في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وذلك في قوله عز وجل: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» الآية (97) سورة النحل. وهذا يؤكد أن علوّ الهمة والعمل والإنجاز على مستوى الفرد، تعد ضرورة دينية؛ لأنها من الأمور التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، ونجد أن تعاليم الإسلام تتمثل في بذل كل الجهد مع التوكل على الله عز وجل والأخذ بالأسباب».

ويوضح أنه من أعلى درجات علوّ الهمة تلك التي تكون في خدمة المجتمع، مثل إعانة الضعيف، وإغاثة الملهوف، وقضاء حوائج الناس، والنجدة والشهامة. ويضيف: «خدمة الوطن من أفضل الميادين التي ينبغي أن يتنافس فيها الجميع؛ لأن خدمة الوطن من الإيمان، وأمرنا الله بالتنافس في ميدان الخير والنفع الذي يعود أثره على الوطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"