عادي

نهار الأبناء في رمضان.. نوم وتسلية وقتل الوقت

23:16 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
تتفاوت طرق تمضية الوقت في نهار شهر رمضان عند الأطفال والشباب؛ إذ ترتبط جميعها بفكرة التسلية، والبحث عن طرق لتمضية الوقت، ويقضي الشباب والأطفال أوقاتهم ما بين الألعاب، والبرامج التلفزيونية والمسلسلات التي تطورت لدعم مفهوم التسلية الذي يبحث عنه الشباب، لكن على الرغم من كل ذلك، فإن النوم في نهار رمضان يعد الخيار المفضل لدى الكثير منهم، في محاولة لتجاوز ساعات الجوع والعطش.

تحاول فاطمة زكور، «ربة منزل» أن تكون أماً مثالية، وتبذل جهدها لتكون قدوة لأبنائها الصغار في شهر الصيام، وتقول: «أسعى إلى أن يحبوا هذا الشهر، ويشعروا أنه مختلف ومبهج، ولأنني بطبيعة الحال أقضي معظم وقتي معهم في المنزل وأشاركهم في معظم الأنشطة والألعاب، أستغل الفرصة لأصنع لهم ذكريات مميزة بهذه المناسبة، فأجعلهم يحبونها، سواء من خلال تزيين المنزل لاستقبال رمضان، أو من خلال حثهم على حفظ القرآن وتشجيعهم على الالتزام بالصلاة، والبدء بالصيام المتقطع».

وتميل ميرفت صباح، موظفة، بطبيعتها إلى التساهل مع أبنائها، كما هي حال معظم الأمهات، وتقول: «طالما أنهم في إجازة، فلماذا أرغمهم على الاستيقاظ باكراً وهم صائمون، لماذا أحرمهم من الاستمتاع بالسهر ومشاهدة المسلسلات أو الألعاب الإلكترونية التي يحبونها»، وتوضح بأن البرنامج اليومي يتغير تلقائياً في معظم البيت، فينتقل السحور إلى العشاء؛ حيث يسهر الأبناء بعده قليلاً ثم ينامون بعد صلاة الفجر، أما وقت الدوام فيختلف الأمر ليعوضوا ساعات النوم بعد العودة من المدرسة وليستيقظوا قبل الإفطار بقليل.

ويقول حسن سليمان، طالب في المرحلة الإعدادية: «معظم أصدقائي ينامون طيلة النهار في رمضان ويستيقظ بعضهم عند الظهر أو العصر، عندما نكون في إجازة، أما عندما يكون لدينا دوام في المدرسة، فيصير الأمر صعباً، فمنهم من يذهب إلى المدرسة من دون نوم، وينام عندما يعود من الدوام، ومنهم من ينام قبل أذان الفجر عند الثانية أو الثالثة صباحاً في أحسن الأحوال، لكنه ينام أيضاً عند العودة من المدرسة».

ويوضح مؤيد جعفر، طالب في المرحلة الثانوية أن النوم يأتي في الدرجة لأولى في تمضية الوقت فهو الوسيلة المفضلة عند معظم الناس كباراً وصغاراً، ويقول: «لا شك أنني أحاول أن ألتزم بقراءة القرآن ومساعدة أهلي بإحضار الأغراض المطلوبة أو القيام ببعض المهام في المنزل، وأقوم بعاداتي اليومية المعتادة أيضاً من ممارسة الألعاب الإلكترونية إلى مشاهدة المحتوى والقنوات التي أتابعها على مواقع التواصل، فأنا لا أستطيع لعب الكرة وقت الصيام، لهذا تؤجل معظم الأنشطة التي أفضلها لما بعد الإفطار».

ويرى محمد الحسن، مدرس لغة عربية، أن التراخي والتساهل مع الأبناء بكيفية تمضية وقت الصيام يذهب بنا بعيداً عن جوهر الشهر الكريم والغاية منه، فالصيام والامتناع عن الطعام ليس غاية بحد ذاته؛ بل وسيلة لتدريب النفس وتهذيبها وصقل قدرات الإنسان وثقته بنفسه، ويقول: «يؤسفني أن يتحول معنى هذا الشهر ليطغى عليه طابع التسلية والترفيه، بدل أن يتعامل معه الأهل على أنه فرصة لتربية أبنائهم على العادات الصحية التي تجعل منهم أشخاصاً متوازنين وأقوياء قادرين على تحمل المسؤولية والتحكم بأنفسهم، فالصيام يعزز سيطرة الإنسان على نفسه ويجعله واثقاً من قدرته على التحكم بنزواته والابتعاد عن الأمور التي تؤذيه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"